ترحيل «إخواني» من تركيا يُثير أزمة بين قادة الجماعة وشبابها

بينما تصاعدت انتقادات شباب جماعة «الإخوان» التي تعتبرها السلطات المصرية تنظيماً إرهابياً، لقيادات الجماعة المقيمة في تركيا، عقب ترحيل أحد شباب الجماعة من أنقرة، قال عمر عبد المنعم، الخبير في شؤون الحركات الأصولية، إن «هناك مخاوف داخل الجماعة من التضحية بالباقي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «السلطات التركية قد تكون مضطرة لأن تسلم جميع (الإخوان) الموجودة في أنقرة، إرضاء للاتحاد الأوروبي».
ورحلت السلطات التركية قبل أيام، الإخواني محمد عبد الحفيظ حسين، المحكوم عليه بالإعدام في قضية استهداف النائب العام المصري السابق المستشار هشام بركات. وعقب ترحيله سيطرت حالة من الرعب بين صفوف شباب «الإخوان» خشية تعرضهم لمصير عبد الحفيظ نفسه، خاصة بعدما تردد بقوة اتجاه تركيا لترحيل الإخواني عبد الرحمن أبو العلا. وأكد شباب من «الإخوان» في مقطع فيديو مصور، أن رقابهم معلقة بكلمة من قادة الجماعة... وقد يواجهون الترحيل القسري إلى القاهرة، وإخضاعهم للمحاكمات والسجن وربما الإعدام، لو غضب عليهم قادة «الإخوان» في تركيا.
وكان قد بث شاب مصري من عناصر «الإخوان» في إسطنبول يدعى نادر فتوح مع زميل له يدعى وليد، فيديو على موقع التواصل الـ«يوتيوب» أكدا فيه أن قادة الجماعة تخلوا عن الشاب عبد الحفيظ، وتقاعسوا عن إدخاله تركيا لكونه لا يمت بصلة لهم، مضيفين أن قادة الجماعة أبلغوا السلطات التركية في مطار أتاتورك أن الشاب لا ينتمي للجماعة، أو يحظى برعاية من أحد قادتهم، لذا تم ترحيله فوراً على الطائرة المتجهة للقاهرة.
وطالب الشابان بالتحقيق مع المسؤول في الجماعة الذي أبلغ السلطات التركية بعدم انتماء الشاب عبد الحفيظ لـ«الإخوان»، مؤكدين أن مصير جميع الشباب المقيمين في إسطنبول معلق بكلمة من قادة الجماعة، فإذا تخلوا عن أحد فالترحيل لمصر ومواجهة العقوبات سيكون مصيره.
وقال الشابان إن شباب الجماعة يعانون من «الملاحقات المستمرة» و«إهدار حقوقهم» بسبب سياسات قادتهم الطائشة، التي تسببت في كل ما يحدث لهم من نفي وتشريد واغتراب وضياع لمستقبلهم، مؤكدين أن الإخوان «جماعة تأكل أبناءها، وتقدمهم قرابين وضحايا لمغامرات وسياسات فاشلة أضاعت كل ما بنوه خلال 90 عاماً».
تعليقاً، أكد عمر عبد المنعم، أن «الإخوان» يعانون من انقسام شديد منذ 4 سنوات ما بين جيل المؤسسين والشباب، والجيلان متناقضان فيما بينهما. لافتاً إلى أن «الشاب الذي تم تسليمه مُدرج على القوائم وفق الاتحاد الأوروبي، وتركيا موقعة اتفاقية بتسليم المتهمين المدرجين على قوائم الإرهاب، أو في قضايا عنف»، مضيفاً أن هناك أكثر من 20 شخصا من «الإخوان» مدرجين على القوائم المطلوبة من قبل مصر موجودون في تركيا... أما أعداد «الإخوان» الهاربة إلى أنقرة فكبيرة، وهناك حالة سيولة في التنقل ما بين «تركيا، وقطر، وتونس، والمغرب، وقبرص، وألمانيا».
وعن مخاوف شباب «الإخوان» من ترحيلات مرتقبة لمصر، قال عبد المنعم: «هذه المخاوف في محلها، خوفاً من التضحية بهم، وتجربة محمد عبد الحفيظ كانت كاشفة لشباب الجماعة».
وحول ما إذا حدث مؤخراً يعد مؤشرا للتخلص من «الإخوان» في تركيا، قال عبد المنعم: «هو ليس مؤشراً للتخلي عن (الإخوان)، لكن محاولات لتبرئة ساحة تركيا من اتهامها بالإرهاب أمام الاتحاد الأوروبي، بأن تضحي ببعض من (الإخوان)». لافتاً إلى أن «الاتصالات بين قادة (الإخوان) في تركيا مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لم تنقطع لعدم تسليم أي من (الإخوان) الهاربين إلى تركيا مستقبلاً».
في السياق نفسه، أكد عمرو عبد المنعم، أن «عناصر «الإخوان» في تركيا معرضة للترحيل، ما لم توفق أوضاعها بأن يكون لهم حق اللجوء السياسي، أو أن يكونوا غير مدرجين على قوائم المطلوبين، أو يكونوا غير معروفين للسلطات المصرية، لأن تركيا مضطرة لأن تسلم جميع «الإخوان» الموجودين في تركيا.