وفد سعودي في بغداد لمتابعة هدية خادم الحرمين للعراق

TT

وفد سعودي في بغداد لمتابعة هدية خادم الحرمين للعراق

بهدف مناقشة الخطوات الكفيلة ببناء الملعب الرياضي الذي أهداه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى الشباب العراقي في مارس (آذار) 2018، واصل الوفد السعودي الذي يرأسه عبد الرحمن بن حمد الحركان، رئيس اللجنة المشرفة على المشروع، لقاءاته مع المسؤولين في وزارة الشباب والرياضة العراقية، ويتوقع أن يغادر الوفد اليوم عائداً إلى المملكة بعد زيارة استغرقت أربعة أيام.
واستقبل وزير الشباب والرياضة أحمد رياض، أول من أمس، السفير السعودي عبد العزيز الشمري، ورئيس اللجنة المشرفة على مشروع الملعب الرياضي عبد الرحمن الحركان، في مقر الوزارة ببغداد.
وعقد الجانبان مؤتمراً صحافياً عقب الاجتماع، أكدا فيه عمق العلاقة التاريخية التي تربط الجارين الشقيقين العراق والسعودية، وقال الوزير رياض، في أثناء المؤتمر الصحافي، إن «هبة خادم الحرمين الشريفين تشكل مبادرة تستحق الإشادة والثناء»، مشيراً إلى أن «بغداد ملتقى للثقافة والحضارة والسلام، ونرحب بالوفد السعودي في بلدهم الثاني العراق»، موضحاً أن «الهدف من اللقاء التعرف على الموقعين المقترحين اللذين سيتم تنفيذ المشروع الرياضي عليهما وستتم زيارتهما، فضلاً عن إمكانية إضافة أماكن بديلة بعد الاستئناس برأي اللجان المشتركة».
من جهته، أكد السفير الشمري أن «مكرمة خادم الحرمين الشريفين هبة للشباب العراقي الذي يستحق منا الوقوف معهم كوننا شعباً واحداً، وسترى هذه الخطوة النور قريباً بعد اكتمال الأمور الإدارية واللوجيستية».
بدوره، عبر الحركان عن امتنانه لحسن الضيافة والحفاوة التي استقبل بها الوفد وقال: إنه «ليس بغريب على العراق أن نحظى بالمودة والمحبة منهم، وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة واضحة». وذكر أن الجانبين عقدا «اجتماعات مكثفة، واتفقنا على عدة خطوات سيتم تعضيدها، وزيارة الموقعين المحددين وسننظر إليهما بعين الفاحص المهني الخبير، مع تلاقح الأفكار لاختيار الموقع الأفضل لإعلانه موقعاً لإقامة المشروع الرياضي».
وعقد الجانبان اجتماعاً ثانياً لتحديد المواقع ورسم آلية المباشرة بالمشروع للملعب، حيث ترأس الجانب العراقي، وكيل الوزارة لشؤون الرياضة عصام الديوان، وممثل عن وزارة التخطيط، فيما ترأس الحركان الجانب السعودي. وقام الجانبان أمس، بزيارة المواقع المحددة لتنفيذ مشروع الملعب أو «المدينة الرياضية»، وهي ثلاثة مواقع تقع في مشروع بسماية (شرق بغداد)، وعلوة الرشيد ومدينة اليوسفية (جنوب بغداد)، بهدف الاتفاق على المكان المناسب لتنفيذ المشروع.
ويقول رئيس الوفد السعودي عبد الرحمن الحركان، إن «الوفد حريص جداً على بناء ملعب يليق بتاريخ وسمعة العراق وفق المواصفات العالمية، وإن الاطلاع على المواقع ستكون لأجل معرفة الخدمات والمميزات والسلبيات أيضاً لكي نختار موقعاً مناسباً».
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الشباب موفق عبد الوهاب إن الجانبين العراقي والسعودي كثفا اجتماعاتهما بهدف «تحديد اسم الملعب والتصميم والشركات المنفذة، إذ سيكون العمل بشكل تدريجي ووفق معلومات تفصيلية أدق ومدة زمنية محددة». وذكر عبد الوهاب في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «العراق اقترح على الجانب السعودي إمكانية تحول الملعب الرياضي إلى مدينة رياضية متكاملة ووعد الوفد السعودي بمناقشة الفكرة». وأضاف: «المقترح قدمه وزير الشباب والرياضة أحمد رياض للجانب السعودي»، مشيراً إلى أن «الجانب السعودي طلب من الجانب العراقي تحديد المباني الملحقة بالمدينة الرياضية، فكان المقترح أن يصار إلى بناء مدينة رياضية متكاملة بفارق التكلفة مثل مضمار خاص للركض خارج الملعب وقاعة مغلقة للبولينغ وملاعب للتدريب وغيرها من المنشآت الرياضية». ولم يكشف عبد الوهاب عن المدة الزمنية المقررة لانطلاق عملية البناء، لكنه رجّح أن تكون «قريبة جداً».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.