منحة كويتية للأردن لاستيعاب تداعيات اللجوء السوري

الشيخ جابر التقى الملك عبد الله الثاني وسلمه رسالة من أمير الكويت

TT

منحة كويتية للأردن لاستيعاب تداعيات اللجوء السوري

أكدت الكويت وقوفها مع الأردن لتجاوز أزمته الاقتصادية، جاء ذلك خلال استقبال الملك عبد الله الثاني العاهل الأردني، الشيخ جابر المبارك الصباح، رئيس مجلس الوزراء الكويتي، في قصر الحسينية بالعاصمة الأردنية عمّان أمس.
وسلم رئيس مجلس الوزراء الكويتي الملك عبد الله رسالة خطية من أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تؤكد على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والحرص على الارتقاء بها إلى أعلى المستويات.
في حين عقد رئيس مجلس الوزراء الكويتي ونظيره الأردني عمر الرزاز جلسة مباحثات رسمية بمقر رئاسة الوزراء في العاصمة عمان، تكللت بالاتفاق على تقديم منحة بقيمة 6 ملايين دولار أميركي لاستيعاب تداعيات اللجوء السوري.
وعقب الاجتماع، أكد الرزاز على عمق العلاقات بين الكويت والأردن، واصفاً العلاقات بين الدولتين بأنها «علاقات ثابتة دافئة يسودها التآزر وروح الأخوة والتضامن والتنسيق المشترك على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهي في تنامٍ مستمر وتطور دائم»، وقال: إن «الأردن لا ينسى وقوف الأشقاء الكويتيين إلى جانبه في مختلف الظروف والأحوال».
في حين أكد الشيخ جابر المبارك وقوف الكويت «مع الشقيقة الأردن لتجاوز ما تمر به من ظروف دقيقة»، وقال: إن تحرك الكويت لدعم الأردن مؤخراً «يأتي ليعكس روح الأخوة وإدراكاً لأهمية الأردن إقليمياً ودولياً وتجسيداً لشراكة استراتيجية مع البلد الشقيق».
وقال المبارك: إن الكويت تحتل المرتبة الأولى عربياً والثانية عالمياً بحجم الاستثمارات في الأردن التي بلغت خمسة مليارات ونصف مليار دينار كويتي (18 مليار دولار)، مؤكداً السعي لزيادة هذه الاستثمارات بما يعزز الاقتصاد الأردني ويخلق فرص العمل لشعبه. كما أكد على «أهمية الاجتماع المقبل نهاية الشهر الحالي في لندن لدعم الاقتصاد الأردني. كما نؤكد مشاركتنا فيه ودعمنا لمقاصده النبيلة».
وأضاف: «نتطلع إلى انعقاد أعمال الدورة الرابعة للجنة العليا الكويتية - الأردنية، التي تتزامن مع هذه الزيارة والتي تشكل رافداً جديداً في سبيل تعزيز علاقاتنا الراسخة». ووقّعت الحكومتان الكويتية والأردنية، أمس، عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات النفط والغاز ومصادر الطاقة المتجددة والجيولوجيا، والتعاون الإسكاني والتنمية الحضارية.
كما وقّع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والحكومة الأردنية، أمس (الاثنين)، اتفاقية يقوم الصندوق بمقتضاها نيابة عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بتقديم منحة بقيمة ستة ملايين دولار أميركي للإسهام في تمويل مشروع إنشاء وتجهيز مدرستين أساسيتين في محافظة العاصمة عمان تلبية للاحتياجات التعليمية للاجئين السوريين والمجتمعات المستضيفة في الأردن.
وقال مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية عبد الوهاب البدر: إن المشروع يهدف إلى المساهمة في تلبية الاحتياجات التعليمية للاجئين السوريين والمجتمعات المستضيفة في الأردن من خلال رفع مستوى الخدمات التعليمية المقدمة لهم؛ وذلك لضمان استمرارية تقديمها في المناطق التي تشهد تركزاً للاجئين فيها.
ووفق بيانات رسمية، فقد قدم الصندوق الكويتي للتنمية للحكومة الأردنية 26 قرضاً لتمويل مشروعات في قطاعات مختلفة بلغ إجمالي قيمة هذه القروض نحو 7.‏166 مليون دينار (نحو 550 مليون دولار) سحبت بالكامل وسدد منها حتى مطلع فبراير (شباط) الحالي مبلغ 3.‏91 مليون دينار (نحو 5.‏300 مليون دولار).
كما قدم الصندوق للأردن ثلاث معونات فنية بقيمة 5.‏1 مليون دينار تقريباً (نحو خمسة ملايين دولار) لتمويل إعداد دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية، كما قدم الصندوق ثلاث منح للأردن بمبلغ قدره نحو 7.‏1 مليون دينار (6.‏5 مليون دولار).
كما قدمت حكومة الكويت منحة للأردن بقيمة 250.‏1 مليون دولار، سحب منها حتى مطلع شهر فبراير الحالي مبلغ 210.‏1 مليون دولار أميركي.
يذكر أن الكويت والأردن تربطهما 57 اتفاقية ثنائية في المجالات كافة منذ بداية العلاقات الرسمية بينهما عام 1961، وبلغ حجم التبادل التجاري بينهما نحو 400 مليون دولار في 2017، في حين بلغ حجم الاستثمارات الكويتية نحو 18 مليار دولار ليكون بين الأكبر على مستوى الاستثمارات العربية والأجنبية في الأردن.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.