الجيش يحرر الخط الرابط بين صعدة والجوف... ويُفشل هجوماً حوثياً في تعز

TT

الجيش يحرر الخط الرابط بين صعدة والجوف... ويُفشل هجوماً حوثياً في تعز

بينما تتواصل المعارك بين قوات الجيش الوطني اليمني والميليشيات الحوثية في مناطق عدة، أكد الجيش الوطني على أن قواته حررت أمس مواقع استراتيجية في صعدة، المعقل الرئيسي للميليشيات، بما فيها الخط الرابط بين صعدة والجوف (شمال صنعاء). وقال الجيش على موقعه الإلكتروني «سبتمبر نت» إن قواته خاضت بمساندة من قوات تحالف دعم الشرعية «أعنف المعارك في المناطق المحررة»، مضيفاً أن الميليشيات شهدت انهيارات كبيرة أمام تقدم قوات الجيش الوطني.
وفي الحديدة الواقعة على البحر الأحمر والتي تضم ثاني أكبر ميناء في اليمن، تواصل ميليشيات الانقلاب خروقاتها للهدنة من خلال قصف مواقع الجيش الوطني ومنازل مواطنين في المدينة والقرى الجنوبية، علاوة على حملة اختطافات جديدة في أوساط المواطنين، حسبما أفادت مصادر مطلعة تحدثت إليها «الشرق الأوسط». وذكرت المصادر أن «مواجهات متقطعة بين الجيش والانقلابيين تندلع بين الحين والآخر في عدد من المواقع الجنوبية والشرقية بمدينة الحديدة»، مضيفة أن «الميليشيات عززت من تواجد عناصرها في الحديدة ونشرت مجاميع لها في وسط الأحياء السكنية والشوارع الرئيسية مرتدين زي قوات النجدة من الأمن المركزي، علاوة على حفر خنادق ونصب متاريس صلبة، واستقدام تعزيزات عسكرية لها في مواقعها شمال مديرية التحيتا، جنوبا».
وأفاد سكان محليون في مدينة الحديدة بأن «حي منظر بمديرية الحوك في الحديدة شهد موجة نزوح، لليوم الثاني على التوالي منذ السبت، جراء قصف الميليشيات المستمر على منازل المواطنين بقذائف الهاون بشكل مكثف»، لافتين إلى أن «حث منظر يعد من أكثر المناطق التي شهدت قصفا حوثيا بمختلف الأسلحة مما تسبب في دمار واسع في الحي وموجة نزوح كبيرة في أوساط المواطنين».
وذكر مركز إعلام «الوية العمالقة» التابعة للجيش الوطني، أن «الميليشيات لم تتوقف عند عمليات القصف اليومية على مواقع قوات ألوية العمالقة وعلى منازل المواطنين في مختلف مناطق مديرية التحيتا، بل امتدت إلى حفر الخنادق والمتارس العسكرية واستقدام التعزيزات العسكرية في مناطق متفرقة شمالي التحيتا». وقال إن «هذا التصعيد الحوثي الخطير يأتي في الوقت الذي تواصل فيه الميليشيات عمليات القصف الهمجي على المنازل وتهجير المدنيين من مدنهم وسقوط عشرات الضحايا الأبرياء من النساء والأطفال». وأكدت «ألوية العمالقة» أن «ميليشيات الحوثي شنت عمليات مداهمة لعشرات المنازل واعتقالات واسعة طالت مئات الشباب من أبناء مديرية الجرّاحي (ثالث مديريات الحديدة على جبهة الساحل الغربي الواقعة على الطريق الرئيسي الرابط بين محافظتي الحديدة وتعز)، بعد رفضهم الانضمام للميليشيات والقتال في صفوفها»، وأن «الحملة شملت البالغين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و30 عاما، وأن أعداد المعتقلين قد تجاوزت المئات». وقالت إن «الشباب الذين اعتقلتهم ميليشيات الحوثي تم نقلهم إلى جهات مجهولة، كما أن الأهالي لا يعلمون شيئاً عن مصير أبنائهم منذ أيام، والذين وصفوهم بالمختطفين لدى الحوثيين».
وفي معارك مديرية كشر، شمال شرقي محافظة حجة الحدودية مع السعودية، أكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن «الميليشيات دفعت بتعزيزات إلى المنطقة لإخضاع قبائل حجور، التي تشهد معها مواجهات منذ أكثر من أسبوعين، وبخاصة بعد الخسائر الكبيرة التي تلقتها الميليشيات خلال اليومين الماضيين عقب تصدي مسلحي القبائل للزحف الحوثي إليهم في منطقة العبيسة». وقالت المصادر إن «مسلحي القبائل تصدت لهجوم حوثي على مواقعها في منطقة المندلة ومنطقة قرى بني ريبان وعدد من القرى مصحوب بالقصف العنيف بمختلف الأسلحة، وتمكنت من إحباط الهجوم وإلحاق خسائر في صفوف الانقلابيين، حيث قتل نحو 10 انقلابيين وأصيب آخرون وأسر نحو سبعة مسلحين». وجاء الهجوم بعد ساعات من شن غارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية على مواقع الانقلابيين في المنطقة وسقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، حسبما أفادت المصادر ذاتها.
إلى ذلك، تحدث مصدر عسكري في تعز لـ«الشرق الأوسط» عن «إفشال محاولة تسلل ميليشيات الانقلاب إلى مواقعه في الضباب، غرب تعز، واندلاع معارك بين الجيش والانقلابيين تخللها قصف مدفعي وتغطية نارية كثيفة». وقال المصدر إن «المعارك تركزت بشكل أعنف في محيط قرية تبيشعة غرب جبل المنعم ومنطقة الأشعاب وتمتد إلى مناطق حذران ومحيط منطقة الصياحي، التي تحاول الميليشيات الانقلابية من خلالها التقدم»، مشيرا إلى مقتل نحو 3 انقلابيين وإصابة اثنين وأسر اثنين آخرين.
وفي جنوب البلاد، أعلن الجيش الوطني أن مركز مديرية الحشاء بغرب محافظة الضالع، بات تحت قبضته عقب معارك عنيفة ضد الميليشيات. ونقل موقع الجيش عن مصدر ميداني قوله إن المقاومة هاجمت مواقع تمركز الميليشيات في مركز مديرية الحشاء وسيطرت على مركز المديرية، وجبال الأحذوف، بعد أن لاذت الميليشيات بالفرار، وأن المعارك «خلفت قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات بينهم قيادات».
وكانت عناصر من المقاومة الشعبية هاجمت يوم الجمعة الماضي نقطة تابعة للحوثيين بمنطقة الأحذوف، مما أدى إلى مصرع اثنين من عناصر الميليشيات وجرح ثلاثة بالإضافة إلى اغتنام طقم وكميات من الأسلحة، وذلك بعد أن استقدمت ميليشيات الحوثي تعزيزات من معسكر حمزة ومديرية السبرة في محافظة إب، وداهمت قرى المواطنين في مديرية الحشاء المحاددة لمديرية ماوية التابعة لمحافظة تعز وفجرت منزل أحد المواطنين.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.