الجيش اليمني يضبط كميات ضخمة من المخدرات ويتهم الحوثيين

TT

الجيش اليمني يضبط كميات ضخمة من المخدرات ويتهم الحوثيين

أعلن الجيش اليمني ضبط كميات ضخمة من المخدرات أمس، في إحدى المديريات الصحراوية شمال محافظة حضرموت، ملمحاً إلى مسؤولية الميليشيات الحوثية عن تهريبها. وجاء الكشف عن هذه الكميات المقدرة بثمانية أطنان غداة توقيف كمية أخرى بين مأرب والبيضاء بلغت 23 كيلوغراماً كانت في طريقها إلى الميليشيات الحوثية.
وأكدت المصادر الرسمية أن قوات من المنطقة العسكرية الأولى بمساندة أجهزة الأمن داهمت مبنى يضم 3 مستودعات وبداخله كمية كبيرة من المواد المخدرة والمتفجرات بمنطقة حضي بمديرية زمخ ومنوخ الصحراوية الحدودية بمحافظة حضرموت. وأوضح مصدر عسكري يمني لوكالة «سبأ»، أنه تم خلال عملية الدهم القبض على عنصرين وضبط 8 أطنان من الحشيش وحبوب الكبتاجون والترامادول، إضافة إلى كمية من متفجرات «تي إن تي» والديناميت وعجينة متفجرة، وأسلحة نوعية ومبالغ مالية مزورة فئة 5 آلاف ريال يمني صادرة من قبل ميليشيات الحوثي، مشيراً إلى أن التحقيقات جارية مع المقبوض عليهما.
وأكد المصدر أن الأجهزة العسكرية والأمنية بوادي حضرموت ستواصل جهودها بتعاون المواطنين في سبيل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيداً بجهود وتضحيات أفراد وضباط القيادة العسكرية والأمنية.
وفي مأرب، ضبطت أجهزة الأمن أول من أمس، 23 كيلوغراماً من مادة الحشيش المخدر في إحدى سيارات النقل الصغيرة أثناء محاولة تهريبها إلى ميليشيات الحوثي في العاصمة صنعاء. وأوضح قائد شرطة الدوريات وأمن الطرق في مأرب العقيد أحمد دركم في تصريحات رسمية، أن إحدى الدوريات بمديرية ماهلية المحاذية لمحافظة البيضاء تمكنت من ضبط الحشيش أثناء محاولة تهريبه في سيارة أجرة صغيرة وهي مخفية بطريقة احترافية معقدة داخل أكياس تحمل علامات مواد غذائية للأطفال، إلى جانب التمويه على أفراد الأمن من خلال اصطحاب عائلة في السيارة من أجل تسهيل العبور وعدم الفحص والتدقيق في التفتيش.
وبحسب العقيد دركم، فإن ميليشيات الانقلاب تستخدم الحشيش المخدر أحد مصادر الدخل المهمة لتمويل حربها ضد اليمنيين إلى جانب استخدامه في تجنيد الأطفال والشباب للسيطرة عليهم والزج بهم في جبهات القتال. وخلال السنوات الأربع الماضية من الانقلاب الحوثي على الشرعية، تمكنت أجهزة الأمن اليمنية من ضبط عشرات الشحنات من المخدرات في مناطق مأرب وشبوة وحضرموت والجوف كانت في طريقها إلى الجماعة الحوثية.
وبحسب مصادر أمنية يمنية، تجند الميليشيات عصابات متخصصة لتهريب هذه المخدرات التي يرجح أن مصدرها إيران، عبر عمليات معقدة تبدأ على الحدود الشرقية لليمن بمحاذاة سواحل البحر العربي، وصولاً إلى طرق صحراوية باتجاه مأرب والجوف والبيضاء.
وينشط كثير من قيادات الجماعة الحوثية القادمين من صعدة في الاتجار بالمخدرات والأسلحة، وهو ما أدى إلى مراكمتهم ثروات ضخمة تستغلها الجماعة في تمويل مجهودها الحربي وشراء العقارات. وكشفت تقارير دولية قيام الجماعة الحوثية بإعطاء مجنديها أنواعاً من العقاقير المخدرة في جبهات القتال للتغلب على عنصر الخوف من المواجهات.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».