«داعش» يدعو أعضاء الفصائل المقاتلة في سوريا إلى تسجيل أنفسهم لدى «مكتب التوبة»

اشتباكات بين مسلحي الأكراد والتنظيم

«داعش» يدعو أعضاء الفصائل المقاتلة في سوريا إلى تسجيل أنفسهم لدى «مكتب التوبة»
TT

«داعش» يدعو أعضاء الفصائل المقاتلة في سوريا إلى تسجيل أنفسهم لدى «مكتب التوبة»

«داعش» يدعو أعضاء الفصائل المقاتلة في سوريا إلى تسجيل أنفسهم لدى «مكتب التوبة»

دعا تنظيم داعش الفصائل المقاتلة في مدينة دير الزور إلى «المسارعة في تثبيت وتوثيق أسمائهم وهوياتهم عند مكتب (العلاقات العامة وقبول التوبات) في المدينة»، في مهلة أقصاها يوم أمس، محذرا في بيان أصدره ونشره المرصد السوري لحقوق الإنسان «كل متخلف عن الحضور في هذا الأجل، بأنه يعرض نفسه للملاحقة الأمنية والمساءلة الشرعية».
وأفاد تنظيم داعش في بيانه بأن «كل المراجعين سيخضعون بعدها لدورة شرعية مكثفة، تُحدد في وقتها وتراعى فيها نوبات المرابطين على جبهات القتال مع النظام، والحضور فيها ضروري ومتأكد»، موضحا أن «هذا البلاغ يشمل حتى الذين دخلوا أي فصيل مقاتل بالمدينة واعتزلوا من قديم، كما يتوجب على كل مراجع إحضار صورة عن الهوية وصورة شخصية».
وتزامن هذا التعميم مع إعدام «داعش» ثلاثة رجال أمس في بلدة البوعمر القريبة من مدينة الموحسن في الريف الشرقي لدير الزور، ثم صلبهم بتهمة «تسليم مجاهد للمخابرات النصيرية»، بحسب المرصد السوري الذي أحصى ارتفاع عدد القتلى في ثلاث بلدات مجاورة تقطنها عشيرة الشعيطات إلى 18 خلال أسبوع من الاشتباكات بين مقاتلي العشيرة ومقاتلي «داعش».
وكانت اشتباكات اندلعت الأسبوع الماضي في بلدات أبو حمام وغرانيج والكشكية التي يقطنها مواطنون من أبناء عشيرة الشعيطات، انتهت بسيطرة «داعش» على البلدات الثلاث. وأفاد المرصد أمس باعتقال «داعش» لعشرات الرجال من القرية والتحقيق معهم.
في حلب، استهدف مقاتلو «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، بصاروخ محلي الصنع، تجمعات للقوات النظامية في حي كرم الطراب بالقرب من مطار النيرب العسكري، في حين قصفت القوات النظامية منطقة الإنذارات بحي الحيدرية في الجهة الشرقية لحلب.
وفي الريف الشرقي لمدينة عين عرب الكردية (كوباني)، دارت اشتباكات ليل الاثنين - الثلاثاء بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم داعش، الذي قصف عناصره مناطق في قرى بوراز وكرمان وكري زاغروس بريف كوباني الشرقي.
من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري باشتباكات بين جبهة «أنصار الدين» التي تضم «الكتيبة الخضراء» و«جيش المهاجرين» و«الأنصار» و«حركة فجر الشام الإسلامية» و«حركة شام الإسلام» من جهة، والقوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلين من «حزب الله» اللبناني من جهة أخرى، على أطراف قرية عزيزة بريف حلب الجنوبي، في موازاة اشتباكات في محيط بلدة اخترين بريف حلب الشمالي الشرقي، ترافق مع قصف مدفعي على البلدة من قبل «داعش». كما أشار المرصد إلى اشتباكات مماثلة في محيط الفئة الثانية من المدينة الصناعية شيخ نجار وفي المحيط الشمالي والغربي لسجن حلب المركزي وفي محيط البريج بالمدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب.
وتواصلت الاشتباكات أمس في محيطي مبنى فرع المخابرات الجوية وجامع الرسول الأعظم في حي جمعية الزهراء غرب حلب، بين الكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين من جهة، والقوات النظامية مدعمة بكتائب البعث وعناصر من «حزب الله» اللبناني من جهة أخرى، وفق المرصد السوري.
وفي ريف دمشق، أحصى المرصد السوري ارتفاع حصيلة القصف النظامي الجوي على جرود القلمون إلى سبعة. وقال إن بينهم قائد أحد الألوية الإسلامية، وتبين لاحقا أن الأخير هو قائد لواء «وأوعدوا» في القلمون، وقد نعاه «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» في بيان أصدره أمس. وأشار الائتلاف إلى مقتل الحاج أبو محمد الرفاعي، قائد لواء «وأعدوا» ورفاقه العشرة، أول من أمس، إثر استهداف النظام لموقعهم ببرميل متفجر في منطقة القلمون، موضحا أن الرفاعي «كان من أبرز المساهمين في غرفة عمليات القلمون، إضافة إلى توليه مهام تنظيم معسكرات تدريب للجيش السوري الحر، كما كان له دور بارز في العديد من المعارك في بابا عمرو ويبرود والسهل ورنكوس»، وفق الائتلاف.
واستمرت أمس الاشتباكات في محيط بلدة المليحة بريف دمشق، بين الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من جهة، والقوات النظامية مدعمة بعناصر «حزب الله» اللبناني وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى. وأشار المرصد السوري إلى أن الطيران الحربي نفذ أمس غارات جوية استهدفت مدينتي دوما وعربين بالغوطة الشرقية، تزامنا مع قصف مدفعي استهدف المدينتين إضافة إلى مدينة حرستا.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.