لوليسغارد يقترح ممرات آمنة تديرها قوات دولية في الحديدة

مجلي يدعو لتسمية المعرقل لاتفاق السويد ويلوح بالحسم العسكري

الجنرال مايكل لوليسغارد لدى وصوله إلى مطار صنعاء (أ.ف.ب)
الجنرال مايكل لوليسغارد لدى وصوله إلى مطار صنعاء (أ.ف.ب)
TT

لوليسغارد يقترح ممرات آمنة تديرها قوات دولية في الحديدة

الجنرال مايكل لوليسغارد لدى وصوله إلى مطار صنعاء (أ.ف.ب)
الجنرال مايكل لوليسغارد لدى وصوله إلى مطار صنعاء (أ.ف.ب)

أفادت مصادر حكومية يمنية بأن رئيس اللجنة المشتركة لإعادة تنسيق الانتشار في محافظة الحديدة الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد عرض على رئيس أركان الجيش اليمني الفريق عبد الله النخعي في عدن أمس تفاصيل خطته بشأن إعادة الانتشار.
جاء ذلك في وقت دعا فيه المتحدث باسم الجيش اليمني العميد، عبده مجلي، الأمم المتحدة، إلى تسمية الطرف المعرقل لتنفيذ اتفاق السويد، ملمحا باستكمال الحسم العسكري في حال واصلت الجماعة الحوثية رفض تنفيذ الانسحاب من الحديدة وتسليم الموانئ الثلاثة.
وقالت المصادر الحكومية إن لوليسغارد قدم أمس في عدن مقترحا لتنفيذ اتفاق استوكهولم، وآلية إعادة الانتشار في الحديدة والمناطق المعزولة التي ستؤمن ممرات آمنة للمساعدات والأعمال الإنسانية، وسيتم وضعها بين الطرفين وتديرها قوات دولية، متمنياً أن تحظى بتوافق من قبل الطرفين. وذكرت وكالة «سبأ» الرسمية أن اللقاء الذي حضره الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار في محافظة الحديدة ناقش مستجدات الأوضاع بمحافظة الحديدة.
ونسبت الوكالة الحكومية إلى رئيس أركان الجيش اليمني الفريق النخعي أنه «أكد حرص الحكومة على السلام الدائم المبني على المرجعيات الثلاث، وضرورة بذل المزيد من الجهود للوصول إلى اتفاقات ملزمة تسهم وبشكل مباشر في تسهيل وصول الإغاثة الإنسانية للمحتاجين وتحقيق الأمن تنفيذا لاتفاق السويد بجميع بنوده دون تباطؤ أو تلكؤ من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية».
وقال النخعي إن القوات التابعة للحكومة الشرعية مستعدة لتنفيذ الانتشار الآمن وفق ما نصت عليه بنود اتفاق السويد، مشيرا إلى تعنت الانقلابيين ومماطلتهم وعدم وفائهم على الدوام بتنفيذ أي عهد أو اتفاق من خلال مسيرتهم وتجاربهم السابقة.
وشدد رئيس أركان الجيش اليمني على تحديد الأولويات وإنجاح المهام وفقا لخطواتها ولآليتها الزمنية باعتبار أن تعثر أو فشل اتفاق السويد يعد فشلا للعملية برمتها، داعيا في الوقت ذاته إلى سرعة العمل على فتح الطرق والممرات الآمنة بغرض تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
واستعرض الفريق الحكومي برئاسة اللواء صغير بن عزيز خلال اللقاء نتائج اللقاءات السابقة والإشكالات والمعوقات التي واجهت خطوات تنفيذ اتفاق السويد من جانب ميليشيات الحوثي.
وكانت الجولة الثالثة من اجتماعات لجنة تنسيق الانتشار برئاسة لوليسغارد انتهت الخميس دون إحراز تقدم، عدا ما أعلنته الأمم المتحدة عن اتفاق مبدئي بين ممثلي الحوثيين والحكومة على خطة إعادة الانتشار.
في الأثناء، أكد الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني العميد عبده مجلي أن الجيش الوطني ملتزم قرار الهدنة بمحافظة الحديدة بناء على توجيهات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة عبد ربه منصور هادي.
وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في مأرب أمس، إن «الجيش الوطني لن يقف دوماً مكتوف الأيدي وهو على أهبة الاستعداد وفي جاهزية قتالية عالية للحسم العسكري في جبهة الحديدة في حال فشل المفاوضات الجارية وعدم قبول الميليشيا بالحل السلمي وصدرت التوجيهات للجيش بذلك».
وأضاف أن «المفاوضات الأخيرة عرت الميليشيات، وعلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الراعية أن تقوم بالضغط على ميليشيات الحوثي لتنفيذ الاتفاقات والرحيل وتسليم موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، أو تسميتها معرقلة لعملية السلام والسماح باستكمال الحسم العسكري».
وتناول مجلي في مؤتمره الصحافي آخر المستجدات في الجبهات والانتصارات التي يحققها الجيش الوطني ودور دول التحالف العربي لدعم الشرعية ومساندة الجيش، بالإضافة إلى خروق ميليشيات الحوثي الانقلابية والانتهاكات والجرائم التي ترتكبها بحق الشعب اليمني.
واستعرض مجلي الانتصارات التي يحققها الجيش في محافظات صعدة، وحجة، والجوف، وتعز والضالع والبيضاء... مشيراً إلى الخسائر الكبيرة والهزائم التي منيت بها ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وأوضح أن ميليشيات الحوثي الانقلابية مستمرة في خروقاتها للهدنة في محور الحديدة حيث بلغت ألفا و120 خرقا، وأدت إلى استشهاد 65 مدنيا منها 530 خرقا على مواقع الجيش.
وقال إن هذه الخروق أجبرت المواطنين على النزوح والرحيل من قرى الطائف والنخيل والجاح إلى جانب استمرارها في تعزيز مواقعها وحفر الخنادق والأنفاق وتهريب السلاح والطائرات المسيرة عبر السواحل التي لا تزال تحت سيطرتها. وأكد المتحدث باسم الجيش اليمني أن الانقلابيين مستمرون في ارتكاب الجرائم والانتهاكات المتمثلة في زراعة الألغام وتهريب المخدرات والاتجار بها ومصادرة ونهب ممتلكات المواطنين واستباحة أموالهم وسرقة الأعضاء من أجساد الجرحى من مقاتليهم، بالإضافة إلى استهداف المدنيين والمناطق الآهلة بالسكان بالمقذوفات والصواريخ الباليستية.
وأشار مجلي إلى مواصلة الميليشيات اختطاف المعارضين والناشطين، وما تتعرض له النساء في مناطق سيطرة الانقلابيين من اختطاف وإخفاء قسري للعشرات منهن. وآخرها اختطاف اثنين من موظفي منظمة بريطانية هما أوفي النعامي وحسن القوطاري بعد أن تم استدعاءهما واقتيادهما إلى جهة مجهولة. ولفت إلى تلقي الانقلابيين هزائم ميدانية، وتكبدهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات على أيدي المقاومة الشعبية في مديرية كشر بمحافظة حجة وبإسناد مقاتلات التحالف العربي، وقال إن المقاومة الشعبية تحولت من وضعية الدفاع إلى وضعية الهجوم.
وتطرق العميد مجلي إلى جهود الفرق الهندسية التابعة للجيش بالتنسيق والتعاون مع مركز الملك سلمان لنزع الألغام في تطهير كثير من المناطق من الألغام وإتلافها ومنها إتلاف 7 آلاف لغم في محور (كتاف - البقع) في محافظة صعدة الأسبوع الماضي.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.