خروقات الميليشيات في الحديدة تقتل 72 مدنياً وتصيب 469

الحوثيون يصفون تصريحات لوكوك بأنها «أكاذيب مقززة»

TT

خروقات الميليشيات في الحديدة تقتل 72 مدنياً وتصيب 469

لم تجد الميليشيات الحوثية وسيلة أخرى للدفاع عن سلوكها الانقلابي بعد أن فضحها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك في بيانه الأخير، سوى الاندفاع إلى توجيه الشتائم له ووصف تصريحاته بأنها «أكاذيب مقززة». وكشف تقرير حكومي أمس أن الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً ارتكبت 1062 خرقاً منذ سريان الهدنة في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي وحتى 6 فبراير (شباط) الجاري.
وكان لوكوك أكد أن الجماعة الحوثية منعت الفرق الأممية من الوصول إلى مخازن القمح في مطاحن البحر الأحمر، حيث توجد كميات تكفي لإطعام 3.7 مليون شخص لمدة شهر. وجاء الرد الحوثي على تصريحات «لوكوك» على لسان القياديين البارزين في الجماعة محمد علي الحوثي رئيس ما تسمى «اللجنة الثورية العليا» ونائب وزير خارجية الانقلاب حسين العزي.
وقال الحوثي في تغريدة على «تويتر» تابعتها «الشرق الأوسط» «لوكوك يكذب أو أنه يستقي معلومات مضللة ولا يتواصل للتأكد منها من المبعوث الدولي».
من جهته نفى القيادي في الجماعة حسين العزي ما ورد في بيان المسؤول الأممي ووصفه بـ«الفضيحة» وقال في تغريدة على «تويتر» ننفي نفيا قاطعا ما ورد في بيان لوكوك ونعتبره أكاذيب مقززة للغاية.
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، أكد أن ميليشيا الحوثي الانقلابية رفضت السماح للأمم المتحدة بعبور الخطوط الأمامية إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة للوصول إلى مطاحن البحر الأحمر في الحديدة.
وأعرب في بيان صحافي عن القلق البالغ بشأن عدم قدرة الأمم المتحدة، منذ سبتمبر (أيلول) 2018. على الوصول إلى المطاحن التي يوجد بها حبوب تكفي لإطعام 3.7 مليون شخص لمدة شهر.
وقال لوكوك إن كميات الحبوب المخزنة في صوامع في مطاحن البحر الأحمر منذ أكثر من 4 أشهر قد تتعرض للتلف، فيما يشرف نحو 10 ملايين شخص في أنحاء اليمن على المجاعة.
وأوضح أن صومعتين للقمح تعرضتا، للقصف بقذائف هاون سقطت في مجمع المطاحن الموجود في منطقة تسيطر عليها حكومة اليمن، ودمرت النيران، الناجمة عن القصف، كمية من الحبوب يُرجح أنها تكفي لإطعام مئات الآلاف لمدة شهر.
في غضون ذلك كشف تقرير حكومي أمس أن الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً ارتكبت 1062 خرقاً منذ سريان الهدنة في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي وحتى 6 فبراير (شباط) الجاري.
وأوضح التقرير الحكومة الذي بثته وكالة «سبأ» أن الخروق الحوثية بلغت 1062 خرقاً في محافظة الحديدة وأدت إلى مقتل 72 مدنياً وإصابة 469 آخرين جراحات بعضهم خطيرة.
وأكد مصدر عسكري في الحكومة أن الخروق الحوثية مستمرة بمختلف أنواع الأسلحة وتستهدف منازل المواطنين والأماكن العامة ومواقع الجيش الوطني.
وقال المصدر «إن الميليشيات الحوثية مستمرة في تصعيدها حيث إنها في وقت سابق استهدفت البعثة الدولية لتنفيذ اتفاق ستوكهولم والمسؤولة عن إعادة الانتشار».
وأضاف «قصفت الميليشيات الحوثية في الساعات الماضية المطاحن التي تستخدمها الأمم المتحدة مخازن لها في تحد واضح واستهتار بالمجتمع الدولي بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الميليشيات تعمل بشكل مستمر على تعزيز مواقعها الدفاعية عن طريق زراعة الألغام وحفر الخنادق وإغلاق الممرات البرية عند المداخل والمواقع الرئيسية».
وأكد المصدر أن الميليشيات الحوثية تهدف من خلال تلك الخروق إلى استفزاز قوات الجيش الوطني والتحالف الداعم للشرعية في تعمد واضح منها لإفشال اتفاق ستوكهولم.
ودعا المصدر اليمني مكتب المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى اتخاذ الخطوات اللازمة والجدية من أجل الضغط على ميليشيات الحوثي الانقلابية للتوقف فوراً عن هذه الانتهاكات والخروق والالتزام بالاتفاق الذي تقوده الأمم المتحدة بخصوص الحديدة.
وكانت اجتماعات اللجنة المشتركة لإعادة تنسيق الانتشار في جولتها الثالثة انفضت الخميس الماضي برئاسة رئيس فريق المراقبين الأمميين الجنرال مايكل لوليسغارد، دون التوصل إلى اتفاق واضح على كيفية تنفيذ إعادة الانتشار وتطبيق اتفاق السويد بشأن الحديدة.
ورغم قول المصادر الأممية إن الاجتماعات توصلت إلى اتفاق مبدئي، إلا أن مصادر حكومية نفت التوصل إلى اتفاق وقالت إن ما تم التوصل إليه مجرد مقترح جزئي قابل للنقاش.
في السياق نفسه، قال عضو الفريق الحكومي في لجنة تنسيق الانتشار العميد أحمد الكوكباني إن جهودا بذلتها اللجنة أسفرت عن إطلاق سراح إحدى المختطفات في سجون الجماعة الحوثية في الحديدة وتدعى ذكرى سعيد عبد الله.
وكشف الكوكباني في تصريحات نقلت عنه عن أمس بأن الفريق الحكومي اصطحب معه الناشطة المفرج عنها على متن السفينة الأممية إلى مدينة عدن، وذلك بعد أن أطلقت القوات الحكومية في مقابل ذلك أحد الأسرى الحوثيين.
ولم تتوقف الجماعة الحوثية منذ بداية الهدنة الهشة، عن تعزيز وجودها العسكري في المدينة عبر إقامة التحصينات المتنوعة ومنها حفر الخنادق والأنفاق وإغلاق الشوارع بالحواجز، وتقييد حركة السكان المدنيين إضافة إلى استقدام المزيد من المسلحين إلى المدينة ونشرهم في مساجدها ومدارسها وفي بيوت المواطنين بعد طردهم منها. وترفض الحكومة الشرعية الذهاب إلى أي جولة جديدة نحو مشاورات الحل السياسي والأمني والعسكري الشامل قبل تنفيذ الجماعة الحوثية لاتفاق السويد والخاص بالانسحاب من الحديدة وموانئها، إلى جانب بنوده الأخرى المتعلقة بتبادل الأسرى والمعتقلين، والتهدئة وفتح المعابر في تعز لمرور القوافل الإغاثية.
ويفترض أن يقود اتفاق السويد إلى الانسحاب الحوثي من مدينة الحديدة وموانئها الثلاثة (الحديدة، الصليف، رأس عيسى)، وأن يتم إنهاء المظاهر المسلحة في المدينة وفتح الطرق وإزالة الحواجز العسكرية الحوثية تحت إشراف الأمم المتحدة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية القادمة من ميناء الحديدة باتجاه مختلف المناطق.
ورفضت الجماعة الحوثية قبل أكثر من شهر الموافقة على فتح الطرق أمام المساعدات الإنسانية لا سيما طريق «كيلو16» جنوب شرقي المدينة، كما أقدمت ميليشياتها على استهداف مخازن القمح في مطاحن البحر الأحمر أكثر من مرة بقذائف الهاون.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.