قتيلان وعشرات الجرحى بمواجهات خلال «مسيرات العودة» في غزة

صدامات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية

TT

قتيلان وعشرات الجرحى بمواجهات خلال «مسيرات العودة» في غزة

قتل فلسطينيان وأصيب عشرات آخرون بجروح وحالات اختناق، أمس الجمعة، في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي شرق قطاع غزة ضمن مظاهرات «مسيرات العودة» الأسبوعية.
وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أشرف القدرة في بيان أوردته وكالة الصحافة الفرنسية: «استشهد الشاب حمزة اشتيوي (18 عاماً) برصاصة أصابته بالرقبة أطلقها جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي شرق غزة، وبذلك يرتفع العدد إلى شهيدين في مسيرات العودة في الجمعة السادسة والأربعين (أمس)». وأوضح القدرة أن 20 مواطناً آخرين أصيبوا بالرصاص بينهم فتى في حال الخطر، إضافة إلى عشرات آخرين أصيبوا بالغاز المسيل للدموع.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، من جهتها، عن الجيش الإسرائيلي أن قواته رصدت مظاهرات عنيفة على السياج الأمني مع قطاع غزة وانفجارات داخلية لعبوات ناسفة عدة بين المتظاهرين أدت إلى إصابة عدد منهم. وقال متحدث باسم الجيش إن الجنود استخدموا أدوات فض الشغب وفتحوا النار «وفق قواعد الاشتباك»، بحسب «رويترز».
وكما في كل يوم جمعة شارك آلاف الفلسطينيين في احتجاجات «مسيرات العودة وكسر الحصار» التي تنظمها «الهيئة الوطنية العليا»، التي تضم الفصائل الفلسطينية ومنظمات مدنية وشعبية، منذ 30 مارس (آذار) العام الماضي. وأشارت الوكالة الألمانية إلى أن «الهيئة العليا لمسيرات العودة» كانت قد دعت إلى أوسع مشاركة شعبية في الاحتجاجات أمس تحت شعار «لن نساوم على كسر الحصار». وهذه الجمعة الرقم 46 منذ انطلاق مسيرات العودة في 30 مارس العام الماضي والتي قتل فيها أكثر من 250 فلسطينياً.
وشهدت الضفة الغربية، كما في كل يوم جمعة، صدامات واشتباكات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال والمستوطنين، في مواقع عدة؛ حيث نظمت مظاهرات ومسيرات سلمية احتجاجاً إلى التهويد والاستيطان. ووقع الكثير من الجرحى ونفذ الاحتلال سلسلة اعتقالات.
ففي بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، أدى العشرات من المقدسيين صلاة الجمعة في خيمة «البستان»، احتجاجاً على سياسة بلدية الاحتلال في مدينة القدس، الهادفة إلى تفريغ المدينة من سكانها من خلال هدم المنازل وتشريد أصحابها. وقال الشيخ رائد دعنا في خطبة الجمعة إن سياسات بلدية الاحتلال «ظالمة بحق الإنسان الفلسطيني، ورغم ذلك فالمقدسي سيواصل صموده في المدينة المقدسة». وقال إن «البيوت تُقام في بلدة سلوان، الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك، لنبين ونثبت أن هذه الأرض هي أرض عربية إٍسلامية، وبلدة سلون هي وقف إسلامي». وخلال خطبة وصلاة الجمعة ًوجود شرطة الاحتلال في المكان في محاولة لاستفزاز المصلين.
وأكدت القوى ولجان بلدة سلوان أن بلدية الاحتلال ومنذ مطلع العام الجاري صعدت من أوامر الهدم في مدينة القدس عامة وسلوان بشكل خاص؛ حيث الاقتحامات الأسبوعية للبلدة وتوزيع إخطارات الهدم والاستدعاءات للبلدية، وفي المقابل تفرض على الأهالي هدم منازلهم أو أجزاء منها أو منشآتهم التجارية بأيديهم مهددة بفرض غرامات مالية في حال عدم تنفيذ الأوامر.
وفي بلدة كفر قدوم شرق قلقيلية، أكد الأهالي على استمرار مقاومتهم الشعبية التي انطلقت قبل 8 سنوات حتى تحقيق أهدافها التي انطلقت من أجلها. وأكد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي أن أهالي البلدة خرجوا بمسيرتهم الأسبوعية «لتأكيد حقهم المشروع في حرية التحرك واستخدام طريقهم الذي أغلقه جيش الاحتلال قبل أكثر من 15 عاماً لصالح مستوطني مستوطنة قدوميم المقامة عنوة على أراضي البلدة».
ووجدت قوات كبيرة من جنود الاحتلال قرب البوابة التي تغلق الشارع الرئيسي، ونصبت الكمائن في حقول الزيتون دون تسجيل اعتقالات أو إصابات، فيما أقدم الشبان على حرق عشرات الإطارات المطاطية ورددوا الهتافات الوطنية الداعية لإنهاء الاحتلال والمؤكدة على استمرار مسيرتهم حتى تحقيق أهدافها.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الجمعة، قرية أم صفا، شمال غربي مدينة رام الله. وقال رئيس المجلس القروي مروان صباح إن القوة شرعت بإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المواطنين، عقب خروجهم من صلاة الجمعة، فيما شهدت شوارع القرية انتشاراً لجنود الاحتلال. وذكر شهود أن جنود الاحتلال أقاموا حاجزاً عسكرياً عند مدخل القرية، وشرعوا بإيقاف مركبات المواطنين، وتفتيشها والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية.
وأصيب مواطن بقنبلة غاز في قدمه، والعشرات بالاختناق، خلال قمع قوات الاحتلال، لمسيرة قرية نعلين الأسبوعية السلمية المناهضة للجدار والاستيطان. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال هاجمت المسيرة التي انطلقت من وسط القرية، تنديداً بسياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الأسرى في سجون الاحتلال والتي أدت إلى وفاة الأسير فارس بارود من قطاع غزة، وكذلك إحياء لذكرى تأسيس حزب الشعب الفلسطيني. وأشارت المصادر إلى أن جنود الاحتلال أطلقوا وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين لدى وصولهم إلى «الجدار العنصري»، ما أدى إلى إصابة شاب بقنبلة غاز في قدمه والعشرات بالاختناق عولجوا ميدانياً من قبل طواقم الهلال الأحمر.
وقام جيش الاحتلال، بإغلاق حاجزي حوارة وزعترة وشارع يتسهار ومفرق جيت صرة جنوب نابلس. وقال مجلس قروي مادما، جنوب نابلس، إن هذا الإجراء جاء لغرض تأمين مظاهرات للمستوطنين في المنطقة. وقد تسبب بأزمة سير خانقة، واضطر المواطنون الفلسطينيون إلى سلوك طرق بديلة.
وفي سياق ذي صلة اقتحمت قوات الاحتلال، قرية أم صفا، شمال غربي مدينة رام الله، وشرعت بإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه سكان البلدة، عقب خروجهم من صلاة الجمعة، فيما شهدت شوارع القرية انتشاراً لجنود الاحتلال.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.