أدوية المستقبل تساعد على محاكاة جراحات التخسيس

الباحثة الرئيسية لـ«الشرق الأوسط»: نستهدف تثبيط إنتاج أحد هرمونات القناة الهضمية

ربما لا يلجأ مرضى السمنة لعمليات التخسيس مستقبلاً (Continental Hospitals)
ربما لا يلجأ مرضى السمنة لعمليات التخسيس مستقبلاً (Continental Hospitals)
TT

أدوية المستقبل تساعد على محاكاة جراحات التخسيس

ربما لا يلجأ مرضى السمنة لعمليات التخسيس مستقبلاً (Continental Hospitals)
ربما لا يلجأ مرضى السمنة لعمليات التخسيس مستقبلاً (Continental Hospitals)

تساعد جراحات التخسيس على تغيير الطريقة التي تستشعر بها الأمعاء الغذاء والمغذيات، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على تخفيض الوزن وتحسين مستويات السكر في الدم.
ورغم هذه الميزة، فإن دراسات علمية حذَّرت أخيراً من بعض الآثار الجانبية التي تُحدِثها جراحات التخسيس، التي قد تصل إلى حد إصابة الشخص بتقرُّحات المعدة، وهي المشكلة التي قد تفيد دراسة علمية نُشِرت أخيراً في حلها، عن طريق التوصل لأدوية تحاكي تأثير جراحات التخسيس.
وخلال الدراسة التي نُشِرت في العدد الأخير من دورية «تقارير الخلايا»، وجد الباحثون من مؤسسة «ويلكوم ترست» للأبحاث الطبية في بريطانيا أن أنماط الهضم والامتصاص في الأمعاء تغيرت لدى الأشخاص الذين أجروا جراحات للتخسيس، وكانوا يعانون قبلها من سمنة مصحوبة بمرض السكري، حيث ساعدت العملية على إنتاج مستويات أعلى من هرمونات القناة الهضمية، خصوصاً الببتيد الشبيه بالغلوكاجون 1 (GLP - 1)، الذي بدوره يؤدي إلى زيادة إنتاج الإنسولين.
وعلى النقيض من هؤلاء، وجدوا أن الأشخاص الذي أجروا جراحة استئصال لجزء من المعدة بسبب إصابتهم بسرطان المعدة، وكانت لديهم قبل العملية سيطرة على نسبة السكر في الدم، انتهى بهم الأمر بعد العملية إلى حدوث نوبات سكر الدم المتكررة بسبب انخفاض مستويات السكر لديهم.
أراد الفريق معرفة المزيد عن الآلية التي تشرح هذه النتائج المعاكسة، فدرسوا حالة خمسة أشخاص خضعوا لجراحة سرطان المعدة، حيث تلقوا «Exendin - 9»، وهو مركب يمنع عمل هرمون «GLP - 1»، وفي الوقت نفسه، كانوا يأخذون الغلوكوز عن طريق الفم.
وجد الباحثون أن تركيزات الإنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن خفض مستويات الغلوكوز في الدم، لم يزدَد بشكل كبير عند إعطاء هؤلاء الأفراد «Exendin - 9»، ولم يعانوا من نوبات سكر الدم، إذ إن تعطيل هرمون «GLP - 1» عن طريق المركب «Exendin - 9» منع تأثيره على خلايا «بيتا» البنكرياس التي تنتج الإنسولين.
بعد ذلك، سعى الفريق البحثي إلى معرفة سبب ارتفاع مستويات هرمون «GLP - 1» بعد الجراحة، وتوصَّلوا إلى أنه عادة ما يتمّ هضم الطعام وامتصاصه في القناة الهضمية، ولكن بعد العملية الجراحية، يحدث انخفاض أقل بسبب إعادة ترتيب القناة الهضمية التي تنطوي على اتصال على شكل «Y» بين الإنزيمات الصفراوية والبنكرياسية.
ولا يحدث معظم الهضم حتى تنضم الصفراء وإنزيمات البنكرياس التي تنحدر من جانب واحد إلى الطعام الذي ينزل إلى الجانب الآخر، ولأن هرمون «GLP - 1» يتم تحرير معظمه من منطقة أسفل القناة الهضمية، فهذا يعني أن الهضم القليل يحفز بالتالي إصدار المزيد من الهرمون.
وعن طريق استخدام تقنيات تسلسل الحمض النووي الريبي الجديد، والقياسات التي تعتمد على قياس الطيف الكتلي التي تم تطويرها لهذا البحث، قام الفريق البحثي بتعيين موقع الببتيدات الهرمونية في القناة الهضمية، قبل وبعد الجراحة، ووجدوا أن الخلايا المنتجة لهرمون «GLP - 1» وهرمونات الأمعاء الأخرى لا تتأثر بالجراحة، وخلصوا من ذلك إلى أن السبب وراء إفراز المزيد من الهرمون ليس بسبب أن الجراحة تغير إنتاج الهرمون من الأمعاء، ولكن ذلك يحدث لأن الهضم والمغذيات يحدثان في مكان مختلف في القناة الهضمية.
وتقول د. فيونا جريببل، الباحثة الرئيسية في الدراسة، لـ«الشرق الأوسط»: «نأمل أن تحاكي الأدوية في المستقبل جراحات التخسيس لعلاج السكري والسمنة، وتشير نتائجنا إلى أن هذه الأدوية يجب أن تستهدف تثبيط هرمون (GLP - 1)، ولكن تجربة سريرية أُجريت أخيراً تُظهِر أن هذا لا يكفي، ويمكن أن تضاف هرمونات القناة الهضمية الأخرى (على سبيل المثال PYY وoxyntomodulin) إلى العلاج».
وتضيف: «سيكون من الجيد أيضاً في المستقبل اختبار ما إذا كان حظر عمل هرمون (GLP – 1) يُمكن استخدامه لعلاج أعراض مرضى سرطان المعدة، لأنهم يواجهون ضعفاً في الشهية، وهذا أيضاً أحد الآثار الجانبية التي يمكن أن تحدث بعد سنوات من جراحة علاج البدانة».


مقالات ذات صلة

الوشم قد يزيد خطر الإصابة بالسرطان

صحتك الوشم قد يزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد وسرطان الغدد الليمفاوية (أ.ف.ب)

الوشم قد يزيد خطر الإصابة بالسرطان

حذَّرت دراسة جديدة من أن الوشم قد يزيد خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
صحتك تمرين الضغط يمكن أن يساعد كبار السن في التصدي للأرق (رويترز)

للأشخاص فوق الستين... تمارين تساعدك على التصدي للأرق

كشفت دراسة جديدة أن بعض التمارين الرياضية؛ وأبرزها تمارين المقاومة، مثل الضغط والبلانك، يمكن أن تساعد كبار السن في التصدي للأرق.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
صحتك تجاعيد وهالات سوداء وترهل... آلة حاسبة تقيس تأثير عملك على مظهرك

تجاعيد وهالات سوداء وترهل... آلة حاسبة تقيس تأثير عملك على مظهرك

قالت صحيفة نيويورك بوست إن خبراء العناية بالبشرة في بريطانيا صمموا آلة حاسبة إلكترونية يمكن استخدامها عبر الإنترنت تكشف عما إذا كان العمل يسبب الشيخوخة للموظفين

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك لا تسبب زيادة تناول الفاكهة أي خطر على الصحة (إ.ب.أ)

هل يسبب تناول الفاكهة بكثرة مشكلات صحية؟

عادةً يُنصح بالاعتماد على الفاكهة مصدراً طبيعياً للسعرات الحرارية، والألياف، ومجموعة كبيرة من العناصر الغذائية، ولكن هل هناك ما يسمى «الإفراط في تناول الفاكهة»؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك اختبار قياس مستوى السكر بالدم (إ.ب.أ)

كم مرة يجب إجراء فحص مستويات السكر في الدم؟

سؤال شائع خاصة بين الأشخاص الذين تم تشخيصهم حديثاً بالسكري، ويعد اختبار نسبة السكر في الدم مفيداً لمعرفة مدى تأثير الوجبات والأنشطة البدنية على مستويات السكر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.