{مؤتمر وارسو} يشكل 6 لجان لـ «ضبط» ايران... وتركيز على التسوية السورية

بمشاركة ممثلي 79 دولة وبالتزامن مع القمة الثلاثية في سوتشي

{مؤتمر وارسو} يشكل 6 لجان  لـ «ضبط» ايران... وتركيز على التسوية السورية
TT

{مؤتمر وارسو} يشكل 6 لجان لـ «ضبط» ايران... وتركيز على التسوية السورية

{مؤتمر وارسو} يشكل 6 لجان  لـ «ضبط» ايران... وتركيز على التسوية السورية

سيكون الملف السوري السوري والتسوية السياسية أحد بنود «مؤتمر السلام والأمن في الشرق الأوسط» المقرر برعاية أميركية - بولندية في وارسو في 14 الشهر الجاري؛ حيث يقدم المبعوث الدولي غير بيدرسون إيجازا لممثلي 79 دولة وأربع منظمات دولية المشاركين في المؤتمر الذي يغيب عنه ملفا ليبيا والنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.
ومن المقرر أن يسفر المؤتمر عن تشكيل ست لجان عمل لتنفيذ التوصيات المتعلقة بـ«محاربة تهديد الأمن السيبراني» و«الصواريخ الباليستية» ومحاربة الإرهاب وتوفير الأمن والطاقة وأمان الطرق البحرية وحقوق الإنسان، في إشارة إلى ملفات تخص في شكل مباشر سلوك إيران في الشرق الأوسط.
وبحسب المعلومات، فإن فكرة مؤتمر وارسو تعود إلى بضعة أشهر عندما اقترحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الدعوة إلى اجتماع موسع بهدف تشكيل «تحالف ضد إيران يوازي التحالف الدولي ضد داعش»، الذي يضم حالياً 79 دولة وعقد مؤتمره الأخير لوزراء الخارجية في واشنطن أول من أمس، وسيعقد مؤتمرا لوزراء الدفاع منتصف الشهر الجاري.
لكن دولا أوروبية تتخذ مقاربة مختلفة من الاتفاق النووي مع إيران ودور طهران في الشرق الأوسط، عملت على إجراء تغييرات في المؤتمر مع وجود مؤشرات إلى أن أيا من وزراء الخارجية الأوروبيين لن يحضر في المؤتمر في صيغته الأخيرة للإبقاء على «خط مفتوح مع طهران».
وتقصدت إدارة الرئيس ترمب تنظيم عقد المؤتمر بالتزامن مع الذكرى الأربعين لـ«الثورة الإيرانية» وإن كانت وافقت على تغيير في هيكليته وبرنامجه واسمه، ليصبح يتناول «السلام والأمن في الشرق الأوسط» بدلاً من التركيز المباشر على دور إيران وإن كانت عناصر النقاش ستناول سلوك طهران. كما جرى التوافق الأميركي - البولندي على أن يكون البيان الختامي باسم الدولتين وليس جميع المشاركين.
وإذ تتضمن الجلسة الافتتاحية مساء 13 الشهر الجاري تقديم «مقاربات من منطقة الشرق الأوسط»، وخطابا افتتاحيا من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، فإن أعمال المؤتمر تبدأ بإيجازات عن سوريا يقدمه بيدرسون وعن اليمن يقدمه المبعوث الدولي مارتن غريفيث وعن الشرق الأوسط من بومبيو.
ومن المقرر أن يقدم بيدرسون أول إيجازاته إلى مجلس الأمن نهاية الشهر الجاري بعد استكمال جولاته بزيارات إلى بروكسل ولندن وباريس عقب زياراته إلى الرياض وأنقرة وطهران ودمشق.
ويتزامن عقد «مؤتمر وارسو» أيضا مع قمة الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني في سوتشي الذي يتناول عملية آستانة وتشكيل اللجنة الدستورية السورية تمهيدا لإطلاق الإصلاح الدستوري بهدف تنفيذ القرار الدولي 2254.
ومن المقرر عقد ثلاث جلسات عمل متزامنة في العاصمة البولونية، تتناول الأولى ملف الصواريخ الباليستية عبر التركيز على «موضوع نزع السلاح مثل الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والدرون، بما فيها منصات إطلاق الصواريخ» بحيث يجري خلال النقاش بين المشاركين البحث في «خيارات للحد من تطوير الصواريخ والعمل للتعاون لضمان الأمن البحري وحماية حقوق الدول في الأمن والدفاع».
وتتناول الجلسة الثانية ملف الأمن السيبراني والتهديدات المتصاعدة إزاء ذلك من «الدول واللاعبين المستقلين»، فيما ستتناول الجلسة الثالثة موضوع «محاربة الإرهاب» بما ذلك التعاون لمحاربة تمويل التنظيمات الإرهابية التي «تهدد الأمن والسلام العالمين» واقتراح تبادل المعلومات والتعاون في شكل أكثر تأثيرا.
وكانت واشنطن تواصلت مع مجموعة من الدول لترؤس مجموعات العمل الست التي ستنبثق من مؤتمر وارسو، في تتريث دول أوروبية كبرى في اتخاذ قرار إزاء ذلك.
وتشبه آلية العمل في «مؤتمر وارسو» واللجان المنبثقة منه مراحل إطلاق التحالف الدولي ضد «داعش» في 2014؛ حيث يتزامن أيضا مع قرب إعلان واشنطن القضاء الكامل على التنظيم في آخر جيوبه شرق سوريا وبدء تنفيذ قرار ترمب الانسحاب العسكري من سوريا مع الاحتفاظ بقاعدة التنف في الزاوية السورية - العراقية - الأردنية.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».