اجتماع مونتيفيديو حول فنزويلا يستثني روسيا كدولة مراقبة

مادورو يرحب وغوايدو يرفض أي حوار

مادورو يرحب وغوايدو يرفض أي حوار
مادورو يرحب وغوايدو يرفض أي حوار
TT

اجتماع مونتيفيديو حول فنزويلا يستثني روسيا كدولة مراقبة

مادورو يرحب وغوايدو يرفض أي حوار
مادورو يرحب وغوايدو يرفض أي حوار

عبرت موسكو عن أسفها لأنها لم تدع إلى الاجتماع الدولي حول فنزويلا في عاصمة الأوروغواي مونتيفيديو من أجل محاولة التوصل إلى مخرج للأزمة السياسية الطاحنة، في هذا البلد الذي يعاني من نقص شديد في الطعام والدواء ويقف على شفا حفرة حرب أهلية.
وكانت المكسيك والأوروغواي أطلقتا أساسا هذه المبادرة كمؤتمر «للدول المحايدة» حول فنزويلا، لكنها تحولت إلى اجتماع لمجموعة اتصال دولية شكلها الاتحاد الأوروبي في نهاية يناير (كانون الثاني) في بوخارست وانضمت إليها ثلاث دول أخرى في أميركا اللاتينية (كوستاريكا وبوليفيا والإكوادور) بهدف «المساهمة في خلق الشروط لعملية سياسية وسلمية» من أجل تسوية الأزمة الخطيرة التي تهز هذا البلد، حسبما ذكر مصدر دبلوماسي أوروبي لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال الاتحاد الأوروبي في بيان إن اجتماع المجموعة الأول يعقد هذه المرة على مستوى وزاري.
وقال وزير خارجية الأوروغواي رودولفو نين نوفوا في بيان مشترك للحكومتين (المكسيك والأوروغواي) «إذا طالبنا بانتخابات في وقت محدد، فإننا نفرض بذلك شروطا تجعل الحوار صعبا». أما المكسيك التي تشارك في اجتماع الخميس، فلم ترغب في الانضمام رسميا إلى مجموعة الاتصال. وقال مصدر دبلوماسي أوروبي لوكالة الصحافة الفرنسية إن الأمر يتعلق قبل كل شيء «بالاتفاق على أساليب العمل».
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف: «كنا نأمل في أن تتمكن روسيا من المشاركة في العمل الذي سيجري اليوم (الخميس) في مونتيفيديو، على الأقل بصفة بلد مراقب، لكن قالوا لنا إن هذه الصيغة لن تمنح لأحد». وأضاف: «أملنا كبير ونريد الاعتقاد بأن لقاء مونتيفيديو سيفضي إلى مساعدة سياسية وفكرية وإبداعية كبيرة في التسوية الحقيقية لمشكلات فنزويلا».
ونقلت وسائل إعلامية عن الكرملين القول إن روسيا وأميركا لم «يتبادلا الآراء» حول الأزمة السياسية في فنزويلا. وكررت روسيا تحذيراتها أمس من أي تدخل عسكري أجنبي في الأزمة، قائلة إن أي تدخل سوف يكون له «عواقب كارثية».
وقال مسؤول أوروبي بارز مطلع هذا الأسبوع، رفض الكشف عن هويته، إن الاجتماع في مونتيفيديو ملح بسبب الحاجة «لمواجهة مخاطر العنف الدولي أو التدخل الخارجي».
ولدى سؤاله حول كيف سوف تعمل مجموعة الاتصال على إحداث تغيير في فنزويلا، قال المسؤول إن الضغط الدولي على حكومة مادورو يجب أن تصاحبه عملية تقدم حلا.
وتأمل الدول المشاركة في اجتماع مونتيفيديو الذي قالت الأمم المتحدة إنها لن تشارك فيه، في التوصل إلى مخرج تفاوضي للأزمة. وقال مصدر دبلوماسي آخر في الاتحاد الأوروبي الذي تقود وفده وزيرة خارجيته فيديريكا موغيريني إن الهدف هو «إيجاد طريق بين موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب وموقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس رجب طيب إردوغان وآخرين، وهذا ليس سهلا». لكن المواقف متباعدة جدا، كما في داخل الاتحاد الأوروبي الذي اعترفت 21 من دوله الـ28 رسميا بغوايدو رئيسا بالوكالة بعد رفض مادورو الإنذار الأوروبي بشأن تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة.
ورحب الرئيس مادورو الذي رفض الاثنين المهلة الأوروبية لتنظيم انتخابات، بهذا الاجتماع وعبر عن دعمه «لكل الخطوات والمبادرات من أجل تسهيل الحوار». لكن رئيس البرلمان خوان غوايدو الذي أعلن نفسه في 23 يناير (كانون الثاني) رئيسا بالوكالة للبلاد واعترفت به نحو أربعين دولة حتى الآن على رأسها الولايات المتحدة، رفض أي حوار مع الحكومة، معتبرا أن ذلك سيكون كسبا للوقت للرئيس الاشتراكي. وقال الأربعاء إن «المعارضة الفنزويلية (...) لن تجري أي حوار كاذب».
وتعاني فنزويلا التي تشهد أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها، من نقص خطير في المواد الأساسية. واختار نحو 2.3 مليون فنزويلي الرحيل منذ 2015، حسب الأمم المتحدة.
ومن المقرر إقامة مراكز أخرى لجمع هذه التبرعات في البرازيل وفي واحدة من جزر الكاريبي، بينما وعدت كندا بتقديم مساعدة بقيمة 40 مليون دولار، وواشنطن 20 مليونا والاتحاد الأوروبي 7.5 مليون. ويرى رئيس الدولة الفنزويلي المدعوم من حلفائه الروس والصينيين والأتراك، ذريعة لتدخل عسكري أميركي. وقال مادورو الأربعاء إن «ما يسمى مساعدة إنسانية هو استعراض سياسي»، مشيرا إلى أن «الإمبريالية لا تساعد أحدا في العالم». ودعا غوايدو الأربعاء الجيش إلى عدم عرقلة وصول المساعدة الإنسانية بعدما قطع عسكريون فنزويليون الثلاثاء جسرا على الحدود مع كولومبيا قبيل وصول مساعدة إنسانية دولية ضرورية لسد النقص في المواد الغذائية والأدوية.
ولا ينوي غوايدو على ما يبدو التراجع في الضغط على رئيس الدولة الذي يعارض ولايته الثانية التي جاءت، كما تقول المعارضة، بعد انتخابات مزورة. وقد دعا أنصاره إلى تعبئة جديدة في 12 فبراير (شباط). وفي اليوم التالي، أي في 13 فبراير، سيستقبل الرئيس ترمب في واشنطن نظيره الكولومبي إيفان دوكي ليناقشا خصوصا «جهود إعادة الديمقراطية في فنزويلا».
وفاز مادورو بفترة رئاسة ثانية خلال الانتخابات التي أجريت في مايو (أيار) الماضي، واعتبرت غير ديمقراطية، وبعد ذلك أعلن زعيم المعارضة خوان غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد. وحاز غوايدو سريعا على اعتراف دولي، وذلك على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي لم يتفق على موقف موحد. وتعد الولايات المتحدة الأميركية من أقوى داعميه.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».