مركبات فضائية مقاومة للحرارة للتنقيب على سطح الزهرة

خطوة نحو استغلال الثروات الطبيعية على كواكب المجموعة الشمسية

دراسات علمية لتصنيع عربة «قمرية»
دراسات علمية لتصنيع عربة «قمرية»
TT

مركبات فضائية مقاومة للحرارة للتنقيب على سطح الزهرة

دراسات علمية لتصنيع عربة «قمرية»
دراسات علمية لتصنيع عربة «قمرية»

يقترب الإنسان أكثر فأكثر نحو «قفزة نوعية» جديدة في تاريخ حياته، والتحول من الاعتماد على استغلال الموارد الطبيعية للكرة الأرضية لضمان استمرار نشاطه، إلى الاعتماد على الثروات الباطنية التي قد تتوفر في كواكب أخرى، وفتح الآفاق أمام استيطانها مع الوقت. وإلى جانب كم هائل من المعدات والتقنيات التي صنعتها أكثر من دولة لدراسة واستغلال ثروات القمر، وكواكب أخرى من المجموعة الشمسية، أعلنت روسيا عن بدء دراسات لتصنيع مركبة خاصة للتنقيب «العلمي» على سطح القمر، وأكدت في الوقت ذاته قدرتها على تصنيع مركبة أخرى لدراسة كوكب الزهرة، ثاني كواكب المجموعة الشمسية، بعد عطارد، من حيث قربه إلى الشمس.
وكان يفغيني فلاسينكوف، المدير في معهد «لافوتشكين»، المؤسسة العلمية الروسية المتخصصة في تصميم وتصنيع عربات للسير على سطح القمر والمريخ، أعلن مؤخراً عن بدء دراسات علمية لتصنيع عربة «قمرية» جديدة، تزن 300 كيلوغرام، تقوم بمهام الاستكشاف الجيولوجي، وأخذ عينات من الطبقات السطحية على القمر، وتحليلها مباشرة، وإرسال النتائج إلى مركز المراقبة على الأرض، وإلى المحطة المدارية التي يخطط لوضعها على مدار القمر. وأكد أن إنجاز المشروع يتطلب نحو أربع سنوات، مرجحا نقل المركبة الجديدة إلى القمر بواسطة الصاروخ الحامل «سويوز - 2.1»، مع محرك دفع «فريغات»، من مطار بايكونور الفضائي.
وفي مجالات أوسع من مجرد دراسة القمر المرافق للأرض، يستمر الاهتمام بكواكب أخرى من المجموعة الشمسية، لا سيما المريخ والزهرة «جيران» كوكب الأرض. ومع أن الزهرة كوكب ترابي مثل عطارد والمريخ، وكلها شبيهة في هذا الجانب بالأرض، فإن مسألة إرسال أي مركبات إلى كوكب الزهرة تبقى حتى الآن مهمة أقرب إلى الخيال، لأسباب عدة، في مقدمتها درجة الحرارة على سطح ذلك الكوكب، التي تصل حتى 449 درجة مئوية. ويبدو أن تراكم الخبرات العلمية وفر أرضية مناسبة لتجاوز هذه العقبة. إذ كشف فلاسينكوف عن خطة لتصنيع مركبة فضائية يمكنها العمل على سطح الزهرة، تتحمل درجة حرارة تزيد على 500 درجة مئوية فوق الصفر. وقال إن المركبة التي يدور الحديث عنها يتراوح وزنها بين 872 إلى 1059 كيلوغراما، لافتاً إلى أن «معهد لافوتشكين» يمتلك خبرة واسعة في تصنيع مركبات من هذا النوع، بما في ذلك خبرة في مجال تصنيع القطع والمعدات الضرورية للمركبات التي تتمتع بميزة «مقاوم لدرجات الحرارة المرتفعة».


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكويكبات الجديدة رُصدت بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

تمكن فريق من علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة من رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق رحلة ولادة الكسوف الاصطناعي (أ.ب)

«عرض تكنولوجي» فضائي يمهِّد لولادة أول كسوف شمسي اصطناعي

انطلق زوج من الأقمار الاصطناعية الأوروبية إلى الفضاء، الخميس، في أول مهمّة لإنشاء كسوف شمسي اصطناعي من خلال تشكيل طيران فضائي مُتقن.

«الشرق الأوسط» (كيب كانافيرال فلوريدا )

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.