«التعاون الإسلامي» ترفع شعار أمة واحدة في أول مهرجان ثقافي بالقاهرة

بمشاركة 20 دولة اجتمعت على دعم القضية الفلسطينية، انطلقت مساء أول من أمس من قاهرة المعز، أكبر مظاهرة فنية وثقافية لاستنهاض الهوية الإسلامية عبر المهرجان الأول من نوعه لمنظمة التعاون الإسلامي بحثا عن المشترك بين شعوب الأمة الإسلامية. واختار المهرجان شعارا ملهما ومناسبا للمرحلة التي تخوضها الأقطار الإسلامية ألا وهو «أمة واحدة وثقافات متعددة... فلسطين في القلب»، وبدأت فعاليات المهرجان المنعقد في الفترة من 5 حتى 9 فبراير (شباط) الحالي، بهدف تعزيز تقارب الشعوب الإسلامية بحفل فني مميز على المسرح الكبير بدار الأوبرا، بحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية والدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، ووفود 20 دولة عربية وإسلامية والدبلوماسيين والإعلاميين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
«المهرجان رسالة إلى العالم تعبر عن الإسلام الوسطي المعتدل، وتعزز قيم المساواة ونبذ العنف وإبراز الوجه الحضاري للأمة الإسلامية»، هكذا استهل الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، كلمته مقدما الشكر لمصر على استضافة الدورة الأولى للمهرجان الذي يخلد خريطة الموروث الحضاري والإنساني للدول الأعضاء. وفي كلمتها، قالت وزيرة الثقافة المصرية إن «مصر ستبقى حصناً للدفاع عن الهوية العربية والإسلامية، قاهرة المعز، ومدينة الألف مئذنة، التي سجلت بصمات خالدة في الثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية». مؤكدة أن «المهرجان يبعث رسالة إلى العالم تؤكد القيم النبيلة للإسلام التي تدعو إلى التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب وإشاعة قيم التعايش والتفاهم بين البشر كما تهدف إلى تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء في المنظمة والتقريب بين شعوبها رغم اختلاف الثقافات وتنوعها».
وكرم المهرجان 4 شخصيات بارزة في العالم الإسلامي، هم: فوفور أدجوافي سيكا كابوري السيدة الأولى في بوركينا فاسو، وشيخ الإسلام الله شكر باشا زاده، مفتي القوقاز «أذربيجان»، والدكتور نزار بن عبيد مدني وزير الدولة السابق للشؤون الخارجية بالسعودية، والشاعر المصري فاروق جويدة، ثم تم تبادل دروع التكريم التذكارية بين عبد الدايم والعثيمين لوزارة الثقافة ومنظمة التعاون الإسلامي.
ثم قدمت فرق الفنون الشعبية من مصر والسعودية وأذربيجان والسنغال وفلسطين لوحات فنية ورقصات فلكلورية.
وتقام على هامش المهرجان معارض متنوعة بمركز الهناجر للفنون وساحته الخارجية تقدم تعريفا بثقافات الدول وأهم منتجات الحرف التقليدية والتراثية، والأزياء والأكلات الشعبية إلى جانب تعريف بأبرز المناطق السياحية في باكستان وإندونيسيا وموريتانيا والمملكة العربية السعودية.
فضلا عن معرض خاص بفنون الخط العربي يقدمه مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية إلى جانب معرض لبعض مؤسسات منظمة التعاون الإسلامي وأمانتها العامة، وآخر من السعودية لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومعرض آخر لمراحل تطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.
وعقدت ظهر أمس أول الندوات المصاحبة للمهرجان بعنوان «قضايا الأدب المعاصر في العالم الإسلامي» واحتضنها المجلس الأعلى للثقافة بحضور الأمين العام للمجلس دكتور سعيد المصري، وتحدث فيها دكتور محمد بكر البوجي من فلسطين عن الهوية والنقد الأدبي المعاصر في العالم الإسلامي طارحا إشكالية الحركة النقدية الحديثة المستوردة، منتقدا سيطرة المفاهيم والمصطلحات الغربية الإعلامية والثقافية على حياتنا في كل العالم الإسلامي.
بينما تحدث دكتور أحمد درويش من مصر مطالبا منظمة التعاون الإسلامي بوضع خطة طويلة الأمد لحماية اللغة العربية، مشددا على أهمية التخلص من الهيمنة الغربية كما فعلت كوريا واليابان والصين. كما نبه دكتور محمد فران من المغرب على خطورة التغاضي عن الأبحاث العلمية في مجال اللغويات، مشددا على «أن إسرائيل أصبحت سباقة في مجال المعالجة الآلية للغة العربية وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي بنا في المستقبل القريب لشراء برمجيات لغتنا الأم من إسرائيل».