الأمن السوداني يعتقل مريم المهدي في مطار الخرطوم

كانت عائدة من باريس بعد توقيع اتفاق مع جبهة المعارضة

الأمن السوداني يعتقل مريم المهدي في مطار الخرطوم
TT

الأمن السوداني يعتقل مريم المهدي في مطار الخرطوم

الأمن السوداني يعتقل مريم المهدي في مطار الخرطوم

أوقف جهاز الأمن والمخابرات في السودان، نائبة رئيس حزب الأمة المعارض مريم الصادق المهدي، في مطار العاصمة الخرطوم بعيد عودتها من العاصمة الفرنسية باريس، بحسب ما أعلن حزبها اليوم (الثلاثاء).
وقالت الأمينة العامة لحزب الأمة سارة نقد الله، إن مريم المهدي اعتقلت عقب وصولها البلاد من باريس ليل الاثنين - الثلاثاء، حيث وقع حزبها اتفاقا للتعاون مع تحالف للمعارضة.
وأضافت أنها كانت في انتظار مريم القادمة على رحلة للخطوط الجوية القطرية بمطار الخرطوم عندما تلقت معلومات بأنه «جرى اعتقالها لدى سلم الطائرة».
وقال المكتب الخاص لنائبة رئيس حزب الأمة، إن جهاز الأمن والمخابرات اقتادها إلى جهة غير معلومة فور وصولها المطار.
وأضاف المكتب في بيان أصدره أن مستقبلي مريم المهدي لم يعلموا بالخبر، إلا بعد خروج الركاب وتأخرها لأن هاتفها مغلق. وتابع البيان: «جرى إبلاغ زوجها بأنهم سيصحبونها إلى الرئاسة وغير معلوم أية رئاسة يتحدثون عنها».
واتصلت مريم المهدي بزوجها لتخبره بأنها «معتقلة في مبنى جهاز الأمن والمخابرات».
وكانت مريم المهدي القيادية البارزة في حزب الأمة الذي يقوده والدها الصادق المهدي عادت إلى الخرطوم، بعد أن شاركت في مباحثات باريس بين حزبها و«الجبهة الثورية السودانية»، وهي تحالف حركات معارضة تقاتل الحكومة في دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
ووقع الصادق المهدي اتفاقا في باريس مع مالك عقار رئيس الجبهة الثورية في باريس للعمل سويا من أجل حل أزمات السودان. ويجري بموجبه وقف الأعمال العدائية لمدة شهرين في جميع مناطق العمليات لمعالجة الأزمة الإنسانية وبدء إجراءات للحوار والعملية الدستورية.
واتفق حزب الأمة والجبهة الثورية على الامتناع عن المشاركة في أي انتخابات عامة مقبلة، إلا في ظل حكومة انتقالية تنهي الحرب وتوفر الحريات وتستند إلى إجماع وطني ونتاج لحوار شامل لا يستثني أحدا.
وذكرت صحيفة «سودان تربيون» اليوم أن مريم المهدي كانت ضمن وفد حزبها في مباحثاته مع الجبهة الثورية التي أفضت إلى توقيع «إعلان باريس» الجمعة الماضي.
وكان جهاز الأمن اعتقل الصادق المهدي في مايو (أيار) الماضي وقضى شهرا في الاعتقال، عقب اتهامه لقوات «الدعم السريع» شبه العسكرية بارتكاب انتهاكات واغتصابات ضد المدنيين في إقليم دارفور.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.