سر ارتداء نساء الكونغرس الأبيض خلال خطاب حالة الاتحاد

ديمقراطيات الكونغرس وقفن للتصفيق عقب كلمة تدعم النساء من خطاب ترمب (رويترز)
ديمقراطيات الكونغرس وقفن للتصفيق عقب كلمة تدعم النساء من خطاب ترمب (رويترز)
TT

سر ارتداء نساء الكونغرس الأبيض خلال خطاب حالة الاتحاد

ديمقراطيات الكونغرس وقفن للتصفيق عقب كلمة تدعم النساء من خطاب ترمب (رويترز)
ديمقراطيات الكونغرس وقفن للتصفيق عقب كلمة تدعم النساء من خطاب ترمب (رويترز)

في مشهد لافت داخل الكونغرس، ظهرت جميع النساء الديمقراطيات مرتديات اللون الأبيض، خلال خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن حالة الاتحاد.
وكانت تلك خطوة متعمدة قد دعت لها الكتلة الديمقراطية في المجلس في سبيل التضامن مع حقوق المرأة داخل الولايات المتحدة.
واستعارت النساء اللون الأبيض المستخدم في أوائل القرن العشرين في أميركا للاعتراف بحق النساء في التصويت، وفقا لمجلة «تايمز» الأميركية.
وقالت النائبة الديمقراطية، لويس فرانكس، في تصريحات لشبكة «سي إن إن» الأميركية إن تلك الخطوة هي رسالة للتضامن مع النساء في جميع أنحاء البلاد، وبمثابة إعلان لعدم التخلي عن حقوق المرأة الأميركية صعبة المنال.
وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها المجموعة بهذا النهج. ففي عام 2017، طلبت مجموعة العمل النسائية الديمقراطية التابعة لمجلس النواب من النساء ارتداء الأبيض في خطاب رئاسي أمام الكونغرس، كطريقة لإظهار الدعم لقضايا المرأة. وفي عام 2018، طلبت المجموعة من الرجال والنساء الأعضاء في الكونغرس ارتداء اللون الأسود إلى عنوان حالة الاتحاد لإظهار التضامن مع حركات «مي تو» و«تايمز أب».
وبلغ عدد النساء اللاتي ارتدين الأبيض في الكونغرس نحو 116.
وارتدت نساء بارزات أخريات اللون الرمزي في السنوات الأخيرة، مثل هيلاري كلينتون، التي ارتدت بدلة بيضاء في المؤتمر الوطني الديمقراطي لعام 2016، إذ أصبحت أول امرأة مرشحة رئيسية لمنصب الرئيس.
وفي الآونة الأخيرة، ارتدت النائبة ألكساندريا أوكآسيو - كورتيز الأبيض عندما أدت اليمين أمام الكونغرس الشهر الماضي، مشيرة على «تويتر» إلى أنها «ارتدت الأبيض كاملا لتكريم النساء اللواتي مهدن الطريق قبلي، ولجميع النساء اللاتي لم يأتين بعد».
وخطاب حالة الاتحاد هو واجب دستوري وتقليد رئاسي أميركي عريق، يلقي خلاله رئيس البلاد خطابا سنويا أمام مجلسي الكونغرس يستعرض فيه حالة الولايات المتحدة، داخليا وخارجيا، كما يقترح تصورا تشريعيا للسنة المقبلة، إضافة إلى المقاربة للشعب الأميركي، حسب «سي إن إن».
ومن جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن هناك عددا قياسيا من النساء ضمن القوى العاملة، «أكثر من أي وقت مضى»، مشيرا إلى أن عدد النساء في الكونغرس أيضا هو الأكبر على الإطلاق.
وأثارت تلك الكلمات إعجاب عضوات الكونغرس من الحزب الديمقراطي المعارض؛ حيث وقفن للتصفيق في لحظة نادرة من إبداء الدعم.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.