بعد يومين من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بشأن وجود طويل الأمد لقواته في قاعدة «عين الأسد» غرب العراق، عقد تحالف «سائرون» المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، و«الفتح» بزعامة هادي العامري، اجتماعاً أمس لتنسيق المواقف بينهما.
وقال العامري، خلال الاجتماع الذي ضم قيادات «الفتح» التي تنتمي إلى كتلة «البناء»، و«سائرون» التي تنتمي إلى الكتلة المنافسة لها «الإصلاح والإعمار»: «أمامنا تحديات لا بد من تجاوزها، أهمها الوجود الأميركي». وأضاف العامري، الذي يتزعم أيضاً منظمة بدر: «قد نختلف سياسياً، ولكن الفشل سيحسب على تحالفي (البناء) و(الإصلاح والإعمار)»، وأشار إلى أن «الدستور يرفض الوجود الأجنبي، ولن نقبل بأن يكون العراق منطلقاً لتهديد دول الجوار».
ومن جانبه، شدد القيادي في «سائرون»، نصار الربيعي، على ضرورة تشكيل لجنة مشتركة بين التحالفين لتسوية خلافاتهما. وتشكل وزارة الداخلية، ومرشحها فالح الفياض رئيس جهاز الأمن الوطني، العقدة الكبرى في العلاقة بين الطرفين، بالإضافة إلى وزارة الدفاع التي تدور الخلافات بشأنها داخل سنة «البناء» و«الإصلاح».
كان قد تم تداول أنباء تفيد بعقد اجتماع في بيروت، ضم زعيم «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي يوجد في بيروت منذ نحو شهر، وقائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، قاد خلاله سليماني وساطة بين الصدر وخصومه.
وفي حين نفى الصدريون الأنباء عن اجتماع بيروت، فإن المراقبين السياسيين في بغداد ربطوا بين اجتماع «الفتح» و«سائرون»، الذي بدا أن عنوانه الأكبر كان تقريب موقفيهما بشأن الوجود الأميركي في العراق، وبين الاجتماع الغامض في بيروت. وطبقاً لما تم تداوله بشأن الاجتماعين، فإن اتفاقاً حصل على تسوية قضية وزارة الداخلية، يقوم على أساس دمج مستشارية الأمن الوطني ورئاسة جهاز الأمن الوطني، واستحداث وزارة جديدة هي وزارة الأمن الوطني، يتولاها الفياض، على أن يتم التوافق على وزير آخر للداخلية، بالتنسيق مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.
إلى ذلك، أكد عضو البرلمان العراقي عن كتلة «سائرون»، برهان المعموري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «اللقاء الذي جمع كلاً من تحالفي (سائرون) و(الفتح) إنما هو لقاء مهم في هذه المرحلة لأنه يجمع بين تحالفين لهما دور كبير في العملية السياسية، وفي تشكيل الحكومة».
وأضاف المعموري أن «هناك تقارباً في وجهات النظر بين الطرفين حول القضايا الأساسية التي تواجه البلاد»، مبيناً أن «هذا اللقاء نفى وجود خلافات عميقة بين الطرفين، مثلما يحاول أن يصور البعض، وبالتالي فإن هذه الدعوة تأتي في سياق توحيد وتكثيف الجهود من أجل المصلحة العليا للبلاد».
وفي السياق نفسه، أكدت سهام الموسوي، عضو البرلمان عن كتلة «الفتح»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «من شأن مثل هذه اللقاءات أن تقلل من الخلافات، حتى لو كانت في وجهات النظر، في سبيل الخروج بنتيجة يمكن من خلالها أن نتخطى المشاكل التي حالت حتى الآن دون إكمال الكابينة الوزارية».
وأضافت أن «الهدف هو أن نتقدم خطوات إلى الأمام، كون الوضع العام للبلد لا يسمح بوجود خلافات بين البناء والإصلاح».
تصريحات ترمب عن الوجود العسكري الأميركي في العراق توحّد تحالفي الصدر والعامري
تضارب حول اجتماع في بيروت ضم زعيم {التيار الصدري} وقاسم سليماني ونصر الله
تصريحات ترمب عن الوجود العسكري الأميركي في العراق توحّد تحالفي الصدر والعامري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة