ترمب يتخذ خطوة لتأييد نتنياهو في الانتخابات المقبلة

أشكنازي لتوحيد المعارضة كسبيل وحيد لإسقاط اليمين المتطرف

TT

ترمب يتخذ خطوة لتأييد نتنياهو في الانتخابات المقبلة

اتخذ الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بشكل علني وصريح، موقفاً لصالح حزب «الليكود» ورئيسه بنيامين نتنياهو، في المعركة الانتخابية. وتم التعبير عن هذا الدعم بنشر إعلان انتخابي لحزب الليكود حساب «انستغرام»، الخاص بالرئيس الأميركي.
وكان الليكود قد نشر إعلانات ضخمة في شوارع تل أبيب يظهر فيها نتنياهو وترمب يتصافحان، مع التوقيع باسم حزب الليكود، وذلك في إطار دعايته الانتخابية الرسمية.
وقد ثارت تساؤلات في إسرائيل إن كان نشر إعلان كهذا أمرا صحيا أم لا، حيث إن الأحزاب الإسرائيلية كانت تمتنع عن استخدام العلاقات الخارجية في الدعاية الانتخابية، باعتبار أن ذلك يتناقض مع الطابع الديمقراطي للدولة ودعوة لاستقدام التدخل الأجنبي في الانتخابات الداخلية. وتساءلت المعارضة الإسرائيلية إن كان الليكود قد حصل على موافقة البيت الأبيض على استخدام صورة كهذه.
وقد جاء رد ترمب سريعاً ومفاجئاً، إذ نشر إعلان الليكود الانتخابي المذكور على حسابه في الانستغرام. فاعتبر ذلك في إسرائيل تدخلا صريحا لصالح نتنياهو والليكود، في الوقت الذي يسعى فيه غالبية السياسيين الإسرائيليين إلى التخلص من حكم نتنياهو ويرى فيه غالبية السياسيين في الغرب عبئاً على السياسة الدولية.
يشار إلى أن نتنياهو لا يزال يحظى في استطلاعات الرأي بأكثرية تمكنه من البقاء في الحكم على رأس ائتلاف يميني، ولن يستطيع منافسوه إسقاطه إلا إذا اتحدوا في لائحة انتخابية واحدة. وحسب الاستطلاعات، فقط إذا تحالف حزب «يوجد مستقبل» برئاسة يائير لبيد مع حزب الجنرالات «حصانة لإسرائيل» برئاسة بيني غانتس، وشراكة الجنرال جابي أشكنازي، رئيس الأركان الأسبق للجيش الإسرائيلي، تحت قيادة غانتس، يمكن الحصول على 35 مقعدا مقابل 30 مقعدا لنتنياهو.
وقد انتظم بعض النشطاء السياسيين، الليلة قبل الماضية، في حركة أطلقت على نفسها اسم «من دون وحدة يضيع الصوت»، التي تدعو رؤساء أحزاب «الوسط - اليسار» إلى الوحدة. واستهلوا نشاطهم بتنظيم مظاهرات أمام بيوت قادة هذه الأحزاب لحثهم على الوحدة.
وفي صباح أمس الثلاثاء، تظاهروا أمام بيت أشكنازي لحثه على الانضمام إلى غانتس والسعي لتوحيد قائمته مع قائمة لبيد. وقد خرج أشكنازي إليهم، صباح أمس الثلاثاء، وقال إنه يعمل على إقامة تحالف بين الأحزاب، باعتبار أن ذلك بات ضرورة ملحة في هذا الوقت. وبحسبه، فإنه في الأيام القريبة سوف يعرف الجمهور الإسرائيلي نتائج جهوده.
يذكر أن حزب الجنرالات يسعى بشكل حثيث لضم أشكنازي ولبيد وتوحيد الصفوف وراءهم من أجل توفير فرصة حقيقية لإحداث التغيير في السياسة الإسرائيلية.
لكن في المقابل، يصر لبيد أنه في حال تشكيل قائمة موحدة لعدة أحزاب من «الوسط - اليسار»، فإنه ليس على استعداد للتنازل عن المكان الأول فيها. ويحاول أشكنازي وغيره إقناع الفرقاء بضرورة رص الصفوف والتوصل لاتفاق وحدة قبيل الحادي والعشرين من الشهر الجاري، وهو موعد إغلاق القوائم لانتخابات الكنيست.
يذكر في هذا السياق أن استطلاع الرأي الذي أجراه موقع «واللا» الإلكتروني، الأسبوع الماضي، كان قد أشار إلى أن دمج «مناعة لإسرائيل» مع «يش عتيد» و«تيليم» برئاسة موشي يعالون، وضم أشكنازي، سوف يحصل على 33 مقعدا، مقابل 27 مقعدا لليكود. ورأى استطلاع آخر للقناة الثانية أن تحالفا كهذا سيهزم نتنياهو بنتيجة أفضل (35:30).


مقالات ذات صلة

ترمب يلقي نظرة الوداع على نعش كارتر

الولايات المتحدة​  الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وزوجته ميلانيا يلقيان نظرة الوداع على نعش الرئيس الأسبق جيمي كارتر المسجّى في مبنى الكابيتول بالعاصمة واشنطن (أ.ف.ب)

ترمب يلقي نظرة الوداع على نعش كارتر

ألقى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وزوجته ميلانيا الأربعاء نظرة الوداع على نعش الرئيس الأسبق جيمي كارتر المسجّى في مبنى الكابيتول بالعاصمة واشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (أ.ب)

محضر «الفيدرالي»: المسؤولون يرون مخاطر تضخمية جديدة من جراء سياسات ترمب

أعرب مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في اجتماعهم في ديسمبر (كانون الأول) عن قلقهم بشأن التضخم والتأثير الذي قد تخلفه سياسات ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (إ.ب.أ) play-circle 00:36

بلينكن: مسعى ترمب للسيطرة على غرينلاند «لن يحدث»

نصح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن العالم «بعدم إهدار الكثير من الوقت» على ما يقوله الرئيس المنتخب دونالد ترمب عن غرينلاند.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ سفينة شحن تَعبر قناة بنما في سبتمبر الماضي (أ.ب)

«قناة بنما»: ما تاريخها؟ وهل يستطيع ترمب استعادة السيطرة عليها؟

يستنكر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الرسوم المتزايدة التي فرضتها بنما على استخدام الممر المائي الذي يربط المحيطين الأطلسي والهادئ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى أنصاره خلال تجمع حاشد للانتخابات عام 2024 في فلوريدا (رويترز)

ترمب يحضّ المحكمة العليا على وقف «حكم نيويورك» ضده

قدَّم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب طلباً غير معتاد من المحكمة العليا للتدخل لوقف إصدار حكم ضده بقضية «أموال الصمت» من محكمة في نيويورك.

علي بردى (واشنطن)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.