في حين أعلنت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، أمس، اختتام مباحثاتهما مع مسؤولي جهاز المخابرات العامة المصرية، الرامية إلى دفع ملف «المصالحة الفلسطينية»، أفادت مصادر مقربة من الاجتماعات أن «شكل الحكومة» كان محوراً للخلاف بين وجهتي نظر «السلطة الوطنية» وحركة «فتح» من جهة، و«حماس» من جهة أخرى. وفيما تمسكت الأولى بموقفها الذي أبلغته للجهات المصرية بحكومة «تضم كل الفصائل»، دعت الثانية إلى «حكومة وحدة».
وعدّ المصدر المقرب من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، أن «عرض السلطة تشكيل حكومة تضم كل الفصائل الفلسطينية بما في ذلك (حماس) التي قد تحظى بحقيبتين وزاريتين (بحسب تقدير المصدر)، كان محل رفض من وفد الحركة، واعتبرته فخاً للتخلص منها».
وزاد المصدر أن «وفد (حماس) دعا إلى حكومة وحدة وطنية، وهو الأمر الذي ردت عليه السلطة الوطنية بأن حكومة الحمد الله كانت تعبيراً عنها، وأن (حماس) رفضت الالتحاق بها أو التشاور لتشكيل الحكومة». وذكر أن «وفد (حماس) برئاسة إسماعيل هنية، التقى، أول من أمس، مع رئيس المخابرات المصرية، الوزير عباس كامل وطلب منه إقناع السلطة الفلسطينية بتشكيل حكومة وحدة وطنية، تكون مهمتها الوحيدة الإعداد للانتخابات، وقدموا الشكر لمصر لافتتاح معبر رفح في الاتجاهين منذ 4 أيام واعتبروها خطوة إيجابية».
وسبق للقاهرة أن استضافت جولات كثيرة بشأن المصالحة الفلسطينية، وكانت مصر الراعي الرئيسي لها، وتعد أهم محطاتها في عام 2017، عندما وقّع القيادي في «فتح» عزام الأحمد، ونظيره في «حماس» صالح العاروري، على وثيقة لتفعيل بنود اتفاق للمصالحة، في مقر المخابرات العامة المصرية، بعد مفاوضات لتفعيل اتفاق يعود إلى عام 2011، لكن التطورات لم تفضِ إلى تحقيق مصالحة تامة بين الطرفين.
ووفق المصدر ذاته، فإن وفد «حماس» «التقى كذلك في القاهرة، مع مسؤول أممي لإقناعه بأن تكون الأمم المتحدة بديلاً عن إسرائيل في تسلم الأموال القطرية التي يتم إرسالها إلى قطاع غزة، ولكن الأمم المتحدة، على ما يبدو، متحفظة في هذا الشأن».
وأضاف أن «وفد (حماس) يغادر برئاسة إسماعيل هنية، ويرافقه اثنان فقط من قيادات الحركة إلى العاصمة الروسية موسكو، الأحد المقبل، للاستماع إلى الأفكار الروسية فيما يتعلق بتقريب وجهات النظر في ملف المصالحة، كما يرأس وفد (فتح) القيادي عزام الأحمد».
في السياق، أكدت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» اللتان شاركتا في المباحثات مع المسؤولين المصريين على مدار اليومين الماضيين، على «ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على إجراء انتخابات شاملة بالتوافق، وصولاً إلى تحقيق الشراكة الوطنية وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وعدم تبديد الوقت في تجاربَ ومقترحات تطيل زمن الانقسام».
وفي بيان صحافي مشترك، أصدرته الحركتان، أمس، نوهتا بـ«ضرورة استعادة الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام على قاعدة الشراكة الوطنية لمواجهة صفقة القرن وإسقاطها، والعمل المشترك بأقصى جهد ممكن لتوفير كل عوامل الصمود والثبات لشعبنا؛ حتى يتمكن من التغلب على المصاعب ومواجهة المخاطر والمؤامرات والتصدي لها بشكل جماعي، وفق رؤية موحدة».
وجددت الحركتان تأكيدهما على «أهمية استمرار مسيرة العودة، وكسر الحصار كفعل جماهيري شعبي، والسعي بالتوافق على تطويرها، والعمل على استنزاف العدو، ومنعه من التقاط أنفاسه». وتوجهتا بـ«الشكر للجهود المصرية في تخفيف الحصار (على قطاع غزة)، واستعدادها للاستمرار في فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين، وتقديم تسهيلات تحسن من ظروف السفر»، مؤكدين «أهمية الدور المصري في رعاية جهود إعادة اللحمة الوطنية، ومثمنين أي دعوة للقاء يعقد في القاهرة يخدم الشراكة ويعزز التوافق الوطني».
«شكل} الحكومة الفلسطينية محور خلاف «مباحثات المصالحة» في القاهرة
«حماس» و«الجهاد» تختتمان اللقاء وتتمسكان بـ«مسيرات العودة»
«شكل} الحكومة الفلسطينية محور خلاف «مباحثات المصالحة» في القاهرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة