تؤوي ليبيا كثيراً من الفصائل التشادية المتمردة التي تزعم جميعها أنها لا تمارس الارتزاق ولا تتدخل في الشؤون الداخلية لليبيا، لكنها تتهم الرئيس إدريس ديبي باستخدام حلفائه الليبيين لمهاجمة مواقعها.
وقبل نهاية أغسطس (آب) الماضي، عززت تشاد وجودها العسكري قرب الحدود المشتركة مع ليبيا، لتفادي هجمات مسلحة محتملة، كما أمرت جميع عمال مناجم الذهب بمغادرة المنطقة الشمالية عقب الهجوم الذي تبناه «المجلس العسكري لإنقاذ تشاد» على بعد 35 كيلومتراً من الحدود الجنوبية لليبيا، وأسفر عن مقتل بضعة أشخاص من بينهم 3 ضباط.
وتقول حركة التمرد الجديدة، التي تطلق على نفسها اسم «مجلس القيادة العسكري لإنقاذ الجمهورية»، إنها تسعى إلى إطاحة الرئيس التشادي الذي تواجه بلاده تهديدات من متشددين وتحاول منع تسلل الفارين من الصراع في ليبيا.
وواجه ديبي، حليف الغرب في الحرب ضد المتشددين الإسلاميين في غرب أفريقيا، كثيراً من حركات التمرد منذ توليه السلطة في عام 1990، لكن البلاد تشهد هدوءاً نسبياً منذ عام 2009.
وتأسست حركة «إنقاذ الجمهورية» عام 2014، وتزعم أن لديها 4500 مقاتل. وتضم في صفوفها متمردين سابقين في إقليم دارفور السوداني المجاور، وحلفاء سياسيين سابقين للرئيس السابق حسين حبري الذي يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في سجن سنغالي لإدانته بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وكانت حكومة الوفاق الوطني الليبية أعلنت العام الماضي اتفاق رئيسها فائز السراج مع الرئيس التشادي في العاصمة انجامينا، على تعزيز التعاون الأمني ومراقبة الحدود المشتركة بين البلدين.
كما أبرمت حكومات السودان وتشاد وليبيا والنيجر في يوليو (تموز) من العام الماضي اتفاقاً لمراقبة وضبط الحدود، وتعزيز التعاون في مجال أمن ومراقبة الحدود المشتركة، ونص على تسيير دوريات مشتركة أو متوازية على الحدود، وتبادل المعلومات، وإنشاء مركز لإدارة العمليات المشتركة، والعمل على إبرام اتفاق بين الجهات المعنية للتعاون القضائي، علاوة على تنفيذ برامج تنموية مشتركة في المناطق الحدودية.
وحذرت تقارير مؤخراً من أن مئات المقاتلين من تشاد وإقليم دارفور السوداني يؤججون الاضطرابات في ليبيا ويحاربون لحساب فصائل متناحرة ويسعون إلى تشكيل حركات تمرد ويمارسون قطع الطرق وتهريب السلاح.
المعارضة التشادية في ليبيا... صداع دائم
المعارضة التشادية في ليبيا... صداع دائم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة