الجيش الأميركي يعلن مقتل 13 من «الشباب»... وكينيا تعزز أمنها الحدودي

الاتحاد الأفريقي يتجه لسحب ألف جندي من الصومال نهاية الشهر

صومالي يعاين آثار تفجير سيارة مفخخة في مقديشو تبنته حركة «الشباب» الشهر الماضي (أ.ف.ب)
صومالي يعاين آثار تفجير سيارة مفخخة في مقديشو تبنته حركة «الشباب» الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

الجيش الأميركي يعلن مقتل 13 من «الشباب»... وكينيا تعزز أمنها الحدودي

صومالي يعاين آثار تفجير سيارة مفخخة في مقديشو تبنته حركة «الشباب» الشهر الماضي (أ.ف.ب)
صومالي يعاين آثار تفجير سيارة مفخخة في مقديشو تبنته حركة «الشباب» الشهر الماضي (أ.ف.ب)

أعلنت أمس بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال «أميصوم» أنه من المتوقع أن يتم سحب ألف جندي هذا الشهر من ولاية هيرشبيل الصومالية، بينما أعلن الجيش الأميركي أنه قتل 13 إرهابيا من جماعة الشباب المتطرفة خلال غارة جوية شنها يوم الجمعة الماضي جنوب الصومال. وقالت «أميصوم» إن رئيسها فرنسيسكو ماديرا ناقش مساء أول من أمس مع رئيس ولاية هيرشبيل محمد عبدي التخفيض المخطط لقوات من بوروندي، الذين يعملون ضمن قوات حفظ السلام الأفريقية ولديهم قاعدة أساسية في مدينة جواهر، عاصمة هيرشبيل.
ونقل البيان عن ماديرا «إننا نناقش كيفية تطبيق الخطة الانتقالية بطريقة تضمن الأمن في الولاية». بدوره، قال رئيس الولاية في بيان: «أخيرا، لقد أصبحت الخطة الانتقالية حقيقة، وهناك قرارات مؤلمة يجب اتخاذها»، لكنه أعرب مع ذلك عن قلقه من أن «يترك خفض القوات الولاية ضعيفة أمام الهجمات، إذا تم تطبيق هذا القرار سريعا». ورأى أنه ما زال هناك المزيد من العمل يجب القيام به من أجل ضمان تطبيق الخطة بنجاح، لافتا إلى أن الولاية ستعمل بشكل وثيق مع أميصوم بهدف ضمان تحقيق الاستقرار في الصومال. وكان مجلس الأمن الدولي قد رأى في شهر يوليو (تموز) من العام الماضي، أن البعثة الأفريقية في الصومال تحتاج لتخفيض الجنود إلى 20626 قبل نهاية الشهر الحالي، من دون «المزيد من التأجيل».
من جانبها، قالت قيادة القوات الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» في بيان لها مساء أول من أمس إن الغارة التي شنها الجيش الأميركي واستهدفت مقاتلي جماعة «الشباب» في غاندرشا بمنطقة شيبيلا السفلى، لم تسفر عن إصابة أو قتل أي مدني، بل أدت إلى مقتل 13 من عناصر «الشباب»، مشيرة إلى أن مقاتلي هذه الجماعة المتطرفة استخدموا سابقا غاندرشا، التي تقع على بعد 48 كيلومترا جنوب غربي العاصمة الصومالية مقديشو، كنقطة تجمع لشن هجمات منها بسيارات مفخخة بمتفجرات بدائية الصنع تهدد مقديشو وسكانها.
وقبل نحو ثمانية أسابيع قتلت 6 غارات أميركية، 62 مسلحا من جماعة «الشباب» قرب غاندرشا، كانوا، حسبما أعلنت قيادة «أفريكوم»، يحضرون لشن هجوم على قاعدة لقوات الحكومة الصومالية بالمنطقة، ويوم الأربعاء الماضي قتلت غارة أميركية 24 مسلحا في منطقة هيران المجاورة. وتستهدف الغارات الجوية الأميركية أساسا مقاتلي جماعة الشباب جنوب ووسط الصومال، حيث ما زالت هذه الجماعة تحكم سيطرتها على بعض المناطق.
وفى العاصمة مقديشو، انفجرت سيارة ملغومة أمام قاعدة عسكرية لجنود إثيوبيين في جنوب الصومال يوم السبت مما أدى لسقوط عدد غير محدد من الضحايا، وفقا لما أعلنه مسؤول في الشرطة. وتبنت جماعة «الشباب» المتشددة الهجوم وقالت إنه أسفر عن مقتل 16 جنديا إثيوبيا، بينما قال شاهد عيان لوكالة «رويترز» إن الانفجار أودى بحياة عشرة أشخاص بينهم جنود ومدنيون، وأضاف: «كانت الحافلة الصغيرة متربة جدا، لا بد أنها جاءت من منطقة بعيدة جدا، أُطلقت عليها النيران وبدأت تزيد سرعتها».
وقال الميجر نور عبد الله من الشرطة من بلدة برديري التي وقع بها الهجوم إن السيارة المستخدمة كانت حافلة صغيرة تحمل خضراوات للتمويه، وأضاف: «أُطلق عليها النار قبل أن تصل إلى البوابة. علمنا أن هناك ضحايا».
وتنفذ جماعة الشباب هجمات باستمرار ضد الجيش الصومالي وقوة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم). وإثيوبيا واحدة من الدول المشاركة بقوات في هذه البعثة جنبا إلى جنب مع أوغندا وكينيا ورواندا ودول أخرى. وطبقا لما أعلنته قوات الأمن الكينية أمس فإنها كثفت الدوريات على الحدود مع الصومال لملاحقة المتورطين في الهجوم الذي وقع يوم 15 يناير (كانون الثاني) في مجمع تجاري في نيروبي.
وقالت السلطات إنه تم إرسال فريق أمن على الحدود الكينية الصومالية للتصدي لتسلل مسلحي حركة الشباب الذين شنوا الهجوم على مجمع فندقي وتجاري في نيروبي، ما أسفر عن مقتل 21 شخصا.
وقال محمد بيريك مفوض إقليمي بشمال شرقي البلاد للصحافيين إن إرسال قوات أمن إضافية على الحدود المشتركة بالإضافة إلى هجوم تم شنه في مخيم داداب للاجئين يهدف إلى القضاء على أي تهديد إرهابي.
من جهة أخرى، قتل ستة أشخاص في هجوم جديد شنته جماعة «بوكو حرام» النيجيرية المتطرفة على قرية في جنوب شرقي النيجر، القريب من نيجيريا، بمنطقة بحيرة تشاد. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول بلدي أن «ستة أشخاص قتلوا ليل الجمعة خلال هجوم لعناصر من بوكو حرام في قرية باغوي جرادي» الواقعة في منطقة تومور، مشيرا إلى أن المهاجمين الذين وصلوا راجلين «قتلوا (ضحاياهم) بالرصاص»، لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل.
ونهاية الشهر الماضي قتلت «بوكو حرام» أربعة قرويين في قرية بوسو المجاورة لقرية تومور. وأُحرق خلال الهجوم عدد كبير من المساكن وثلاث سيارات محملة بنبات الفلفل وهو من أهم ما تنتجه المنطقة.
وتقع بوسو وتومور قرب حوض بحيرة تشاد، أحد مراكز «بوكو حرام». ووقعت هذه الهجمات بعد أسابيع على الهجوم العسكري البري والجوي على المجموعة المسلحة في هذه المنطقة، حيث قتل أكثر من 200 «إرهابي»،
كما يقول الجيش النيجري. وكان وزير الدفاع النيجري كالا موتاري قد أبلغ النواب في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن نيامي ما زالت «قلقة» جراء «الوضع في نيجيريا» المجاورة حيث يواصل مسلحو «بوكو حرام» هجمات على قواعد عسكرية. وأوضح موتاري أن مقاتلي «بوكو حرام» أعادوا تجهيز وتجميع صفوفهم، معربا عن تخوفه من هجمات للمتطرفين ضد قوات النيجر «ابتداء من الشهر الماضي، وهي فترة تراجع مياه نهر كومادوغو» الذي يشكل حدودا طبيعية بين النيجر ونيجيريا. ويمنع النهر عموما عمليات التوغل التي يقوم بها المتمردون النيجيريون في الأراضي النيجرية. وناشد رؤساء الدول الأربع المتاخمة لبحيرة تشاد، نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون، خلال اجتماع لهم في نجامينا في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، المجتمع الدولي تقديم الدعم لهم في الحرب ضد «بوكو حرام».



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.