ترمب يريد الإبقاء على وجود عسكري في العراق {لمراقبة إيران}

رفض تحديد جدول زمني للانسحاب من سوريا

TT

ترمب يريد الإبقاء على وجود عسكري في العراق {لمراقبة إيران}

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن احتفاظ الولايات المتحدة بوجود عسكري في العراق أمر مهم حتى يمكنها مراقبة إيران، لأنها تمثل «مشكلة حقيقية».
وأبدى ترمب أسفه، في مقابلة مع شبكة «سي بي إس»، بشأن «الحروب التي لا تنتهي» في سوريا وأفغانستان، وأوضح أنه يريد أن يقلص الوجود العسكري الأميركي المكلف في البلدين، على الرغم من تحذيرات مستشاريه العسكريين ورؤساء أجهزة المخابرات من اتخاذ خطوات من هذا القبيل.
وصرّح ترمب أن «أحد الدوافع وراء رغبتي في الاحتفاظ بها هو أنني أريد مراقبة إيران على نحو ما، لأن إيران تمثل مشكلة حقيقية». ورداً على سؤال عما إذا كان ذلك يعني أنه يريد أن يكون قادراً على ضرب إيران، قال ترمب: «لا، لأنني أريد أن أكون قادراً على مراقبة إيران» بحسب «رويترز».
ولفت ترمب إلى أن أجهزة الاستخبارات الأميركية «أخطأت عندما خلصت لنتائج أفادت بامتلاك العراق أسلحة دمار شامل خلال حكم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين»، موضحاً أنه «لا يصدق قادة الهيئات الاستخباراتية في بلاده بشأن ما يقولونه عن أن إيران تلتزم بالاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة». وقال: «أنا أختلف معهم» وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
وأضاف ترمب أن الولايات المتحدة قد تعتمد بشكل كبير على عمل أجهزة المخابرات في أفغانستان، والرد على التطورات في سوريا من القواعد الأميركية في العراق المجاور.
وأرسل الحرس الثوري الإيراني أسلحة وآلاف المقاتلين إلى سوريا للمساعدة في تعزيز حكم الرئيس بشار الأسد، خلال الحرب الأهلية الدائرة هناك منذ 7 سنوات.
وقال ترمب إن الولايات المتحدة أنفقت «ثروة» على قاعدة عين الأسد الجوية في غرب العراق، التي زارها في ديسمبر (كانون الأول)، وإنه يجب على الولايات المتحدة الاحتفاظ بها.
ودافع ترمب عن قراره سحب القوات من سوريا، لكنه رفض تحديد جدول زمني للانسحاب، الذي أثار انتقادات من جمهوريين، وقلقاً لدى بعض حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
وتقدم مجلس الشيوخ الأميركي، الذي يقوده الجمهوريون، بتشريع رمزي إلى حد كبير يوم الخميس، يعارض خطط أي انسحاب مفاجئ للقوات من سوريا وأفغانستان.
وقال ترمب، في بادئ الأمر، إن الانسحاب من سوريا يجب أن يكون فورياً، ولكنه قال بعد ذلك إنه سيكون تدريجياً، مضيفاً أن بعض القوات التي ستنسحب من سوريا ستذهب إلى العراق حيث يمكنها مراقبة أي استئناف لنشاط تنظيم داعش والجماعات المتشددة الأخرى، و«سيعود بعضها في نهاية المطاف إلى الوطن». ونوّه ترمب أنه قد يتم إرسال القوات الأميركية مرة أخرى إذا عادت جماعات متشددة مثل «القاعدة» للظهور. وقال: «سنعود إذا تعين علينا ذلك».
وقال ترمب، الخميس الماضي، إنه سيعيد القوات الأميركية إلى الوطن إذا تم التوصل لاتفاق سلام لإنهاء الحرب الدائرة في أفغانستان منذ 17 عاماً، لكنه قال لمحطة «سي بي إس» إنه سيكون مستعداً لإبقاء عدد صغير من الجنود هناك، بالإضافة إلى عمليات المخابرات لرصد «أوكار» النشاط المتشدد. وذلك وفقاً للمقابلة التي سجلت يوم الجمعة.
ولم يقل ترمب ما إذا كان يثق في حركة طالبان الأفغانية، ولكنه قال إنه يصدق أنها تريد السلام، وأضاف: «لقد سئموا. الجميع ملّ. لا أحب الحروب التي لا نهاية لها».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.