بدء العمل في الجدار العلوي بين إسرائيل وقطاع غزة

مع الانتهاء من بناء الجزء المدفون تحت الأرض

TT

بدء العمل في الجدار العلوي بين إسرائيل وقطاع غزة

بعد الانتهاء من بناء الجزء السفلي الضارب عميقا في الأرض، أعلنت إسرائيل، أمس الأحد، عن شروعها بإقامة «العائق العلوي» للجدار على طول حدودها مع قطاع غزة، والذي يرمي إلى «منع تسلل فلسطينيين» إلى البلدات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع.
وقد نشر الجيش الإسرائيلي صورا أولية للجدار، الذي بدا عبارة عن أسيجة وأسلاك شائكة بارتفاع ثمانية أمتار، تنوي إسرائيل إقامته على امتداد حدود القطاع بطول 65 كيلومترا. ويشتمل على مجسات إلكترونية وكاميرات وأجهزة مزودة بالصواعق الكهربائية. وبحسب ما ذكرت مصادر الجيش، فإن الجدار يقام فوق المنطقة التي أقامت فيها إسرائيل عائقا أرضيا، لمنع التنظيمات الفلسطينية المسلحة من حفر أنفاق هجومية تخترق الحدود وتصل إلى داخل المستوطنات المحيطة بالقطاع.
وقال عيرن أوفير، قائد إدارة الحدود والمعابر في وزارة الأمن الإسرائيلية، إن سلاح الهندسة في الجيش شرع بإقامة المرحلة الأولى من «العائق العلوي» فوق جدار «العائق الأرضي». وإنه من المقرر أن ينتهي بناء الجدار في نهاية العام الحالي. وبإتمام هذا الجدار، تكون الحدود مع قطاع غزة محاطة بالسياج والجدران على عرض 100 متر، تشتمل على ثلاثة عوائق، مقامة كلها في تخوم الحدود الإسرائيلية، الأول هو سياج عادي والثاني هو عوائق ترابية ورملية أو مائية وبعدها الجدار الحديث القائم فوق الأرض بارتفاع 8 أمتار وتحت الأرض بعمق 20 – 25 مترا.
وقد امتنعت قيادة الجيش الإسرائيلي عن اجتياح قطاع غزة عدة مرات بسبب عدم إتمام هذا الجدار. ورفض الجيش عدة اقتراحات من حكومة اليمين المتطرفة الدخول في حرب مع قطاع غزة تتضمن عمليات اجتياح، معللا رفضه بضرورة إنجاز الجدار أولا، في نهاية العام 2019.
وكانت إسرائيل قد باشرت في إحاطة نفسها بالجدران منذ اندلاع الانتفاضة الثانية في العام 2002، فأقامت جدارا إسمنتيا لفصل الضفة الغربية عن القدس وفصلها عن إسرائيل وتطويق مدينة القدس الشرقية. كما أقامت جدرانا مشابهة للجدار الذي بدأت بإقامته حول القطاع، على الحدود مع مصر والأردن ولبنان وكذلك في هضبة الجولان المحتلة. وقد تحولت هذه الجدران إلى نموذج يحتذى في عدة دول في العالم. وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن إعجابه به ورغبته في إقامة جدار مشابه على الحدود مع المكسيك.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.