«اللواء الرئاسي» يتسلم رسمياً ملف الأمن في كركوك

مكتب المحافظ يرفض اتهامات تركمانية بـ«التمييز العرقي» في ملف الوظائف

متظاهرون يحتجون أمام مجلس محافظة البصرة أول من أمس (أ.ب)
متظاهرون يحتجون أمام مجلس محافظة البصرة أول من أمس (أ.ب)
TT

«اللواء الرئاسي» يتسلم رسمياً ملف الأمن في كركوك

متظاهرون يحتجون أمام مجلس محافظة البصرة أول من أمس (أ.ب)
متظاهرون يحتجون أمام مجلس محافظة البصرة أول من أمس (أ.ب)

رد المكتب الإعلامي لمحافظ كركوك راكان سعيد الجبوري، أمس، على اتهامات بـ«التمييز العرقي» في ملف الوظائف والتعيينات، صدرت عن مقررة مجلس النواب المنتمية للمكون التركماني خديجة علي.
وقال المكتب في بيان: «نستغرب صدور بيان حمل جملة من المغالطات التي لا تنطبق على واقع العمل في محافظتنا العزيزة، وأن أبواب محافظ كركوك مفتوحة لجميع المواطنين وممثلي محافظتنا في مجلس النواب ومنهم السيدة التركمانية». وأشار إلى أن «ملف التوازن في توزيع المناصب لا يمكن له أن يخرج دون موافقة ممثلي المكون التركماني وتوقيعهم».
وكانت مقررة مجلس النواب عن المكون التركماني خديجة علي، انتقدت، أول من أمس، وجود «تمييز عرقي» لتولي المناصب في قضاء الحويجة حصراً. وقالت في بيان إن «الوظائف في كركوك تخصص لمكون عربي من الحويجة حصراً رغم وجود كفاءات تركمانية مؤهلة من المؤسسة نفسها معروفين بالنزاهة والكفاءة وينطبق عليهم الوصف الوظيفي». وأكدت استغرابها لـ«عدم قيام اللجنة المشكلة من قبل الحكومة الاتحادية بمهامها لتطبيق الإدارة المشتركة بالاعتماد على الكفاءة والنزاهة».
وأظهر بيان المقررة خديجة علي لأول مرة منذ سنوات خلافاً بين المكونين التركماني والعربي المشتركين بجبهة واحدة في صراعاتهما السياسية مع المكون الكردي صاحب الأغلبية السكانية في المحافظة.
وفيما أعلن أول من أمس، تعيين عضو مجلس المحافظة عن حزب «الاتحاد الوطني» الكردستاني جمال مولود رئيساً لمجلس المحافظة، تسلم اللواء الرئاسي 61 رسمياً أمس، ملف المحافظة الأمني بدلاً من «جهاز مكافحة الإرهاب» الذي تسلمه عقب عملية فرض القانون في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2017.
وأشارت بعض المصادر العسكرية أمس، إلى أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أمر بنقل الفرقة 14 من محافظة الأنبار إلى أطراف كركوك، وتحديداً إلى جبال حمرين التي يخشى من وجود عناصر «داعش» في وديانها الوعرة.
وحول تطورات الأحداث في غضون اليومين الأخيرين، أكد مصدر رسمي في محافظة كركوك تسلم اللواء 61 ملف الأمن بدلاً من جهاز مكافحة الإرهاب - العمليات الخاصة، من دون أي تغيير يذكر بالنسبة لإدارة ملف الأمن وعدم تدخل قوات الأمن الكردية في الملف كما يشاع.
وحول موضوع تعيين رئيس جديد لمجلس المحافظة، قال المصدر الذي فضل عدم الإشارة إلى اسمه لـ«الشرق الأوسط»، إن «تعيين عضو المجلس الأكبر سناً جمال مولود عن حزب الاتحاد الكردستاني، جاء بأوامر اتحادية صدرت عن سكرتارية الهيئة التنسيقية بين المحافظات في بغداد». وأضاف أن «مولود عين رئيساً للجنة صرف الرواتب حصراً وليس إدارة جلسات مجلس المحافظة أو مناقشة الأمور السياسية، ومهمته تتعلق بالأمور المالية لأن لدينا أكثر من 500 موظف في المجلس والأقضية والنواحي بحاجة لتسلم رواتبهم، وقد وجّه كتاب رسمي إلى المصارف لاعتماد توقيع مولود في صرف الرواتب». وبيّن المصدر أن «مولود لم يعين رئيساً للمجلس بسبب عدم إمكانية التصويت عليه داخل المجلس لصعوبة اكتمال النصاب بعد مغادرة أغلب الأعضاء الكرد إلى كردستان عقب عمليات فرض القانون ورفضهم العودة إلى كركوك».
وحول الخلاف الأخير بين التركمان والعرب، أكد المصدر «عدم وجود خلاف، والسيدة خديجة علي لا تعرف فيما يبدو أن مكونات كركوك متفقة على توزيع الوظائف بين المكونات بواقع 32 في المائة لكل من التركمان والعرب والأكراد، و4 في المائة للمكون المسيحي». وكشف أن «الأكراد عرضوا أكثر من مرة على العرب توزيع المناصب فيما بينهم باعتبارهم الأغلبية وإعطاء ما نسبته 15 في المائة من المناصب إلى التركمان توازي حجمهم السكاني في المدينة، لكن العرب يرفضون ذلك ويتمسكون بنسبة 32 للمكونات الثلاثة».
من جهة أخرى، أصدرت شركة نفط الشمال التي مقرها كركوك أمس، بياناً حول ما سمته «الحملة الإعلامية المغرضة التي لا أساس لها من الصحة بتهريب النفط من حقول نينوى وتحديداً في حقلي صفية والقيّارة».
وذكر بيان الشركة أن «حقول نفط نينوى وجميع المحطات التابعة لها تدار من قبل وزارة النفط - شركة نفط الشمال وفق معايير إدارية وفنية مثلى تحظى بإشراف كوادر متمرسة ونزيهة ومخلصة وتحت متابعة مستمرة من الجهات الرقابية والتدقيقية». وكشف أن «عناصر شرطة الطاقة والفرقة 20 من الجيش العراقي يقومون بحماية جميع الآبار والمحطات وخطوط الأنابيب التابعة لها».
وبينما نفى بيان الشركة علمها بما ينتج في حقل صفية لأنه ما زال خاضعاً لسيطرة إقليم كردستان، ذكر أن إنتاجية حقل القيارة «تبلغ 30 برميلاً يومياً، يتم تجهيز 5 آلاف منها يومياً إلى مصفى القيارة ويصدر الباقي بالسيارات الحوضية إلى موانئ البصرة ضمن العقد الأصولي الذي تم إبرامه من قبل الوزارة مع شركة شعاع الطاقة».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.