أويحيى: بوتفليقة سيعلن ترشحه لـ {الرئاسية} بنسبة 99 %

TT

أويحيى: بوتفليقة سيعلن ترشحه لـ {الرئاسية} بنسبة 99 %

قال رئيس وزراء الجزائر أحمد أويحيى، أمس، إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة «قد يعلن عن ترشحه للرئاسية (18 أبريل/ نيسان المقبل) عن طريق رسالة للموطنين»، مؤكداً أنه لن يخوض الحملة الانتخابية بسبب عجزه البدني.
وواجه أويحيى أسئلة محرجة خلال المؤتمر الصحافي، الذي عقده بالعاصمة في ختام أشغال اجتماع للحزب الذي يرأسه (التجمع الوطني الديمقراطي)، تتعلق خصوصاً بالحالة الصحية للرئيس، ومدى قدرته على الترشح والمشاركة في الحملة الانتخابية، وأداء القسم الدستوري، وتسيير شؤون البلد لفترة جديدة تدوم 5 سنوات.
وبدا أويحيى متوتراً في بعض فترات المؤتمر الصحافي، وهو يرد على هذه الأسئلة. وقال لصحافية من جريدة تصنف معارضةً للسلطة، عندما سألته عن «عجز الرئيس عن أداء وظيفة الرئاسة لأنه مريض»، فأجاب بتوتر: «أنتم المرضى من شدة اهتمامكم بمرض الرئيس (82 سنة)... إنني أتابع ما تكتبون منذ 2004»، في إشارة إلى الرئاسية التي نظمت في ذلك الوقت، وشهدت وقوف غالبية الصحف الكبيرة ضد ترشح بوتفليقة لولاية ثانية، وساندت رئيس حكومته آنذاك علي بن فليس، الذي دخل المعترك الرئاسي، مستفيداً من دعم قوي لرئيس أركان الجيش سابقاً الفريق محمد العماري.
وتحت إلحاح الصحافيين، قال أويحيى في معرض إجابته عن سؤال إن كان الرئيس سيشارك بنفسه في حملة الانتخابات: «مرشحنا بوتفليقة لن يدخل بنفسه الحملة. سنؤديها نحن أنصاره بدلاً عنه. بوتفليقة لن يدخل الحملة، وهذا ليس عيباً، لأن الشعب يعرف ماذا أنجز خلال ولاياته السابقة، وأعماله ومشروعاته تتحدث عنه»، مضيفاً أن «حالة الرئيس الصحية لا تشكل أبداً عائقاً (يحول دون استمراره في الحكم). ففي سنة 2014 انتخبه الجزائريون (بأغلبية كبيرة) وكانوا يعلمون أنه مريض»، ومشيراً إلى أن الحكومة ستعرض «قريباً»، حصيلة عن الولاية الرابعة.
وأظهر أويحيى قناعة بأن الرئيس سيترشح للانتخابات بقوله «سيترشح بنسبة 99 في المائة»، لكن عندما سُئل عن تاريخ إعلان ذلك، رد قائلاً: «لست ناطقاً باسمه». غير أن بعض المراقبين يرجحون أن يختاره الرئيس بوتفليقة مديراً لحملته الانتخابية. وعن الصيغة التي سيعلن بها الرئيس ترشحه، قال أويحيى إنها ستكون «ربما» عن طريق «رسالة إلى الشعب»، وهو أسلوب استعمله الرئيس لما خاطب الجزائريين عشية رئاسية 2014، مبدياً رغبته في قيادته لفترة رابعة. وقال حينها إن الشعب «يعلم أنني مريض، ولكنه ألح على استمراري في الحكم، ما دفعني إلى النزول عند رغبته». ولذلك يتوقع تكرار السيناريو نفسه هذا العام.
وبخصوص «مشاهد هزلية»، حسب وصف وسائل بعض الإعلام لمشاهدة عشرات الأشخاص الراغبين في الترشح، وهم يتوجهون يومياً إلى وزارة الداخلية لسحب استمارات جمع التوقيعات (60 ألف إمضاء يشترطها قانون الانتخابات)، ذكر أويحيى أن إجراءات ستتخذها الحكومة في المستقبل لمنع تكرار ذلك. وقال بهذا الخصوص: «لن يكون هناك أكثر من 10 مترشحين للرئاسية... إنها ظاهرة مزرية... وغالبيتهم جاءوا من أجل الضحك والسخرية». علماً بأن عدد الراغبين في الترشح وصل إلى 160، حسب وزارة الداخلية.
ورفض أويحيى الرد على تصريحات للمرشح الرئاسي، اللواء المتقاعد علي غديري، جاء فيها أنه «لن يخشى مواجهة الرئيس»، واكتفى بالقول: «لا أعلق على هذا الكلام، وأنا أنتمي لطرف يعتقد بأن بوتفليقة هو أفضل مرشح».
في سياق متصل، أعلنت زبيدة عسول، رئيسة تنظيم «مواطنة»، الذي يضم عدة شخصيات معارضة للسلطة، انضمامها لفريق المؤيدين للمرشح غديري. وقالت لصحافيين أمس إنها ترى فيه «بديلاً جاداً للنظام القائم».
ونشر غديري أول من أمس مقاطع من برنامجه الانتخابي، تعهد فيه بـ«إحداث قطيعة مع النزعة التسلطية، ومع نظام الريع والمحاباة، الذي ترعاه جماعات المصالح والأليغارشيات». ووعد أيضاً بـ«القطيعة مع اللامساواة والتفاوت الاجتماعي، ومع الخطاب الديماغوجي والممارسات الشعبوية، ومع توزيع الريع القائم على خلفيات سياسوية. والقطيعة مع اقتصاد الريع والتبعية للمحروقات، من خلال ترقية اقتصاد قائم على الإنتاج، وإعادة الاعتبار للعمل، وبذل الجهد، وهو ما سيسمح بتحقيق اقتصاد المعرفة في أكثر من مجال»، حسب تعبيره.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.