ذبابة الفاكهة تكشف سر زيادة نوم المرضى

حشرة قد تساعد بالعثور على علاج للأرق

ذبابة الفاكهة كشفت لغز النوم الكثير أثناء المرض (المعهد السويسري الفيدرالي للتكنولوجيا)
ذبابة الفاكهة كشفت لغز النوم الكثير أثناء المرض (المعهد السويسري الفيدرالي للتكنولوجيا)
TT

ذبابة الفاكهة تكشف سر زيادة نوم المرضى

ذبابة الفاكهة كشفت لغز النوم الكثير أثناء المرض (المعهد السويسري الفيدرالي للتكنولوجيا)
ذبابة الفاكهة كشفت لغز النوم الكثير أثناء المرض (المعهد السويسري الفيدرالي للتكنولوجيا)

قدمت ذبابة الفاكهة خدمة جديدة للبحث العلمي في مجال الأمراض، بالمساعدة على حل أحد الألغاز المرتبطة بالنوم، وهو زيادة الرغبة في الحصول على قسط كبير منه في أثناء المرض.
ومنذ عام 1946، تقدم هذه الحشرة الصغيرة خدماتها للبحث العلمي، بعد اكتشاف أن 75 في المائة من الجينات الخاصة بالأمراض التي تصيب الإنسان يوجد نظائر يمكن تمييزها فيها. وخلال الدراسة المنشورة أول من أمس في دورية العلوم «Science»، أعلن فريق بحثي أميركي عن الاكتشاف الخاص بالنوم في أثناء المرض، الذي كان بطله أيضاً هذه الحشرة.
ووجد الفريق البحثي من كلية بيرلمان للطب في جامعة بنسلفانيا، بعد دراسة أجريت على 12 ألفاً منها، أن بروتيناً يسمى «نيموري» (nemuri) يتم إفرازه من قبل الخلايا في الدماغ في أثناء التعرض لأي ميكروبات هو المسؤول عن زيادة الرغبة في النوم.
وقسمت الأعداد الكبيرة من ذبابة الفاكهة في الدراسة إلى مجموعتين: مصابة وغير مصابة، ولم يلاحظ الفريق البحثي وجوداً لبروتين نيموري في المجموعة غير المصابة، وكانت معدلات نومها طبيعية، بينما المجموعة الثانية زادت وتيره إفراز البروتين لديها في خلايا عصبية تقع بالقرب من هيكل تعزيز النوم في الدماغ، الأمر الذي أدى لزيادة معدلات النوم لديها.
ورجح الفريق البحثي أن البروتين يساعد في مكافحة العدوى في الأساس، لكن دوره المعزز للنوم يمكن أن يكون ذو أهمية بالنسبة للبقاء، وذلك بالنظر إلى أن زيادة النوم في أثناء المرض تعزز فرص البقاء على قيد الحياة بالنسبة لذبابة الفاكهة.
ويحتاج الفريق البحثي لتأكيد نتائجها، عبر «إجراء دراسة أخرى على نماذج الحيوانات من الثديات، مثل الفئران»، بحسب ما أوضحته أميتا سيجال، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في حديث لـ«الشرق الأوسط». وتقول سيجال، وهي أستاذة في علم الأعصاب ومدير برنامج «علم البيولوجيا الزمني» بجامعة بنسلفانيا: «سوف نجري أولاً دراسة على الفئران، وإذا كنا قادرين على رؤية تأثير البروتين المضاد للميكروبات على النوم فيها، فستكون علامة على أن هذا قد يكون ذا صلة بالبشر».
وخلال الدراسات التالية، ستسعى سيجال وفريقها البحثي لمعرفة كيف يقوم هذا البروتين بتحفيز النوم. وأضافت رداً على سؤال بشأن إمكانية أن يساعد ذلك في إنتاج أدوية لعلاج الأرق: «على المدى الطويل، يمكن أن يحدث ذلك... ونأمل أن تكون الاستنتاجات التي توصلنا لها في هذه الدراسة والدراسات التي ستجرى بعد ذلك مفيدة في هذا الإطار».


مقالات ذات صلة

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.