عون: الحكومة تجديد للثقة بالوطن... والحريري: فخور بالوزيرات وبلبنان

وزير الصحة ينفي استيراد أدوية إيرانية ويؤكد الالتزام بقانون الوزارة

الرئيس ميشال عون مع الهيئة الإدارية الجديدة لجمعية خريجي المقاصد (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مع الهيئة الإدارية الجديدة لجمعية خريجي المقاصد (دالاتي ونهرا)
TT

عون: الحكومة تجديد للثقة بالوطن... والحريري: فخور بالوزيرات وبلبنان

الرئيس ميشال عون مع الهيئة الإدارية الجديدة لجمعية خريجي المقاصد (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مع الهيئة الإدارية الجديدة لجمعية خريجي المقاصد (دالاتي ونهرا)

اعتبر رئيس الجمهورية ميشال عون أن «تشكيل الحكومة الجديدة هو تجديد للثقة بالوطن بعد الاختلال الذي حصل نتيجة التأخير في تأليفها»، مشيرا إلى أن هذا التأليف «أنعش الأسواق المالية ولا سيما أسواق سندات لبنان السيادية الدولارية ورفعها إلى أعلى مرتبة منذ شهر يوليو (تموز) 2018».
من جهته، كتب رئيس الحكومة سعد الحريري على حسابه على «تويتر» قائلا: «فخور بالمرأة اللبنانية، فخور بالوزيرات الأربع في الحكومة، فخور بأول وزيرة داخلية في العالم العربي، فخور بالمستقبل، فخور بلبنان».
وفي أول تعليق له على تشكيل الحكومة التي تعقد أولى جلساتها اليوم، توجّه البطريرك الماروني بشارة الراعي، في بيان له «بالتهنئة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون وإلى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، بتأليف الحكومة الجديدة». وأعرب الراعي «عن تمنياته بنجاح الحكومة الجديدة في أعمالها، فتتمكن من تعويض الخسائر التي مني بها لبنان طيلة الأشهر التسعة الماضية، ومن شدّ أواصر الوحدة والتعاون في داخلها من أجل إجراء الإصلاحات اللازمة والنهوض الاقتصادي والمالي».
وفي كلمة له خلال استقباله وفد الهيئة الإدارية الجديدة لجمعية متخرجي المقاصد الإسلامية، رأى عون أن «تأليف الحكومة هو تجديد الثقة بالوطن بعد اختلالها أخيرا وانعكاس هذا الاختلال خفضا لتصنيف لبنان في الأسواق الدولية»، لافتا إلى أن التأليف «انعكس انتعاشا في أسواق سندات لبنان السيادية الدولارية، إلى أعلى مرتبة منذ يونيو (حزيران) 2018. وسنواصل العمل على إعادة الثقة بلبنان بكل ما تتطلبه هذه العملية من جدية، لأن ما مررنا به خلال أزمة التشكيل قد يكون أعطانا درسا مهما بعدم جواز العبث بقضايا من هذا النوع».
وتناول عون الإنجازات التي تحققت حتى الآن، بدءا بالاستقرار الأمني بعد محاربة الإرهابيين وطردهم من الأراضي اللبنانية، مرورا بانخفاض عمليات السطو على المصارف وخطف المواطنين، وانعدام الانفجارات بعد تمكن الجيش والقوى الأمنية من تفكيك الخلايا الإرهابية النائمة، وصولا إلى تلك التي تحققت في تلزيم عمليات استكشاف النفط وإعادة تنظيم المؤسسات العسكرية والأمنية والقضائية بالإضافة إلى السلك الدبلوماسي، وصولا إلى إنجاز قانون الانتخابات التي جرت الانتخابات الأخيرة بموجبه.
وقال: «ما سنعمل عليه بدءا من اليوم سيكون استكمالا لما تحقق على صعد إحياء الوضعين الاقتصادي والمالي، ومعالجة أزمة النزوح وتداعياتها، بالإضافة إلى مكافحة الفساد الذي يشكل مرض العصر»، لافتا إلى أن «هذا الأمر بدأ بالفعل من خلال إحالة عدد من الحالات إلى القضاء، وسنبدأ به بالمؤسسات قبل الأشخاص»، مشددا على عزمه وسعيه الدائمين للمحافظة على الشباب اللبناني في أرضه.
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني «إن الرابح الأكبر اليوم من تشكيل الحكومة هو لبنان، بغض النظر عن توزيع الحقائب والهدف أن تكون الحكومة فاعلة، وأن تعطي نفسا للبنانيين وتعيد لهم الثقة». واعتبر «أن هذه الحكومة يجب أن تكون حكومة الإصلاحات والنهوض بالبلد، على امل أن تطبق الدروس التي تعلمناها من الحكومة السابقة».
من جهته، أكد وزير الصحة، جميل جبق، في حديث إذاعي أنه «لا ينتمي إلى أي تنظيم سياسي»، لافتا إلى أن «وزارة الصحة خدماتية بالدرجة الأولى تعمل من أجل صحة الشعب اللبناني». وقال: «في المبدأ اختيار حزب الله وزيرا غير حزبي هو لتجنب أي تداعيات أو مشاكل قد تنتج في حال وجود وزير حزبي على خلفية العقوبات الأميركية». وأكد «أن لا صحة للمعلومات عن استيراد أدوية إيرانية وملتزمون بقانون وزارة الصحة لجهة استيراد الأدوية ولن نستنبط قوانين جديدة من أماكن مختلفة».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.