مقتل قيادي انقلابي وأسر 3 عناصر في صعدة

الجيش حرر سلسلة جبال وقرى في كتاف... وتقدم في الجوف

TT

مقتل قيادي انقلابي وأسر 3 عناصر في صعدة

على وقع المعارك العنيفة بين قوات الجيش الوطني، المسنود من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، وميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، قتل قيادي انقلابي في صعدة وأسر 3 آخرون، بالتوازي مع مواصلة قوات الجيش الوطني تقدمها في مختلف جبهات القتال، أبرزها صعدة، وحجة، والبيضاء، والجوف وصرواح بمأرب، وتكبيد ميليشيات الانقلاب الخسائر البشرية والمادية الكبيرة.
وصعدت ميليشيات الانقلاب من انتهاكاتها وخرقها للهدنة الأممية في مدينة الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر، والقرى الجنوبية للمدينة والمأهولة بالسكان، من خلال القصف المستمر على القرى السكنية ومواقع القوات المشتركة من الجيش الوطني وشن حملة اعتقالات وملاحقات جديدة بحق المواطنين في عدد من مديريات المحافظة، بالتزامن مع موجة نزوح المواطنين التي تشهدها عدد من قرى مديرية الدريهمي، جنوب الحديدة، جراء سقوط القذائف الحوثية بشكل مستمر عليهم.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتواصل الاشتباكات العنيفة بين ميليشيات الحوثي الانقلابية وقبائل حجور في مديرية كُشر بمحافظة حجة، الحدودية مع السعودية، في ظل إسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية التي شنت عدداً من الغارات على مواقع تمركز الانقلابيين.
وقال مصدر: إن «ميليشيات الحوثي الانقلابية قصفت مواقع قوات الجيش الوطني من ألوية العمالقة في مدرية التحيتا، جنوباً، بقذائف الهاون والهاوزر، وأطلقت النيران بسلاح الرشاش ومن سلاح 14.5 والبيكا بشكل عشوائي، وسط تكرار محاولاتها التسلل إلى مواقع الجيش الوطني وإحراز أي تقدم يذكر من خلال استعادة مواقع تم دحرهم في وقت سابق».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: إن «عدداً من المواقع في مدينة الحديدة، شمال وشرق، شهدت قصفاً متبادلاً بين الجيش الوطني وميليشيات الانقلاب، في وقت متأخر من ليل الخميس حتى صباح الجمعة، وتركزت في مناطق شارع الخمسين وسوق الحلقة ومناطق شرق سبعة يوليو؛ وذلك عقب محاولة ميليشيات الحوثي الانقلابية التسلل إلى مواقع الجيش الوطني».
وقال المركز الإعلامي لألوية العمالقة جبهة الساحل الغربي: إن «ميليشيات الحوثي قصفت عدداً من الأحياء السكنية ومنازل المواطنين في مديرية حيس، جنوباً، وتسبب القصف العشوائي في تدمير منازل المواطنين ونشر حالة من الرعب والهلع لدى الأهالي والسكان في الأحياء المستهدفة».
ونوّه إلى أن «الميليشيات الانقلابية تتعمد استهداف الأحياء السكنية والمنازل التي يقطنها المواطنون والمناطق المكتظة بالسكان، متمادية في انتهاكاتها الإنسانية وخرقها المتواصل الهدنة الأممية باستهداف الأحياء السكنية وإلحاق الدمار بمنازل المواطنين ونشر الذعر والخوف في صفوف كبار السن والأطفال والنساء في الحديدة، وتهجير السكان من منازلهم بشكل قسري يزيد من معاناة المواطنين في مناطق الحديدة كافة».
وذكر أن «قذائف وألغام ميليشيات الحوثي، التي زرعتها الميليشيات بشكل عشوائي وبكمية كبيرة جداً، أجبرت سكان قرية الطائف ومناطق أخرى بالدريهمي، جنوباً، على النزوح، حيث أصبح يعاني سكان قرية الطائف كثيراً بسبب القصف اليومي لمنازلهم من قبل ميليشيات الحوثي».
وأكدت «العمالقة»، أن «انتشار الألغام بشكل كبير في مزارع المواطنين وفي الطرقات العامة والأحياء السكنية التي كانت تسيطر عليها الميليشيات سابقاً أصبح يهدد حياتهم، وأصبح المواطنون يستيقظون يومياً على خبر انفجار الألغام وسقوط الضحايا الأبرياء، في حين تواصل الفرق الهندسية لنزع الألغام التابعة لألوية العمالقة بعملية نزع الألغام من المناطق المحررة رغم انتشارها بشكل كبير وعشوائي».
وفي الجوف (شمالاً) تواصل قوات الجيش الوطني، تقدمها في مديرية خب الشعف وسط معارك ضارية تتكبد خلالها ميليشيا الحوثي الانقلابية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. ونقل الموقع الرسمي للجيش الوطني اليمني عن قائد اللواء الأول حرس حدود العميد هيكل حنتف، قوله: إن «قوات الجيش حررت خلال العملية العسكرية المستمرة، مواقع جديدة في وادي سِلْبَة وقرى آل عَشّال»، وإن «المعارك أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيا، بينهم قيادات ميدانية».
وأضاف: إن «قوات الجيش عثرت أثناء تقدمها على مخازن أسلحة تابعة لميليشيا الحوثي».
وتواصل الفرق الهندسية التابعة لقوات الجيش، عملية تطهير المناطق المحررة وتأمينها من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيا الانقلابية قبل فرارها.
وعلى صعيد المعارك الميدانية والانتصارات المتسارعة لقوات الجيش الوطني في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لميليشيات الحوثي الانقلابية، أحرزت قوات الجيش الوطني، مساء الخميس، تقدماً جديداً في مديرية كتاف (شمالاً) من خلال مناطق استراتيجية جديدة كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين. وأكد مصدر عسكري، أن «قوات اللواء 82 مشاة جبلي سيطرت بالكامل على سلسلة جبال القهر الاستراتيجية وقرية الرفقه، وقرية الحَلفاء، وقرية العقيمي، وقرية المركب التي شهدت عمليات نزوح كبيرة نتيجة قصف الميليشيات»، بحسب ما نقلت عنه «سبأ».
وأوضح المصدر ذاته، أن «تحرير هذه المناطق جاء بعد معارك عنيفة ضد الميليشيات الانقلابية، أسفرت عن مصرع القيادي الحوثي الميداني، أبو جابر المهذري وعدد من مسلحي الميليشيات، وأسر ثلاثة آخرين، واغتنام أسلحة خفيفة ومتوسطة».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».