مذكرة تفاهم بين السعودية والإمارات لتعزيز الشراكة في أمن الإمدادات

تتضمن إطلاق مبادرات ومشروعات مشتركة بما يحقق الأهداف الاستراتيجية

مذكرة تفاهم بين السعودية والإمارات لتعزيز الشراكة في أمن الإمدادات
TT

مذكرة تفاهم بين السعودية والإمارات لتعزيز الشراكة في أمن الإمدادات

مذكرة تفاهم بين السعودية والإمارات لتعزيز الشراكة في أمن الإمدادات

وافق مجلس الوزراء السعودي على مذكرة تفاهم بين الحكومة السعودية وحكومة الإمارات، تهدف لتأسيس وتعزيز علاقة الشراكة بين الطرفين في مجال أمن الإمدادات، وتوسيع أوجه التعاون والعمل المشترك بينهما، لتحقيق أربعة أهداف رئيسية.
وتتضمن الأهداف، وفقاً للمعلومات الصادرة أمس، بناء علاقات الشراكة والتكامل بين الطرفين، بما يحقق الأهداف الاستراتيجية لكليهما في مجال أمن الإمدادات، وإطلاق المبادرات والمشروعات المشتركة في المجالات ذات العلاقة، وتبادل المعرفة والخبرات والمعلومات والدراسات ذات العلاقة بمجال أمن الإمدادات، إضافة إلى تطوير وتنمية قدرات الموارد البشرية في مجال أمن الإمدادات، بما يكفل تطوير أدائها وتنمية مهاراتها الوظيفية.
وتأتي هذه المذكرة وفقاً للتعاون القائم بين الحكومة السعودية والحكومة الإماراتية، وبناء على الروابط التاريخية والاجتماعية والثقافية التي تجمع بلديهما، وانطلاقاً من حرصهما على توطيد العلاقات الأخوية بينهما، وتكثيف التعاون الثنائي، وتمتين العلاقات القائمة في مختلف المجالات بما يحقق تطلعات القيادتين والشعبين، وتحقيق الأهداف المشتركة بين البلدين. وبناءً على توصيات مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، فقد اتفقتا وفقاً للأنظمة والقوانين المعمول بها في البلدين، وبما لا يتعارض معها على أهداف المذكرة.
وتتولى اللجنة التنفيذية التابعة لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي، متابعة سير العمل في المشروعات والمبادرات التي يتم إطلاقها، وتذليل كافة الصعوبات التي تعترض تنفيذ الأهداف المرجوة من هذه المذكرة؛ حيث يشكل الطرفان فريق عمل مشترك، يتولى تقديم المقترحات اللازمة لتنفيذ بنود هذه المذكرة وأحكامها، وزيادة أوجه التعاون وتعميقه، وفقاً لما يتم الاتفاق عليه بين الطرفين لاحقاً.
وتدخل المذكرة حيز النفاذ من تاريخ آخر إشعار متبادل بين الطرفين عبر القنوات الدبلوماسية، يؤكد استكمال الإجراءات اللازمة للموافقة عليها، في الوقت الذي لم يتم فيه تحديد مدة للمذكرة. وإذا انتهى العمل بالمذكرة، فتستمر أحكامها نافذة المفعول بالنسبة إلى المشروعات والبرامج التي نشأت في ظلها، والتي لم يتم الانتهاء من تنفيذها.
وبحسب مواد المذكرة، فإنه يمكن تعديل هذه المذكرة باتفاق الطرفين من خلال مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، ويدخل التعديل حيز النفاذ بعد مضي ثلاثين يوماً من تاريخ آخر إشعار متبادل عبر القنوات الدبلوماسية، يؤكد إنهاء الإجراءات النظامية اللازمة.
وتأتي هذه المذكرة ضمن 7 مبادرات استراتيجية، ينتظر أن تشكل أوجه التعاون بين أكبر اقتصادين عربيين، في الوقت الذي تتضمن المبادرات الأخرى العملة الافتراضية المشتركة التي تم الإعلان عنها قبل أيام، والتي تجسد التكامل الثنائي في مجالات الخدمات والأسواق المالية، إضافة إلى مبادرات في قطاع الطيران، وريادة الأعمال، والجمارك، وأمن الإمدادات وغيرها.
وكانت اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي، قد عقدت اجتماعاً في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، للإعلان عن المبادرات المنجزة والجاهزة للإطلاق في إطار «استراتيجية العزم»، وذلك لتنفيذ الرؤية المشتركة للتكامل بين البلدين اقتصادياً وتنموياً وعسكرياً، وتكثيف التعاون الثنائي في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.



بعد تخفيف قيود الديون... عوائد السندات الألمانية لأجل 30 عاماً تقفز لأعلى مستوى منذ التسعينات

أوراق نقدية من فئة 50 يورو (رويترز)
أوراق نقدية من فئة 50 يورو (رويترز)
TT

بعد تخفيف قيود الديون... عوائد السندات الألمانية لأجل 30 عاماً تقفز لأعلى مستوى منذ التسعينات

أوراق نقدية من فئة 50 يورو (رويترز)
أوراق نقدية من فئة 50 يورو (رويترز)

عانت السندات الألمانية طويلة الأجل أسوأ موجة بيع لها منذ سنوات، بينما قفز اليورو إلى أعلى مستوياته في أربعة أشهر تقريباً، بعد أن وافق الزعماء الألمان من المحافظين والديمقراطيين الاجتماعيين على السعي لتخفيف قيود الديون الألمانية.

وحثَّ خبراء الاقتصاد والمستثمرون ألمانيا على إصلاح حدود الاقتراض الحكومية المنصوص عليها في الدستور - والمعروفة باسم «كبح الديون (Debt Brake)» - من أجل تحرير الاستثمار ودعم الاقتصاد الذي انكمش خلال العامين الماضيين.

وشهدت الأسهم الأوروبية انتعاشاً، يوم الأربعاء، بعد أسوأ يومٍ لها في أكثر من ستة أشهر، حيث جرى الإعلان عن خطة تهدف إلى زيادة الإنفاق الدفاعي، وإنشاء صندوق للبنية التحتية بقيمة 500 مليار يورو (534 مليار دولار)، وإصلاح قواعد الاقتراض في تحول إنفاقي هائل لتجديد الجيش، وإحياء النمو في أكبر اقتصاد بأوروبا، وفق «رويترز».

وقال ماكسيميليان أولير، الاستراتيجي في «دويتشه بنك»: «ينبغي ألا نقلل من قدرة ألمانيا على التغيير»، مشيراً إلى أن فرضية هذا العام كانت تركيز عدد من الأشخاص على أوروبا. وأضاف: «أعلنت ألمانيا، اليوم، خطة (مهما كان الأمر)، فهل شعار (جعل أوروبا عظيمة مرة أخرى) (MEGA) هو الشعار الجديد؟».

وارتفع العائد على السندات الألمانية لأجَل 10 سنوات، وهو المعيار القياسي لمنطقة اليورو، بمقدار 19 نقطة أساس إلى 2.67 في المائة، مسجلاً أكبر ارتفاع يومي له منذ مارس (آذار) 2020، في ذروة أزمة الوباء، كما صعد العائد على السندات الألمانية لأجَل 30 عاماً بمقدار 16 نقطة أساس، بعد ارتفاعه بنحو 25 نقطة أساس إلى 3.07 في المائة، في أكبر قفزة يومية له منذ أكتوبر (تشرين الأول) 1998.

وأضاف أولير: «من المرجح أن يؤثر الإنفاق المرتفع على الطرف الأطول من منحنى العائد، ومن ثم نغلق دعوتنا طويلة الأجل للسندات الألمانية».

على جانب آخر، خفَّضت أسواق المال رهاناتها على خفض أسعار الفائدة من قِبل البنك المركزي الأوروبي، حيث جرى تحديد سعر الإيداع عند 2 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) 2024، مقارنة بـ1.92 في المائة في أواخر يوم الثلاثاء. كما ارتفع العائد على السندات الألمانية لأجَل عامين، الأكثر حساسية لأسعار الفائدة، بمقدار 13.5 نقطة أساس إلى 2.15 في المائة.

من جانبه، قال كريستوف ريغر، استراتيجي أسعار الفائدة في «كوميرتس بنك»: «إن هذا الاقتراح لتخفيف قيود الديون قد يعني، في النهاية، مزيداً من الديون الجديدة، مقارنة بالتقارير الإعلامية السابقة حول حزمة الدفاع والاستثمار بقيمة 900 مليار يورو»، موضحاً أن «المكون العسكري قد يكون غير محدود من حيث المبدأ». وأضاف: «علاوة على ذلك، قد تمنح التدابير المستقبلية الحكومات مساحة مالية أكبر تتجاوز الجيش والاستثمار في الموازنات المقبلة».

كما انخفض الفارق بين مؤشر مقايضة ليلة واحدة خالٍ من المخاطر لمدة 10 سنوات وعائدات السندات الألمانية، إلى -23 نقطة أساس، وهو أدنى مستوى له منذ أغسطس (آب) 2010.

وقفز اليورو بنسبة 0.5 في المائة إلى 1.068 دولار، مسجلاً أعلى مستوى له منذ 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، ومرتفعاً بنحو 3 في المائة منذ يوم الاثنين، في حين كان ارتفاعه مقابل الين أكثر اعتدالاً بنسبة 0.13 في المائة إلى 159.40.

وقال كريس تيرنر، استراتيجي النقد الأجنبي في «آي إن جي»: «ارتفع اليورو/الدولار بشكل حاسم في ظل احتمالات زيادة الإنفاق المالي في أوروبا. والسرعة التي يتحرك بها الأوروبيون، وخاصة في ألمانيا، مثيرة للإعجاب». وأضاف: «نتوقع أن يتركز الاهتمام، الآن، على مدى سرعة وسهولة تطبيق التغييرات المالية المتفَق عليها في ألمانيا عبر البرلمان، في الأسابيع المقبلة».