بارزاني: نحارب {دولة} إرهابية مسلحة بأحسن الأسلحة.. ونطلب من أصدقائنا الدعم العسكري

فابيوس يعلن في أربيل أن دور فرنسا حاليا يتمثل بتقديم الدعم الإنساني فقط

رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في أربيل أمس («الشرق الأوسط»)
رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في أربيل أمس («الشرق الأوسط»)
TT

بارزاني: نحارب {دولة} إرهابية مسلحة بأحسن الأسلحة.. ونطلب من أصدقائنا الدعم العسكري

رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في أربيل أمس («الشرق الأوسط»)
رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في أربيل أمس («الشرق الأوسط»)

أعلن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، خلال لقائه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، في أربيل أمس، أن بلاده ستدشن الأسبوع المقبل جسرا جويا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى النازحين كافة في إقليم كردستان، فيما عد بارزاني زيارة وزير الخارجية الفرنسي رسالة قوية تؤكد تأييد فرنسا للشعب الكردي والشعب العراقي عموما.
وقال بارزاني، في مؤتمر صحافي مشترك مع فابيوس: «نحن مطمئنون أننا، وبالاعتماد على أنفسنا وتعاون أصدقائنا، سنهزم قوى الشر والإرهاب كافة، والنصر حليفنا». وشدد على أن «الإقليم سيستمر في نهجه في التعايش المشترك والتسامح الديني والمذهبي، ومستعدون لتقديم التضحيات من أجل تثبيت هذه المبادئ، ونحن مواطني الإقليم من القوميات والأديان والطوائف كافة أما أن نعيش معا في هذا الوطن بحرية وإما نموت معا»، مؤكدا «لن نسمح للإرهابيين بتخريب العلاقة العريقة والصداقة بين العرب والكرد».
وبين بارزاني أن «إقليم كردستان لا يحارب منظمة إرهابية، بل يحارب دولة إرهابية مسلحة بأحسن أنواع الأسلحة، الأسلحة التي يملكها (داعش) أكثر تطورا وعددا من أسلحة البيشمركة، ومع كل هذا تصدت قوات البيشمركة بشكل بطولي لهؤلاء وأوقفت تقدمهم، ولن نطلب من أصدقائنا إرسال أبنائهم إلى هنا للقتال نيابة عنا، فهذه حربنا ونحن الذين سيخوضونها، لكن نحن نطلب من أصدقائنا أن يساعدونا وأن يعطونا السلاح الذي نريده لهزيمة هؤلاء، إضافة إلى توفير الإسناد الجوي لنا في المعركة عند الحاجة لذلك».
بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي: «أنا أنقل رسالة تضامن من فرنسا وشعبها إلى شعب العراق ومواطني إقليم كردستان، وهذا التضامن الملموس يتمثل اليوم بتقديم 18 طنا من الأغذية والخيام والأدوية لشعب المنطقة، وهذا التضامن سيستمر خلال الأسابيع المقبلة (..)، وسأقترح على شركائنا الأوروبيين تدشين جسر جوي لنقل المساعدات الإنسانية إلى إقليم كردستان».
وقال وزير الخارجية الفرنسي إنه يجب توفير ما يحتاجه الإقليم من عناصر لخوض هذه الحرب، وأضاف: بعد أن التقى ممثلي الطائفتين المسيحية والإيزيدية بالإقليم: «أعود إلى بلادي لأحشد كل القوى الأوروبية من أجل النضال في سبيل هذه القضية لأنها قضية عادلة». وحول تقديم الدعم العسكري الفرنسي لكردستان والعراق، قال فابيوس: «ناقشنا هذا مع رئيس الإقليم، الذي قال لنا إن هذه المعركة معركة العراقيين، والعراقيون وحدهم عليهم أن يحلوها، لذا فرنسا الآن تقدم دعما إنسانيا فقط، وفرنسا عادة تتدخل عسكريا إذا كان هناك تفويض دولي واضح من مجلس الأمن يجيز ذلك، أو إذا كان هناك خطر على مواطنين فرنسيين في المنطقة».
وكرر فابيوس ما قاله ببغداد في وقت سابق أمس بشأن ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة شراكة وطنية في العراق من أجل «خوض المعركة ضد الإرهاب». وقال فابيوس، بعد لقاء قصير مع وزير الخارجية العراقي بالوكالة حسين الشهرستاني: «يجب أن يشعر جميع العراقيين بأنهم ممثلون وأن يتمكنوا معا من خوض المعركة ضد الإرهاب».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.