بلجيكا: المتهم الرئيسي في ملف الهجوم على المتحف اليهودي ينهي فترة الصمت

انتهت فترة الصمت التي التزم بها لفترة زادت عن أربع سنوات، مهدي نموش، المتهم الرئيسي في ملف الهجوم على المتحف اليهودي في بروكسل، الذي وقع في مايو (أيار) 2014، وأسفر عن مقتل أربعة أشخاص.
وتحدث نموش الخميس أمام المحكمة الجنائية في بروكسل، لينفي تورطه في هذا الهجوم، وقال إنه يأمل في محاكمة عادلة بعد كل هذه السنوات التي أمضاها في الحبس، واصفاً إياه بالمقبرة. كما نفى نموش أي علاقة بينه وبين هجمات باريس التي وقعت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، وأيضاً هجمات بروكسل التي وقعت في مارس (آذار) 2016، وأدان تلك الهجمات.
وجاء حديث نموش في إطار إجابته عن سؤال لرئيس المحكمة، بعد أن تعرض مكتب أحد أعضاء الدفاع عن المطالبين بالحق المدني في القضية، للسطو وسرقة حاسوب، يتضمن بعض الأمور ذات صلة بملف محاكمة نموش، إلى جانب تلقي المحامي رسالة تهديد. وتولت الشرطة التحقيق للتوصل إلى منفذ عملية السطو على مكتب المحامي.
وقال نموش: «ليست لدي فكرة أو علاقة عن سرقة مكتب المحامي، وأنا أدين أي محاولة لتهديد المحامين أو المحلفين أو القضاة». وأكد نموش أيضاً أنه لا يوجد أي اتصال بينه وبين أي شخص خارج السجن، مضيفاً: «إذا كان هناك من يعتقد أن لي صلة بهذا الحادث فهم مخطئون». وعاد وكرر مطالبته بضرورة إعطاء الفرصة للقضاة والمحلفين للعمل بشكل طبيعي، وممارسة حياتهم الطبيعية مع عائلاتهم.
وكان نموش قد التزم الصمت أثناء فترة التحقيقات، واكتفى في بداية جلسات الاستماع بالقول أمام القاضي، إنه لم يرتكب الهجوم على المتحف، وإنه بريء، ووعد بأن يتحدث في وقت لاحق.
ومنذ بداية الجلسات في العاشر من يناير (كانون الثاني)، عرفت الجلسات مشكلات مختلفة أدت إلى تعليق مؤقت لعدة ساعات، أو تأجيلها لليوم التالي.
واستأنفت الجلسات مطلع الأسبوع الجاري، كما تحدث الدفاع عن المتهم الرئيسي مهدي نموش في الجلسة نفسها نهاية الأسبوع الماضي، وأشار إلى أن رفض نموش الحديث يعود إلى شعوره بالتوتر؛ لأن الجلوس في مقعد المتهم ليس بالأمر الهين. ونوه الدفاع إلى أن نموش ينتظر حتى تنتهي المحكمة من الاستماع إلى الشهود ورجال التحقيق والخبراء، وبعدها سوف يجيب عن أسئلة المحكمة.
وفي جلسة سابقة، قال المحامي هنري لاكوي، المكلف بالدفاع عن المتهم الرئيسي، إن موكله ليس هو من قام بإطلاق النار داخل المتحف. وأضاف أن منفذ الهجوم هو شخص آخر لم يتم تحديد هويته حتى الآن.
وإذ أيدت محكمة الجنايات فرضية الادعاء، فإن عملية الاغتيال هذه تعد أول هجوم يرتكب في أوروبا من قبل مقاتل جهادي عائد من سوريا، قبل 18 شهراً من الاعتداء الدموي الذي وقع في 13 نوفمبر 2015، والذي أوقع 130 قتيلاً في باريس.
ويواجه المتهمان مهدي نموش (33 عاماً) وناصر بندرار (30 عاماً) عقوبة السجن المؤبد، بحسب تقارير إعلامية. وهز الاعتداء المجتمع الدولي قبل أربعة أعوام ونصف. وعقب انتهاء جلسات الاستماع لمذكرة الاتهام من جانب الادعاء العام بعد انطلاق الجلسات في العاشر من الشهر الجاري، جرت جلسات الاستماع للمتهمين والدفاع، ثم بدأت بعدها المحكمة في جلسات الاستماع للمطالبين بالحق المدني، ومن بينهم عائلات الضحايا، وأيضاً لشهادات الخبراء. وتستمر الجلسات حتى 13 فبراير (شباط) الجاري، لتبدأ فترة المداولات حتى مطلع مارس المقبل.