السلطة تطلب من «اليونيسكو» التدخل فوراً لوقف «القطار الهوائي» في القدس

TT

السلطة تطلب من «اليونيسكو» التدخل فوراً لوقف «القطار الهوائي» في القدس

طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» بالتدخل السريع والعاجل لوقف تنفيذ المشروع الاستيطاني التهويدي «القطار الهوائي» بمدينة القدس المحتلة، وطرحه على جدول أعمال المجلس التنفيذي لها وإدانته واتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقفه فوراً.
وقالت الخارجية في بيان، إن «أي تردد من قبل (اليونيسكو) في اتخاذ تلك الإجراءات سيشكك بجديتها في تحمل مسؤولياتها، وفي الدور الذي ترغب في لعبه ضمن رئاستها الحالية».
وعدت الخارجية المشروع «خرقا فاضحا للقانون الدولي، وانتهاكا صارخا للشرعية الدولية وقراراتها، وتحدياً لقرارات منظمة اليونيسكو الأممية ولتوصيات المجلس الدولي للمعالم والمواقع الأثرية».
واتهمت الخارجية دولة الاحتلال بمؤسساتها وأذرعها المختلفة، بمواصلة، وبشتى الوسائل والأساليب «تعميق عمليات تهويد القدس الشرقية المحتلة ومحيطها».
وأضافت: «تتعدد أشكال الاستيطان التهويدي لتشمل - ليس فقط ما هو فوق الأرض وتحت الأرض من أنفاق ومشروعات استيطانية الهدف منها تغيير الواقع القانوني والتاريخي القائم في القدس ومقدساتها ومعالمها المختلفة - وإنما تعكير سماء المدينة بمشروعات تهويدية أبرزها (القطار الهوائي)، الذي تم المصادقة عليه من جانب الحكومة الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، وكذلك (القطار الخفيف) الذي يخترق أحياء القدس الشرقية، ويتم حاليا إضافة المزيد من المحطات له على حساب أراضي المواطنين الفلسطينيين».
وجاء الموقف الفلسطيني بعدما دفعت اللجنة القطرية للبنى التحتية في إسرائيل قدما خطة بناء «القطار الهوائي»، إلى حائط البراق المقدس لدى اليهود باعتباره حائط المبكى.
وقال وزير السياحة الإسرائيلي، ياريف ليفين: «لقد قمنا بخطوة كبيرة أخرى على طريق الموافقة على مشروع التلفريك في القدس، نحن نقود المشروع الذي سيغير وجه القدس، ويتيح الوصول السهل والمريح للسياح والزوار إلى حائط المبكى».
وقد صادقت اللجنة القطرية للبنى التحتية على طرح الخطة لاعتراضات الجمهور. وإذا تمت الموافقة عليها من قبل اللجنة بعد الاعتراضات العامة، فسيتم تقديمها إلى الحكومة للمصادقة عليها، تمهيدا لبدء العمل.
وقال مسؤولون في وزارة السياحة إنهم يقدرون بأن الانتهاء من بناء التلفريك سيتم في غضون عامين.
وسيكون هذا التلفريك جزءا من نظام النقل العام في القدس. وسيربط التلفريك أحياء القدس بالبلدة القديمة.
وسيمر المسار المخطط للتلفريك وهو 1400 متر، في عدة محطات بدءا من «المستعمرة الألمانية»، وصولا إلى «باب المغاربة» في المدينة القديمة قرب المسجد الأقصى.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.