نيران الحوثي تستهدف مدرسة جنوب الحديدة وامرأة في منزلها بتعز

TT

نيران الحوثي تستهدف مدرسة جنوب الحديدة وامرأة في منزلها بتعز

فجّرت ميليشيات الحوثي الانقلابية، مدرسة في مديرية التحيتا الواقعة جنوب مدينة الحديدة، حيث تواصل فيها ميليشيات الانقلاب خرقها الهدنة الأممية في الحديدة.
وتحدث المركز الإعلامي لـ«ألوية العمالقة» التابعة لقوات الشرعية عن «قيام ميليشيات الحوثي بتفجير مدرسة النور في منطقة المجعر التابعة لمديرية التحيتا غرب مديرية زبيد الأثرية الواقعة تحت سيطرة الميليشيات عبر زرع عبوات ناسفة في المدرسة». وأضاف المركز: إن الميليشيات «تزرع العبوات الناسفة بكثافة في منازل المواطنين والمدارس والمناطق الحيوية، وتتخذها ثكنات عسكرية لفرض تواجدها وسيطرتها بتلك المناطق». وأكد، أن الميليشيات «هجّرت عدداً كبيراً من الأسر من مناطق غرب زبيد بعد إقدامها على طردهم من منازلهم وتحويلها إلى ثكنات عسكرية لمقاتليها؛ الأمر الذي يعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والقوانين والأعراف الدولية». وصباح أمس، أصيب شاب في العشرينات من عمره بجروح بليغة نتيجة إصابته بشظايا قذيفة هاون أطلقتها ميليشيات الحوثي حي سكني في مدينة حيس، جنوباً، حسبما أفادت مصادر محلية. وأصيب هذا الشاب غداة مقتل امرأة برصاص قناص حوثي متمركز في جبل البرقة في مديرية مقبنة، التابعة لتعز، حيث أطلق القناصة الرصاص على المرأة التي كانت تقف أمام منزلها.
وعلى صعيد التطورات في جبهات القتال، واصلت القوات الحكومة تكبيد الميليشيات الانقلابية الخسائر البشرية والمادية عبر القصف المركّز ضد مواقع تمركز الميليشيات. وقتل، مساء أول من أمس، خمسة مقاتلين من الميليشيات وأصيب آخرون، في شمال مديرية باقم بمحافظة صعدة، المعقل الرئيسي للميليشيات، عقب تصدي قوات الجيش الوطني لمحاولة تسلل الانقلابيين إلى مواقعهم.
وتزامن ذلك مع تدمير مقاتلات تحالف دعم الشرعية عربة مدرعة تابعة للانقلابيين بالقرب من تبة الروافض القريبة من جبل شيحاص بالمديرية ذاتها، ومقتل عدد من الانقلابيين بغارة جوية مماثلة للتحالف في مديرية المتون، غرب الجوف (شمال) التي استهدفت تعزيزات كانت في طريقها لميليشيات الحوثي؛ مما أسفر عن تدمير عدد من الآليات العسكرية وسقوط قتلى وجرحى بصفوف الانقلابيين كانوا على متنها، طبقاً لما أفاد به مواقع الجيش الوطني. وذكر المصدر نفسه، أن «مقاتلات التحالف استهدفت تجمعاً للميليشيات في منطقة الغدير بجبل حام، مخلفة قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين، بالإضافة إلى تدمير مدفع مضاد للطيران عيار 23 مم».
وفي حجة، المحاذية للسعودية، قال مصدر: إن «مقاتلات تحالف دعم الشرعية شنّت، فجر أمس، غارات على أهداف عسكرية تابعة للانقلابيين في منطقة المندلة في حجور بمديرية كشر بمحافظة حجة، بالتزامن مع تمكن قبائل حجور من التصدي لهجوم شنته الميليشيات في العبيسة، وسقط إثرها قتلى وجرحى من الانقلابيين». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «الميليشيات كثفت قصفها على المنطقة وسط صمود القبائل التي رفضت الرضوخ للانقلابيين». وأوضح، أن «الانقلابيين استحدثوا نقطة عسكرية وسط منطقة النيد في الموخر بجوار مدرسة بمديرية افلح الشام بغرض حصار أبناء حجور، علاوة على اتخاذ الانقلابيين طلاب المدرسة دروعاً بشرية».
وأكد موقع الجيش الوطني «مقتل 14 من عناصر الميليشيات، بينهم قيادي، جراء غارات جوية نفذتها مقاتلات التحالف في محافظة حجة، حيث استهدفت المقاتلات بثماني غارات تعزيزات وتجمعات الميليشيات في محيط قبائل حجور بمديرية كشر».
في المقابل، وجّه رئيس هيئة الأركان العامة، الفريق الركن عبد الله النخعي، مدير دائرة الخدمات الطبية ورئيس اللجنة الطبية العسكرية، بمعالجة أوضاع الجرحى والنظر في موضوع الحالات الحرجة التي تحتاج إلى العلاج خارج اليمن. وجاء ذلك خلال مناقشته، في عدن، مع دائرة الخدمات الطبية واللجنة الطبية العسكرية، سير عمل الدائرة ومرافقها المختلفة، والصعوبات التي تواجه اللجنة الطبية، وأوضاع جرحى الجيش الوطني في المنطقة الرابعة، وجبهة الساحل الغربي. ووفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، شدد النخعي على «أهمية تحمل دائرة الخدمات الطبية واللجنة الطبية مسؤوليتها القانونية والأخلاقية والإنسانية في الاهتمام بأوضاع الجرحى، ومعالجتهم داخل اليمن وخارجها»، وأشاد في الوقت ذاته بانتصارات الجيش الوطني في مختلف الجبهات.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».