الكشف عن العلاقة بين قلة النوم والإحساس بالألم

الكشف عن العلاقة بين قلة النوم والإحساس بالألم
TT

الكشف عن العلاقة بين قلة النوم والإحساس بالألم

الكشف عن العلاقة بين قلة النوم والإحساس بالألم

عندما نواجه صعوبة في النوم، نشعر بالألم، لكن كيف يحدث ذلك بجسم الإنسان؟. أجاب عن هذا السؤال باحثون من جامعة كاليفورنيا الأميركية عبر تحديد مَواطن الخلل العصبي في الدماغ المحروم من النوم، بما يكثف ويطيل من الشعور بالألم.
وخلال دراسة نشرت أول من أمس، في مجلة علم الأعصاب «Journal of Neuroscience»، رصد الفريق البحثي تغييرات في مناطق الإحساس بالألم في الدماغ بعد الحرمان من النوم، حيث حدث تضخيم في نشاط بعض المناطق، في حين كانت مناطق أخرى أقل نشاطاً. ولإثبات ذلك، أجرى الفريق البحثي تجربة لاختبار نشاط الدماغ مع الألم بعد ليلة من النوم وبعد ليلة من الحرمان من النوم. وكما جاء في تفاصيل الدراسة، فقد تم تطبيق مستويات غير مريحة من الحرارة على ساقي أكثر من عشرين من البالغين الأصحاء، وعبّر المشاركون عن عدم الشعور بالراحة عند درجة 111 فهرنهايت (نحو 44 درجة مئوية)، وبعد ذلك قام الفريق البحثي باختبار حساسية الألم لدى البعض منهم بعد ليلة كاملة من النوم، ولدى البعض الآخر بعد ليلة بلا نوم.
وكانت النتيجة التي رصدتها الدراسة، أن الغالبية العظمى من الأشخاص المحرومين من النوم أفادوا بأنهم يشعرون بالألم في وقت مبكر، عند نحو 107 درجات فهرنهايت، وهذا يعني أن حساسيتهم للألم زادت بعد نوم غير كافٍ، وذلك على عكس المجموعة التي حصلت على نوم كافٍ، وأظهرت قدرة على تحمل الألم.
ويقول آدم كراوس، باحث مشارك بالدراسة، لـ«الشرق الأوسط»: «حددنا منطقة من القشرة الحسية الجسدية، التي تعمل عادة لتسجيل شدة إشارات الألم الواردة، ووجدنا أن قلة النوم تسبب استجابة عنيفة بها، وعلى النقيض من ذلك حدث إبطاء في مناطق أخرى مثل الفص الجزيري (insula) والنواة المتكئة (nucleus accumbens)، وهي المناطق التي تستقبل إشارات الألم، وتقوم باستخدام المسكنات الطبيعية للجسم للرد عليها».
ويضيف: «هذا يعني أن فقدان النوم يسبب الألم من خلال تعطيل قدرة الدماغ على التسجيل بدقة والاستجابة الصحيحة لإشارات الألم عند حدوثها؛ فالإصابة التي يتعرض لها شخصان قد تكون واحدة، لكن شعور كل منهما بالألم يتوقف على تقييم الدماغ بسبب حالة الشخص مع النوم هل جيدة أم لا».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.