وزير مغربي: الاتفاق الفلاحي مع الاتحاد الأوروبي وضع حداً لأعداء التنمية في بلادنا

TT

وزير مغربي: الاتفاق الفلاحي مع الاتحاد الأوروبي وضع حداً لأعداء التنمية في بلادنا

قال عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي، إن النجاح المنتظر للاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وعائدات الاستثمارات المهمة في مجال الفلاحة والصيد البحري، هو ما جعل «أعداء المغرب» يحاولون عرقلة مسار الاتفاق ويعملون على استصدار قرار في هذا الخصوص من المحكمة الأوروبية.
وأوضح أخنوش الذي كان يتحدث أمس في مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، رداً على سؤال من 6 كتل نيابية من المعارضة والغالبية حول نتائج الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، أن الحكم الذي صدر عن المحكمة الأوروبية سابقاً أوصى بمراجعة الاتفاق لعدم وضوح شموله للمنتجات الناشئة من «مناطقنا الجنوبية... فقد نفى عن الكيان الوهمي أي صفة تمثيلية لسكان الصحراء.
وشدد على أنه «بعد ثلاث سنوات تمكنا من إدماج منتجات الأقاليم الجنوبية ضمن الاتفاق ووضع حد لأعداء التنمية الشاملة لبلادنا، وبالتالي سيسمح الاتفاق بالاستمرار في تنفيذ الاستثمارات بالمناطق الجنوبية المغربية».
واعتبر أخنوش أن مصادقة البرلمان الأوروبي على الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي هو تكريس إيجابي لانتظارات المغرب من أول شريك اقتصادي وسياسي واجتماعي له، كما جاء ليتوج مسلسلاً طويلاً من المفاوضات التقنية والمشاورات السياسية سواء مع الشركاء أو سكان المناطق الجنوبية «من خلال ممثليها الشرعيين الذي جرى انتخابهم بطريقة ديمقراطية».
ولفت الوزير المغربي أيضاً إلى أن المصادقة على الاتفاق «تعد استمراراً طبيعياً ومنطقياً للشراكة مع الاتحاد الأوروبي المبنية على احترام مصالح الطرفين»، مضيفاً أن ذلك «وضع حداً للتشويش الذي مس نوعاً ما سير تقدم الاتفاقية بعد الحكم الصادر عن محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي، كما سمح بتسليط الضوء على الجانب الاستراتيجي لهذه الاتفاقية بالنسبة للسكان وأثرها الإيجابي على الطرفين». وزاد أخنوش أن التصويت بأغلبية مريحة على الاتفاق هو «تأكيد على تمسك الجانب الأوروبي باتفاق استراتيجي قوي ومتوازن مع المغرب الذي تعترف له كل دول الاتحاد الأوروبي بالجدية والمصداقية»، وهو أيضاً «تتويج لمسار طويل من المفاوضات الطويلة والمعقدة لكنه مسار مثمر مكّن في النهاية من الوصول إلى صيغة نهائية تستجيب للاجتهادات القضائية للمحاكمة الأوروبية وتلتزم بأسس ومبادئ السيادة الوطنية لبلادنا، وذلك لقطع الطريق على مناورات أعداء وحدتنا الترابية».
يشار إلى أن البرلمان الأوروبي صادق يوم 16 يناير (كانون الثاني) الحالي في جلسة علنية بستراسبورغ، وبغالبية ساحقة، لصالح الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وذلك بمجموع 444 صوتاً مقابل 167 صوتاً، وذلك بعد «مسلسل طويل من المفاوضات التقنية، والمشاورات السياسية والمصادقات القانونية، التي قام بها المغرب والاتحاد الأوروبي» بعد إلغاء الاتفاق من قبل محكمة العدل الأوروبية عام 2015 جراء طعن جبهة «بوليساريو» في قانونية تطبيقه على المحافظات الصحراوية أمام محكمة العدل.
وينص الاتفاق على أن المنتجات الزراعية، ومنتجات الصيد البحري للمحافظات الصحراوية، تستفيد من الامتيازات الجمركية نفسها، كغيرها من المنتجات المغربية المشمولة باتفاقية الشركة مع الاتحاد الأوروبي.
ومباشرة بعد المصادقة على الاتفاق زارت فيديريكا موغيريني الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي المكلفة الشؤون الخارجية وسياسة الأمن، الرباط، وصرحت بأن المصادقة على الاتفاق الفلاحي بين الاتحاد الأوروبي والمغرب ستمكّن من بدء مرحلة جديدة في العلاقات القائمة بين الجانبين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».