منذ فوزه بلقب البطولة للمرة الثالثة على التوالي عام 1976، لم يستطع المنتخب الإيراني لكرة القدم بلوغ المباراة النهائية لكأس آسيا رغم وصوله إلى المربع الذهبي في خمس من آخر عشر نسخ للبطولة.
والآن، قد تكون الفرصة سانحة أمام المنتخب الإيراني لبلوغ النهائي والمنافسة بقوة على اللقب في النسخة الحالية التي تستضيفها الإمارات حتى أول فبراير (شباط) المقبل، حيث يلتقي الفريق نظيره الياباني اليوم الاثنين على استاد «هزاع بن زايد» في العين وذلك في أولى مباراتي المربع الذهبي للبطولة.
وتجمع المباراة اليوم بين فريقين من أكثر المرشحين للفوز باللقب كما أنهما يجمعان فيما بينهما نحو نصف عدد ألقاب النسخ الـ16 السابقة من البطولة حيث يتصدر المنتخب الياباني (محاربو الساموراي) قائمة أكثر المنتخبات فوزا باللقب برصيد أربعة ألقاب مقابل ثلاثة ألقاب للمنتخب الإيراني.
ولهذا، تمثل المواجهة بين الفريقين نهائيا مبكرا للبطولة علما بأن مسيرة كل من الفريقين إلى المربع الذهبي للبطولة لم تكن بنفس مستوى نظيرتها عند الآخر.
وجنّد مدرب اليابان هاجيمي مورياسو لاعبيه لمعركة تكتيكية في كأس آسيا 2019 لكرة القدم، أتت ثمارها عبر التأهل إلى نصف النهائي دون إمتاع جماهير «الساموراي الأزرق».
وحققت اليابان خمسة انتصارات بفارق هدف وبلغت نصف النهائي مرة سادسة تواليا، لتضرب موعدا مع إيران اليوم الاثنين في العين، لكنها لا تبدو على الورق مرشحة لبلوغ النهائي في ظل القوة الإيرانية الضاربة مع المهاجمين سردار أزمون وعلي رضا جهانبخش.
يشرح مورياسو (50 عاما) نوايا فريقه: «سنبني مقاربتنا بحسب الخصم. تعيّن علينا الدفاع أمام السعودية وفي أحيان أخرى سيطرنا من دون التسجيل. سنبني على تلك الخبرات لنستعد لمباراة إيران».
بعد الصيف الروسي المثير للانتباه بتأهل ياباني إلى دور الـ16 (الوحيد في آسيا) واقترابه من إقصاء بلجيكا لولا معجزة في الدقائق الأخيرة، تسلم مورياسو دفة القيادة في منتخب شرق آسيا بدلا من أكيرا نيشينو، فحقق تسعة انتصارات وتعادلا وحيدا، في إنجاز لافت للانتباه. لكن مورياسو المتوّج مع اليابان كلاعب في 1992 يتابع: «لاعبونا لا يتمتعون بخبرة كبيرة على الساحة الدولية لذا من المهم أن يخوضوا مباريات صعبة في بطولات مثل كأس آسيا. الفوز في الأدوار الإقصائية يعزز الثقة ويطور اللاعبين والفريق».
وتأخرت اليابان أمام تركمانستان المتواضعة في الدور الأول ثم فازت 3 – 2، ثم تخطت عمان بركلة جزاء جدلية، وتأخرت أمام أوزبكستان وفازت 2 – 1، فيما بلغت نسبة استحواذها أمام السعودية 24 في المائة فقط، وفازت برأسية تاكيهيرو تومياسو الباكرة. وفي ربع النهائي سيطرت أمام فيتنام وأنقذتها ركلة جزاء من الشاب ريتسو دوان.
يحلل المدافع جنتا ميورا: «خضنا عدة مباريات صعبة وتلقينا هدف الافتتاح أحيانا، لكن نجحنا بقلب النتيجة وأخيرا فزنا بشباك نظيفة. شاهدت إيران ضد الصين. هي تملك مهاجمين سريعين، لكن الصين أهدرت الفرص وأشعر أنه بمقدورنا الاستفادة منها».
تابع: «قوة المنتخب الياباني هي قدرتنا على المثابرة. إذا صبرنا ولعبنا برباطة جأش ستأتي الفرص».
لا يكترث المدرب مورياسو الذي تخلى عن نجوم مثل شينجي كاغاوا وشينجي أوكازاكي، للنوعية بقدر النتائج، فقال: «لا يهم كيف تفوز، الأهم أن تتأهل».
وقدمت اليابان نجوما من الصف الأول في النسخ السابقة في كأس آسيا على غرار كازايوشي ميورا (1992)، هيروشي نانامي (2000)، شونسوكي ناكامورا (2004) وكيسوكي هوندا (2011)، ومن الحرس القديم يبرز في تشكيلتها قلب دفاع ساوثمبتون الإنجليزي مايا يوشيدا.
وعلق يوشيدا على الانتصارات الهزيلة لليابان: «لم نسجل أهدافا كافية في المباريات ولكنا فزنا. لسنا راضين عن مستوانا في البطولة، لكن هذه الأمور تحصل في كرة القدم ويجب أن نكون أقوى في نصف النهائي».
وفي ظل إصابة مهاجم فيردر بريمن الألماني يويا أوساكو الذي عاد وشارك 72 دقيقة ضد فيتنام، عوّل مورياسو على ريتسو دوان صاحب هدف الفوز ضد فيتنام.
وقال دوان (20 عاما) لعب غرونينغن الهولندي «اللعب بشراسة في الثلث الأخير هو نقطة قوة لدي. بالطبع أريد التغلب على الظهير المدافع لكني أريد إيصال الكرة إلى المهاجمين».
وبدأت اليابان البطولة وهي من أبرز المرشحين لخطف لقب خامس بعد رباعية 1992 و2000 و2004 و2011، لكنها ستواجه منتخبا إيرانيا سجل 12 هدفا ولم تهتز شباكه.
ويرى يوشيوري موتو لاعب نيوكاسل يونايتد الإنجليزي: «لن نفوز على الخصم إذا لعبنا كرة متقنة. لذا يجب أن نكون مصممين ونفوز في المباراة».
بدوره رأى لاعب الوسط جنكي هاراغوتشي بعد الفوز الصعب على فيتنام: «بعد الشوط الأول شعرت بأننا لن نقدر على خرق دفاع الخصم. قلنا لبعضنا إنه يجب أن نعمل بجهد كي تنفد طاقة الخصم. وهذا ما حصل في الشوط الثاني».
وتابع لاعب هانوفر الألماني: «بعد الهدف، ركزنا على نظافة شباكنا وإدارة المخاطر بقدر الإمكان».
وبرغم التركيز والمثابرة والانضباط التكتيكي، وقع اليابانيون في أخطاء دفاعية قد تكلفهم كثيرا إذا ما كرروها بمواجهة إيران. ويعلق الظهير المخضرم يوتو ناغاتومو: «حتى عندما نستهل المباراة بنية التركيز نفتقده في بعض الأحيان بسبب الإرهاق. لكن هذا ساعدنا على أن نصبح فريقا أقوى».
تبحث إيران عن النهائي الأول منذ 43 عاما عندما تواجه اليابان، المتوجة أربع مرات (رقم قياسي) في قمة مرتقبة بين الطرفين الأفضل تصنيفا قاريا، الاثنين في نصف نهائي كأس آسيا 2019 لكرة القدم في مدينة العين الإماراتية.
وتلعب في نصف النهائي الآخر الإمارات مع قطر الثلاثاء في أبوظبي.
ومنذ تتويجها بلقبها الثالث في كأس آسيا عام 1976، فشلت إيران في عبور نصف النهائي في خمس محاولات كان آخرها في 2004 عندما خسرت أمام الصين بركلات الترجيح.
لكن بعد 15 عاما يعود «تيم ميلي» إلى نصف النهائي وهو أكثر ثقة بعبور «الدور المنحوس»، بعد النتائج اللافتة التي حققها في النسخة الحالية بأربعة انتصارات وتعادل وحيد وتسجيل 12 هدفا وبقاء شباك حارس مرماه علي رضا بيرانفند نظيفة.
وقال بيرانفند الذي كان تصدى لركلة جزاء سددها العماني أحمد مبارك (كانو) في دور الـ16: «المستوى المميز الذي ظهرت به في المباريات السابقة والحفاظ على نظافة شباكي، لم يأت سوى بالاجتهاد في التدريبات وسعي دائم لتطوير مستواي، وآمل بأن أواصل بالمستوى نفسه في مباراة اليابان».
وتابع حارس مرمى بيرسيبوليس: «تركيزنا حاليا على اليابان لتجنب أي عثرة أمامها ونحقق بعدها هدفنا في أن نكون أبطالا، وخصوصا أننا منتخب مؤهل لذلك، ويملك الأدوات المناسبة لتحقيق هذا الطموح».
من جهته، يتطلع علي رضا جهانبخش جناح برايتون الإنجليزي إلى صنع التاريخ مع منتخب إيران، وقال لموقع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم: «نأمل في أن نذهب أبعد من ذلك (نصف النهائي). اليابان لديها فريق قوي للغاية، ولكننا نأمل في أن نتمكن من صنع التاريخ».
ويتعين على جهانبخش وسردار أزمون مهاجم روبن كازان الروسي صاحب أربعة أهداف القيام بجهود مضاعفة لتعويض غياب مهدي طارمي الذي سجل ثلاثة أهداف بسبب الإيقاف.
وبعد خروج أستراليا التي تحتل المركز الثاني آسيويا في تصنيف الاتحاد الدولي «فيفا» وكوريا الجنوبية الرابعة، لم يبق في النسخة الحالية ضمن المصنفين الأربعة الأوائل قاريا سوى إيران الأولى واليابان الثالثة اللتين ستتواجهان في استاد هزاع بن زايد بمدينة العين، للمرة الأولى في نصف النهائي والرابعة في تاريخ البطولة بعد نسخ 1988 (صفر - صفر) و1992 (1 - صفر لليابان) و2004 (صفر - صفر).
وحذر البرتغالي كارلوس كيروش الذي يقود إيران منذ 2011 وينتهي عقده معها بعد البطولة، من التوقعات المسبقة التي ترشح فريقه لإحراز اللقب الغائب عنه منذ 43 عاما.
وقال كيروش، الذي اختبر في 2015 الخروج من ربع النهائي أمام العراق بركلات الترجيح رغم تميز فريقه في الدور الأول وحصد العلامة الكاملة: «فوز إيران باللقب لن يكون سهلا لوجود 3 منتخبات أخرى تأهلت إلى نصف النهائي وجميعها قوية وتستحق التتويج».
وظهر منتخبا إيران واليابان بشكل مختلف في النسخة الحالية، الأول بوجه هجومي كاسح ودفاع مميز، في حين افتقر الثاني لتقدم مريح في مبارياته، بعدما حقق خمسة انتصارات بفارق هدف وحيد، منها ثلاثة بنتيجة 1 - صفر، وسجل ثمانية أهداف ودخل مرماه ثلاثة. ورغم ذلك، فإن لاعب وسط اليابان واتارو إندو يرى في الأمر إيجابية لصالح فريقه وليس العكس.
وقال إندو: «أعتقد أن الطريقة التي نسيطر بها على المباريات بعد التسجيل جيدة حقا، فنحن قادرون على اللعب مع التحكم بشكل جيد للغاية بالمجازفة. كفريق نستطيع تحديد الطريقة التي نريد أن نلعب بها المباريات خصوصا في الجانب الدفاعي».
وإلى جانب الثقة، تتسلح اليابان بسجل مثالي في نصف النهائي، حيث لم يسبق لها أن خسرت في هذا الدور سوى مرة واحدة أمام السعودية 2 - 3 في 2007، وعبرته في 4 مناسبات أخرى في طريقها لإحراز اللقب أعوام 1992 و2000 و2004 و2011.
الصبر سلاح اليابان في وجه إيران
معركة نارية اليوم في نصف نهائي كأس أمم آسيا
الصبر سلاح اليابان في وجه إيران
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة