ترقب لأسبوع الحكومة «الحاسم»... و«حزب الله» لا يرى ضمانة لحل قريب

النائب قبيسي يعتبر أن الأزمة تحولت إلى لغز محير

TT

ترقب لأسبوع الحكومة «الحاسم»... و«حزب الله» لا يرى ضمانة لحل قريب

يترقب اللبنانيون ما ستؤول إليه المشاورات الحكومية بعد وعد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بأن الأسبوع الحالي سيكون حاسماً، وهو ما أشارت إليه معظم المواقف، في وقت كان لافتاً فيه ما عبر عنه عضو المجلس المركزي في «حزب الله»، الشيخ نبيل قاووق، عندما قال إنه «لا ضمانة أكيدة لحل قريب».
وفي هذا الإطار، اعتبر النائب في كتلة «التنمية والتحرير»، هاني قبيسي، أن أزمة الحكومة تحولت إلى لغز، وقال خلال مشاركته في إطلاق مهرجان التسوق في النبطية: «لبنان يمر بأزمة على مستوى تشكيل الحكومة التي أصبحت لغزاً محيراً، ولم نعد نعرف متى ستولد هذه الحكومة، ولم نعد نعرف من يشكل الحكومة، فضاعت المواقيت، وخضع الدستور لمزاجيات البعض، للحصول على انتصارات وطنية داخلية على حساب اللبناني الآخر».
وأضاف: «نسأل الله أن يوفق الجميع لكي نخرج هذا البلد من واقع الجمود إلى واقع الحركة، ومن واقع الفراغ إلى واقع وجود حكومة تتحمل المسؤولية أمام المواطن، في ظل واقع اقتصادي متدهور على المستويات كافة، وأن تكون الحكومة مسؤولة عن اقتصاد الوطن وعن سلامة المواطن. حكومة تتحمل كل مسؤولياتها، من كهرباء وماء وطبابة وتربية، إضافة إلى تحقيق سقف سياسي أمام كل استحقاق داهم أو خطر داهم من الخارج»، وتمنى أن يكون الأسبوع المقبل أسبوع تفاؤل، وتشكل هذه الحكومة.
الأمر نفسه عبّر عنه النائب في «تيار المستقبل»، محمد سليمان الذي رأى خلال استقباله رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية الشيخ مالك جديدة، وعدداً من وجهاء العشائر العربية وفاعليات من عكار في الشمال، أن «أياماً قليلة تفصلنا عن حسم موضوع تأليف الحكومة، وفقاً لما أكده الرئيس الحريري»، مشيراً إلى أن «الأخير ثابت على مواقفه بعدما قدم كثيراً من التضحيات، ولم يعد هناك ما يتنازل عنه؛ ونحن إلى جانبه».
وشدّد على عدم السماح بضرب ركائز الدولة، داعياً «جميع القوى إلى تسهيل مهمة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة لأن مرحلة ما بعد سعد الحريري لن تكون كما قبلها».
في المقابل، كان لـ«حزب الله»، على لسان عضو المجلس المركزي الشيخ نبيل قاووق، موقف مختلف، باعتباره أنه «لا ضمانة أكيدة لحل قريب للحكومة»، حيث قال في حفل تأبيني في الجنوب: «أزمة الحكومة تتفاقم، ولا توجد ضمانة أكيدة لحل قريب، لأن هناك من لا يزال يتنكر لحق اللقاء التشاوري بالتمثيل، ولا يمكن تشكيل الحكومة من دونه، فالانتخابات النيابية أعطته هذا الحق، وأصبح أعضاؤه جزءاً من المعادلة الداخلية».
وأضاف: «تأخير تشكيل الحكومة هو شر مطلق، لا خير فيه ولا مكسب، وإنما ضرر شامل على كل المستويات، واستنزاف لمعنويات اللبنانيين».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.