حزب رئيس الوزراء التونسي ينطلق من مسقط رأس بورقيبة

TT

حزب رئيس الوزراء التونسي ينطلق من مسقط رأس بورقيبة

أعلنت قيادات سياسية تونسية الانطلاق الرسمي لحزب «حركة تحيا تونس» الذي يتزعمه رئيس الوزراء يوسف الشاهد من مدينة المنستير، مسقط رأس الزعيم التاريخي الحبيب بورقيبة الذي يعتبره الحزب الجديد مرجعيته السياسية.
وحضر نحو خمسة آلاف شخص مؤتمر إطلاق الحزب الذي غيّر اسمه المبدئي المقرر منذ شهور من «أمل تونس» إلى «تحيا تونس»، بعدما غيّر حزب صغير يدعى «الحركة الديمقراطية للإصلاح والبناء» اسمه إلى «أمل تونس».
وقال المدير السابق للديوان الرئاسي سليم العزابي، وهو أحد مؤسسي الحزب الجديد، خلال الاجتماع في المنستير، أمس، إن «القيادات السياسية التي تعمل على بلورة هذا المشروع السياسي تسعى إلى تأسيس حزب وطني شعبي وديمقراطي، وتلافي الأخطاء التي وقع فيها حزب النداء».
وأضاف العزابي أن الحزب الجديد «لا يلتقي مع حركة النهضة إلا في نقطة وحيدة مرتبطة بالاستقرار الحكومي». وانتقد وضع «نداء تونس» الذي اعتبر أنه «وجد نفسه في صفوف المعارضة برئاسة أمين عام هارب، ومحل تفتيش من قبل المحكمة العسكرية»، في إشارة إلى سليم الرياحي. انتقد الاندماج بين «نداء تونس» و«الاتحاد الوطني الحر» الذي يقوده الرياحي، ورأى أن الأول «نجح بفضل ماكينة انتخابية بالأساس، ولم ينجح في التحول إلى حزب سياسي».
ويستند «تحيا تونس» بالأساس إلى كتلة «الائتلاف الوطني» البرلمانية المشكلة من 44 نائباً، إضافة إلى عدد من الوزراء في الحكومة الحالية ومسؤولين سابقين، معظمهم انشقوا مثل الشاهد عن حزب «نداء تونس» الذي يتزعمه الرئيس الباجي قائد السبسي.
ويعتبر الشاهد من أبرز الشخصيات المنتمية إلى الحزب الجديد. غير أنه لم يشارك في أكثر من 24 اجتماعاً تشاورياً عقدت في مختلف مناطق البلاد خلال مراحل إعداد المشروع. ويحاول الشاهد السير على خطى الرئيس السبسي من خلال التأسيس لمشروع سياسي وسطي جامع يضم شخصيات معظمها منافسة لـ«حركة النهضة». وكان السبسي أعلن حزبه في يونيو (حزيران) 2012 من المدينة نفسها.
وخلال الاجتماعات التشاورية التي عقدها القائمون على المشروع السياسي الجديد للشاهد، شارك عدد من وزراء الائتلاف الحكومي الحالي مثل الوزير الناطق باسم الحكومة إياد الدهماني، ووزير النقل هشام بن أحمد، والوزير المعتمد لدى رئيس الحكومة شكري بن حسن، ووزير التجارة السابق محسن حسن وآخرين.
وأثار الحزب الجديد مواقف متباينة من القوى السياسية. ودعا رئيس «حركة مشروع تونس» الداعمة للحكومة محسن مرزوق إلى «التحاق الأحزاب الوسطية» بمشروع الشاهد، وتشكيل جبهة سياسية منافسة لـ«حركة النهضة»، مثلما حدث خلال انتخابات 2014 حين قاد «نداء تونس» الأحزاب المعارضة لـ«النهضة» إلى الفوز. وأكد أن قيادات حركته ستلتقي قيادات الحزب الجديد خلال أيام «للتحاور والتنسيق بشأن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية» المقررة نهاية العام.
وفي حين أعلن سبعة مسؤولين في حزب «آفاق تونس» الذي يتزعمه وزير التنمية والاستثمار السابق ياسين إبراهيم عن التحاقهم بالمشروع الجديد للشاهد، أكد رئيس «حزب بني وطني» المنسلخ عن «نداء تونس» سعيد العايدي رفضه الالتحاق بالمشروع السياسي للشاهد، معتبراً أن «هذه المبادرة ليست مشروعاً سياسيا جدياً».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.