تعليق جلسات المحاكمة بملف الهجوم على المتحف اليهودي في بروكسل

المتهم الرئيسي قام بجولة آسيوية قبل تنفيذ الاعتداء

محكمة بروكسل الجنائية
محكمة بروكسل الجنائية
TT

تعليق جلسات المحاكمة بملف الهجوم على المتحف اليهودي في بروكسل

محكمة بروكسل الجنائية
محكمة بروكسل الجنائية

قرر رئيس محكمة بروكسل الجنائية، تعليق جلسات الاستماع في ملف الهجوم على المتحف اليهودي في بروكسل. جاء ذلك في الجلسة المسائية التي انعقدت بعد ظهر أول من أمس (الجمعة)، في مقر مجمع المحاكم ببروكسل، وفي أعقاب اعتراض من دفاع المتهم الثاني نصير بندرار على اختفاء تقرير من بين أوراق القضية يتعلق بنتائج عملية تحليل عينة «دي آي إي» على الأسلحة، التي عثر عليها داخل مسكن بندرار بعد تفتيشه.
واحتج المحامي جيل فاندربيك على عدم وجود هذا التقرير ضمن أوراق القضية داخل المحكمة، واعتبر هذا الأمر بمثابة انتهاك لحقوق الدفاع، وعليه قرر رئيس المحكمة تعليق الجلسات لحين اتخاذ قرار حول هذا الأمر. وحسب ما ذكرت وكالة الأنباء البلجيكية، أمس، قد يستغرق هذا بعض الوقت حتى يصدر القرار بعد إجراء المداولات المطلوبة.
كما تحدث الدفاع عن المتهم الرئيسي مهدى نموش في الجلسة نفسها، وأشار إلى أن رفض نموش الحديث يعود إلى شعوره بالتوتر، لأن الجلوس في مقعد المتهم ليس بالأمر الهين. ونوه الدفاع بأن نموش ينتظر حتى تنتهي المحكمة من الاستماع إلى الشهود ورجال التحقيق والخبراء، وبعدها سوف يجيب على أسئلة المحكمة.
وعن أبرز ما ورد في الجلسة الصباحية، قالت وسائل الإعلام البلجيكية إن البحث عن المعلومات كان يجعل المحققين يذهبون إلى مراحل بعيدة من البحث؛ على سبيل المثال عندما عثروا على قلم في جيب نموش، وكانت توجد على القلم كلمات باللغة الصينية، حاول فريق التحقيق التعرف على معنى هذه الكلمات، ومن أين جاء نموش بهذا القلم، وذهبوا إلى أحد أحياء بروكسل، المعروف باسم الحي الآسيوي، وتلقوا إجابات بأن هذا القلم لا يوجد سوى في بعض الدول الآسيوية، ومن خلال جواز سفر نموش اتضح لرجال التحقيق أن نموش سافر في جولة آسيوية قبل أشهر قليلة من تنفيذ الهجوم على المتحف اليهودي، وقد شملت الجولة ماليزيا وسنغافورة وهونغ كونغ وبعدها سافر إلى سوريا ثم عاد منها إلى بروكسل.
ويواجه نموش اتهامات تتعلق بقيامه بإطلاق النار داخل المتحف ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في مايو (أيار) 2014، بينما يواجه المتهم الثاني نصير بندرار اتهامات تتعلق بتقديم المساعدة للمتهم الأول، وذلك من خلال توفير السلاح المطلوب لتنفيذ الهجوم.
وفي جلسة سابقة، قال المحامي هنري لاكوي، المكلف بالدفاع عن المتهم الرئيسي، إن موكله ليس هو من قام بإطلاق النار داخل المتحف، وأضاف أن منفذ الهجوم هو شخص آخر لم يتم تحديد هويته حتى الآن.
وحسب ما جاء في مذكرة الاتهام، فقد أشارت كاميرات المراقبة إلى أن نموش زار المتحف في الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر في اليوم الذي سبق الهجوم، وهو يوم 23 مايو، وكان يرتدي بدلة داكنة اللون وقميصاً فاتح اللون ورابطة عنق بألوان فاتحة وغامقة، وقد تحدث نموش لوقت قصير مع أحد الموظفين في المتحف وهو ألكسندر الذي لقي حتفه في اليوم التالي أثناء الهجوم. كما أن الملابس التي كان يرتديها الشخص الذي زار المتحف قبل الهجوم بيوم، هي الملابس نفسها التي كان يرتديها مهدي نموش وقت اعتقاله في مرسيليا، في طريق عودته من بروكسل، وعثر بحوزته على السلاح المستخدم في الهجوم، كما كان يرتدي أيضاً الحذاء نفسه الذي استخدمه منفذ الهجوم.
وإذ أيدت محكمة الجنايات فرضية الادعاء، فإن عملية الاغتيال هذه تعد أول هجوم يرتكب في أوروبا من قبل «مقاتل جهادي» عائد من سوريا، قبل 18 شهراً من الاعتداء الدموي الذي وقع في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، والذي أوقع 130 قتيلاً في باريس.
وعرفت جلسات الاستماع، التزام المتهم الرئيسي في القضية الصمت، ولم ينطق سوى بعبارة واحدة نفى فيها ارتكاب الجريمة، وبعدها التزم نموش الصمت الذي ظل متمسكاً به طوال أكثر من أربع سنوات. ويواجه المتهمان مهدي نموش (33 عاماً) وناصر بندرار (30 عاماً) عقوبة السجن المؤبد، حسب تقارير إعلامية. وهز الاعتداء المجتمع الدولي قبل أربعة أعوام ونصف العام.
وعقب انتهاء جلسات الاستماع لمذكرة الاتهام من جانب الادعاء العام بعد انطلاق الجلسات في العاشر من الشهر الحالي، جرت جلسات الاستماع للمتهمين والدفاع، ثم بدأت بعدها المحكمة في جلسات الاستماع للمطالبين بالحق المدني، ومن بينهم عائلات الضحايا، وأيضاً لشهادات الخبراء.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.