تركيا ترفع الحظر عن مطار السليمانية... وهجوم على قواتها في محافظة دهوك

محتجون ضد الغارات الجوية أحرقوا دبابات وعربات في معسكر شيلادزي

معسكر للجيش التركي في كردستان العراق يتصاعد منه الدخان بعد اقتحامه من قبل محتجين ضد الغارات الجوية التركية أمس (رويترز)
معسكر للجيش التركي في كردستان العراق يتصاعد منه الدخان بعد اقتحامه من قبل محتجين ضد الغارات الجوية التركية أمس (رويترز)
TT

تركيا ترفع الحظر عن مطار السليمانية... وهجوم على قواتها في محافظة دهوك

معسكر للجيش التركي في كردستان العراق يتصاعد منه الدخان بعد اقتحامه من قبل محتجين ضد الغارات الجوية التركية أمس (رويترز)
معسكر للجيش التركي في كردستان العراق يتصاعد منه الدخان بعد اقتحامه من قبل محتجين ضد الغارات الجوية التركية أمس (رويترز)

بعد توقف دام 15 شهراً، استأنفت شركات الطيران التركية رحلاتها الجوية المباشرة إلى مطار السليمانية الدولي بإقليم كردستان، حيث حطّت طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية في المطار في الساعة الثالثة والربع فجراً حسب التوقيت المحلي، وعلى متنها ثمانية وعشرون راكباً، إيذاناً ببدء الرحلات.
وكانت الرحلات قد توقفت من وإلى المطار المذكور وكذلك إلى مطار أربيل في 29 من سبتمبر (أيلول) 2017، على خلفية العقوبات التي فرضتها أنقرة على إقليم كردستان بعد أربعة أيام فقط من الاستفتاء الشعبي الذي أُجري لتقرير مصير الإقليم إدارياً وسياسياً، والذي أخفق في تحقيق أهدافه، جراء عوامل وتدخلات إقليمية ودولية. وفي مارس (آذار) الماضي، رفعت السلطات العراقية الحظر عن مطاري أربيل والسليمانية فاستأنفت الرحلات التركية إلى مطار أربيل فيما استمر الحظر على مطار السليمانية.
ورحب مدير مطار السليمانية طاهر عبد الله، بعودة الأمور إلى طبيعتها من جديد في المطار. وقال عبد الله في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «إنه ليوم سعيد حقاً عودة الرحلات التركية إلى مطار السليمانية، وذلك تم بجهود المخلصين خصوصاً رئيس الجمهورية برهم صالح، الذي تمكن من إقناع السلطات التركية بمعاودة الرحلات الجوية إلى مطار السليمانية خلال زيارة الأخيرة لأنقرة».
بدوره، قال دانا محمد، مدير دائرة العلاقات والإعلام في مطار السليمانية، إن الطائرة التركية عادت أدراجها في تمام الساعة الرابعة وعشر دقائق من فجر أمس حسب التوقيت المحلي وعلى متنها ستة وخمسون راكباً. وأضاف محمد لـ«الشرق الأوسط»: «من المقرر أن يستقبل مطار السليمانية أسبوعياً سبع رحلات للخطوط الجوية التركية، بواقع رحلة واحدة يومياً، كما ستستأنف الشركات الأوروبية تسيير رحلاتها إلى المطار بشكل منتظم، اعتباراً من الأسبوع المقبل بعد تنظيم جداول تسيير الرحلات ومواعيدها بالتنسيق مع إدارة مطار السليمانية، وفي مقدمتها شركة (فلاي جيرمني) الألمانية التي ستسيّر أولى رحلاتها إلى السليمانية في 21 فبراير (شباط)».
وكانت أنقرة قد اتخذت من مسألة إيقاف الرحلات الجوية، ومنع الرحلات الطائرات المدنية الأوروبية من المرور عبر أجوائها، باتجاه محافظة السليمانية، ورقة ضغط فاعلة على حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الشريك الرئيسي في حكومة إقليم كردستان والحزب المتنفذ والمسيطر على محافظة السليمانية، كي يذعن لمطالبه في ما يتعلق بتجميد أنشطة بعض الأحزاب والجماعات الكردية المرتبطة فكرياً وسياسياً بحزب العمال الكردستاني، وهو ما حصل بالفعل، حيث أصدر قوباد طالباني، نائب رئيس حكومة إقليم كردستان، ونجل زعيم الاتحاد الوطني الراحل جلال طالباني، تعليمات أواخر العام الماضي تقضي بإغلاق مقرات حركة «آزادي –تحرر كردستان»، المرتبطة بحزب العمال الكردستاني المناوئ لتركيا، كما اعتقلت قوات الأمن الكردية (ألاسايش) في السليمانية العشرات من كوادر وأنصار الحزب المذكور الأسبوع قبل المنصرم، في أثناء تجمهرهم لعرض فيلم وثائقي في ذكرى مقتل سكينة جانسس، إحدى أبرز ناشطات حزب العمال والتي قُتلت على أيدي القوات التركية.
لكنّ مصادر في حزب الاتحاد الوطني تجزم بأن الانفتاح في العلاقات مع تركيا، مردّه إلى الزيارة التي قام بها الرئيس العراقي برهم صالح، القيادي الأبرز في الحزب، لأنقرة في وقت سابق هذا الشهر، والتي تُوِّجت باتفاقات لتطبيع العلاقات وتنقية الأجواء بين الطرفين خصوصاً والعراق عموماً.
من جانب آخر، أضرم متظاهرون غاضبون النار في معسكر للقوات التركية المرابطة في منطقة (سيري) القريبة من مركز ناحية شيلادزي (65 كم شمال شرقي العمادية) بمحافظة دهوك، والقريبة من الحدود مع تركيا، على خلفية مقتل أربعة قرويين، من سكان المنطقة جراء غارات سلاح الطيران التركي على قرى المنطقة ليلة الأربعاء المنصرم.
وأفاد شهود عيان من أهالي المنطقة، بأن المتظاهرين الناقمين خرجوا صباحاً للتعبير عن سخطهم وإدانتهم للغارات التركية العشوائية على المنطقة، والمستمرة منذ عدة سنوات بذريعة وجود نشاط مسلح لمسلحي حزب العمال الكردستاني في المناطق الحدودية بين العراق وتركيا، لكنّ بعض الغاضبين حرفوا مسار المظاهرة التي كان من المفترض أن تنتهي في الساعة الثالثة عصراً، وتوجهوا نحو المعسكر التركي ودخلوا في مواجهات مع الجنود الأتراك الذين أطلقوا بعض قذائف الهاون على المتظاهرين لحملهم على التراجع، كما أطلقوا أعيرة مطاطية وغازات مسيلة للدموع، ما أدى إلى إصابة اثنين من المتظاهرين الذين اقتحموا المعسكر، وأضرموا النيران في عدد من الدبابات والمدرعات وسيارات الإسعاف والآليات التابعة للجيش التركي، فيما فرّ الجنود من المنطقة تاركين معداتهم وأسلحتهم. لكنّ قوات مكثفة من البيشمركة وصلت إلى المنطقة وتمكنت من السيطرة على الأوضاع. ولم يصدر أي موقف أو تعليق رسمي من جانب سلطات الإقليم بهذا الخصوص.



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.