أنصار المالكي يتظاهرون في بغداد للمطالبة بالولاية الثالثة

عشية انتهاء المهلة الدستورية لتكليف المرشح بتشكيل الحكومة الجديدة اليوم

عنصر أمن عراقي يحرس مظاهرة لتأييد ولاية ثالثة  لرئيس الوزراء المنتهية فترته نوري المالكي في بغداد أمس (رويترز)
عنصر أمن عراقي يحرس مظاهرة لتأييد ولاية ثالثة لرئيس الوزراء المنتهية فترته نوري المالكي في بغداد أمس (رويترز)
TT

أنصار المالكي يتظاهرون في بغداد للمطالبة بالولاية الثالثة

عنصر أمن عراقي يحرس مظاهرة لتأييد ولاية ثالثة  لرئيس الوزراء المنتهية فترته نوري المالكي في بغداد أمس (رويترز)
عنصر أمن عراقي يحرس مظاهرة لتأييد ولاية ثالثة لرئيس الوزراء المنتهية فترته نوري المالكي في بغداد أمس (رويترز)

في حين تنتهي اليوم المهلة الدستورية لاختيار رئيس الحكومة العراقية المقبل، كشف مصدر مقرب من كتلة التحالف الوطني (الكتلة الشيعية الأكبر حتى الآن في البرلمان) عن أنه «بات من الصعب الاتفاق على مرشح من داخل التحالف الوطني بسبب تعنت ائتلاف دولة القانون في موقفه، سواء بعدم التنازل من قبل المالكي نفسه لمرشح آخر من ائتلافه نفسه، أو قبول الآليات التي وضعها التحالف بشأن المرشح لتشكيل الوزارة».
وأشار المصدر إلى أن «من بين الآليات التي جرى وضعها في الماضي والتي بقي بعضها موضع خلاف مع ائتلاف دولة القانون، عدم التجديد لولاية ثالثة لأي رئيس وزراء، فضلا عن المقبولية الوطنية، بالإضافة إلى آليات إجرائية تتعلق بالتصويت وغيرها». وأكد المصدر أن «ائتلاف دولة القانون رغم أنه كان يتمسك بالتحالف الوطني إلى اليوم الذي جرى فيه ترشيح قياديه حيدر العبادي لمنصب النائب الأول لرئيس البرلمان، فإنه أصبح اليوم يتحدث بوصفه الكتلة الأكبر من دون أي مراعاة لوحدة التحالف الوطني». وكشف المصدر عن «وجود اتجاهين داخل الائتلاف الوطني (الذي يضم التيار الصدري والمجلس الأعلى الإسلامي)؛ اتجاه يرى أنه في حال إصرار ائتلاف دولة القانون على موقفه، فيجب الذهاب إلى الفضاء الوطني وذلك بالتحالف مع الكرد والسنة. وغالبية الصدريين يتبنون هذا الرأي. بينما يرى اتجاه آخر أن وحدة الطائفة الشيعية أهم، وهو ما يعمل المالكي على توظيفه لصالحه تحت هذه الذريعة على الرغم من أن المرجعية الدينية أكدت على المقبولية الوطنية وعلى التغيير».
في سياق ذلك، تظاهر أمس المئات من أنصار رئيس الوزراء وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في ساحة الفردوس وسط بغداد للمطالبة بالولاية الثالثة للمالكي. وتأتي هذه المظاهرات عشية آخر تمديد للمهلة الدستورية التي منحها رئيس الجمهورية فؤاد معصوم للتحالف الوطني للاتفاق على مرشح يكلفه بتشكيل الحكومة.
ورفع المتظاهرون المؤيدون للمالكي شعارات خلال المظاهرة من قبيل: «المالكي خيارنا»، محذرين في الوقت نفسه من مؤامرة تحاك ضد العملية السياسية، وذلك بما سموه مصادرة الحق الانتخابي. كما رفع المتظاهرون شعارات أخرى مثل: «الولاية الثالثة استحقاق جماهيري ودستوري ونرفض التنازل عنه». وبينما يقول الكرد إن تجربتهم الماضية مع المالكي لم تكن مشجعة، فإن السنة هددوا بالانسحاب نهائيا من العملية السياسية إذا اختير المالكي. وقال عضو البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني فرهاد حسين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الموقف الكردي موحد حيال مسألة تشكيل الحكومة المقبلة (في إشارة إلى المباحثات التي أجراها في أربيل أمس الرئيس العراقي فؤاد معصوم مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني) والكرة الآن في ملعب التحالف الوطني الذي استنفد كل المدد الدستورية اللازمة له لاختيار مرشحه». وأضاف أن «الكرد بحاجة إلى ضمانات حقيقية من أجل المشاركة في الحكومة المقبلة، وتجربتهم مع المالكي، مثلما هي تجارب الآخرين، لم تكن موفقة، مما يستدعي التغيير فعلا».
من جهته، أكد القيادي في تحالف «القوى العراقية» عصام العبيدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «موقفنا واضح، وهو عدم القبول بولاية ثالثة للمالكي، لأننا نرى أن ما يتعرض له البلد الآن من استباحة، إنما هو بسبب سياسات المالكي التي لم تكن موفقة»، مشيرا إلى أن «السنة سينسحبون من العملية السياسية في حال جرى التجديد للمالكي».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.