إسرائيل تقتل فلسطينيَّيْن وتصيب العشرات في الضفة وغزة

مظاهرات أقل عنفاً في القطاع مع استعداد إسرائيلي للتصعيد

شباب فلسطينيون يلتقطون صورة سيلفي خلال المواجهات في غزة (رويترز)
شباب فلسطينيون يلتقطون صورة سيلفي خلال المواجهات في غزة (رويترز)
TT

إسرائيل تقتل فلسطينيَّيْن وتصيب العشرات في الضفة وغزة

شباب فلسطينيون يلتقطون صورة سيلفي خلال المواجهات في غزة (رويترز)
شباب فلسطينيون يلتقطون صورة سيلفي خلال المواجهات في غزة (رويترز)

قتلت القوات الإسرائيلية فلسطينياً في قطاع غزة وآخر في الضفة الغربية وأصابت العشرات في المواجهات التي اندلعت على طول الحدود في قطاع غزة وفي بعض مناطق الضفة الغربية، أمس الجمعة.
وقالت وزارة الصحة إن «إيهاب عطا الله حسين عابد (25 عاما) استشهد عقب إصابته برصاص الاحتلال شرق رفح، جنوب القطاع».
ونعت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار الشاب عابد وأدانت «بشدة صمت المؤسسات الدولية والحقوقية إزاء انتهاكات الاحتلال وتقاعسها عن ملاحقته وفضح جرائمه بحق المدنيين العزل».
وقالت الهيئة إنها تحمل الاحتلال مسؤولية استمرار الانتهاكات العدوانية ضد المشاركين في المسيرات.
وقتل عابد فيما أصيب العشرات.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه تعاملت مع 39 إصابة جراء قمع الاحتلال للمظاهرات السلمية على الحدود الشرقية لقطاع غزة، من بينها 6 إصابات بالرصاص الحي و6 إصابات بالرصاص المطاطي. وسجلت طواقم الهلال الأحمر إصابة العشرات بحالات اختناق وبقنابل الغاز نفسها. وأصاب القناصة الإسرائيليون متظاهرين في منطقة «ملكة» شرق مدينة غزة، وآخرين في شرق بلدة جباليا، شمال قطاع غزة، وفي بلدة خزاعة.
واندلعت مواجهات بين مواطنين وقوات الاحتلال في عدة نقاط تماس على طول الحدود بعد يوم من رفض حماس تسلم المنحة القطرية. وتوافد آلاف منذ ساعات ما بعد ظهر الجمعة، إلى المناطق الحدودية شرق القطاع للمشاركة في المسيرات الشعبية السلمية المتواصلة للأسبوع الرابع والأربعين. وجاءت المظاهرات هذه المرة على وقع تعزيزات إسرائيلية كبيرة على خلفية رفض حركة حماس تسلم الدفعة الثالثة من الأموال القطرية.
وقدّر مسؤولون عسكريون في إسرائيل، أن تصعّد حماس، وهي تقديرات أدت إلى نشر الجيش منصات «القبة الحديدية» الدفاعية، في محيط قطاع غزة تحسبا لإطلاق قذائف من القطاع. وإضافة إلى ذلك، استدعى الجيش قوات احتياط على نطاق محدود ورفع حالة التأهب لسلاح الجو. ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن مسؤولين أمنيين أن إيران قد تسعى عبر «الجهاد الإسلامي» في القطاع إلى تدهور الأوضاع الأمنية، لكي تشغل إسرائيل في جبهتين في الوقت نفسه.
وكان خالد البطش، القيادي في «الجهاد الإسلامي»، صرح بأن «قرار تصعيد الأحداث، مرهون بيد قيادة الحركة، التي تحمي مصالح الفلسطينيين وحقوقهم».
وبناء على هذه التقديرات، هدد وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنغبي حماس، أمس، بأنها «ستدفع ثمنا مُضاعفا، 3 أو 4 مرات عما دفعته بالسابق، إن تحدت إسرائيل وقامت بالتصعيد». وأضاف في حديث إذاعي، أن «الإخلال بالنظام قرب السياج الأمني، ليس سببا كافيا لشن حرب، ولكن إطلاق النار على إسرائيل، سيؤدي إلى رد فوري ساحق ومؤلم، بكل القوة». ورأى هنغبي الذي ينتمي لحزب «ليكود» الحاكم، أن حماس لم تنتصر على بلاده، في قضية الأموال القطرية.
لكن مظاهرات الأمس جاءت أقل عنفا مما توقع الإسرائيليون الذين قالوا إنهم سيراقبون كيف ستكون الأوضاع في غزة خلال الفترة المقبلة.
وقال مصدر في غزة لموقع «واينت» الإخباري: «إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن فرص العنف على الحدود كبيرة».
ويخشى المسؤولون الإسرائيليون من أن يقوم المقاتلون في القطاع بتنفيذ هجمات إطلاق نار عبر الحدود، سواء مع أسلحة خفيفة أو صواريخ مضادة للدبابات، بحسب ما ذكره موقع «واينت».
ودعت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة للمشاركة في الجمعة القادمة دعما وإسنادا للأسرى الأبطال تحت عنوان (أسرانا ليسوا وحدهم) تأكيدا من الشعب الفلسطيني على قضية الأسرى، وبأنه يقف إلى جانبهم دائماً في مواجهة الهجمة الإسرائيلية المتواصلة.
وفي رام الله، قتلت القوات الإسرائيلية شابا في مواجهات شرق المدينة. وأعلنت وزارة الصحة «استشهاد فتى قرب بلدة سلواد شرق رام الله»، وقالت إن الفتى يبلغ من العمر (16) عاما، أطلق عليه جنود الاحتلال النار على مقربة من بلدة سلواد. واتضح لاحقا أن الفتى هو أيمن أحمد عثمان حامد الذي نعاه أصدقاؤه على مواقع التواصل الاجتماعي قبل الإعلان رسمياً عن هويته.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.