يعرف عنه بأنه زعيم الحزب النازي والمسؤول عن إشعال الحرب العالمية الثانية وذبح الملايين. ولكن ما ليس معروفاً كثيراً عن أدولف هتلر أنه كان رساماً، وإن كان لا يملك الموهبة الكافية.
لوحاته التي رسمها قبل أن يدخل عالم السياسة، تعد بالمئات. البعض يقدرها بألفي لوحة. كثير منها باعها هتلر حينها وكانت مصدر رزقه الوحيد بين عامي 1909 و1914 حين اندلعت الحرب العالمية الأولى والتحلق بالجيش لينقل إلى فرنسا وبلجيكا. وبعد انضمامه للجيش لم يعد يرسم كثيراً ولا يتعدى إنتاجه من اللوحات في تلك الفترة 12 لوحة، بحسب التقديرات. ولكن رسوماته التي قيل إنه كان ينقلها عن بطاقات سفر، لم تكن تجني كثيراً من الأرباح له. وبالكاد كانت تكفيه للعيش والإقامة في غرف مشتركة في فنادق باخسة الثمن.
حينها حاول هتلر الانضمام إلى جامعة فيينا للفن ولكن طلبه رفض أكثر من مرة لنقص موهبته. واليوم تجد لوحاته طريقاً إلى مزادات علنية بين فترة وأخرى. قبل يومين كان من المفترض أن تعرض 3 لوحات له في المزاد العلني في برلين، إلا أن الشرطة استحوذت عليها قبل بدء المزاد العلني للاشتباه بأنها قد تكون مزورة.
ورغم أن هذه اللوحات التي كانت ستعرض تحمل توقيع أ. هتلر، وهو التوقيع الذي كان يترك على لوحاته، فإن كثيراً من الشكوك راجت حول مدى حقيقتها لأسباب كثيرة، بحسب ما نقلت صحافية «دي فيلت» الألمانية.
إحدى اللوحات التي تعكس الطبيعة في منطقة الراين، وتحمل توقيع هتلر، من المفترض أنه رسمها عام 1911. ولكن هتلر لم يزر منطقة الراين إلا في عام 1914، بحسب الصحيفة. كما أن التوقيع لا يبدو توقيعاً «سلساً» يتماشى مع توقيع رسام، بل يبدو أنه كتب بإتقان وتمهل.
وكان من المفترض أن تعرض اللوحات بسعر يبدأ بـ4 آلاف يورو للوحة، وتحمل كل لوحة شهادة من خبير يؤكد مصداقيتها. إلا أن صحيفة «دي فيلت» قالت إن كثيراً من اللوحات التي تباع على أنها لهتلر لا يمكن التأكد من مصداقيتها.
فبعد أن دخل هتلر عالم السياسة، بدأ شريكه السابق راينولد هانيش الذي كان يساعده في بيع لوحاته، برسم لوحات تشبه ما كان ينتجه هتلر ويضع عليها توقيع الزعيم النازي الذي كان أصبح سياسياً معروفاً في العشرينات والثلاثينات كي يستفيد من شهرة الزعيم. وتشير الصحيفة إلى أن إنتاج هتلر من اللوحات لم يكن بالحجم الذي يتم الحديث عنه، لأن «هذا يعني أنه كان يرسم لوحة يومياً» بين عامي 1909 وبداية الحرب العالمية الأولى حين انضم للجيش. وتابعت الصحيفة تقول إن هذا مستبعد لأنه «يتناقض» مع شخصية هتلر الذي لم يكن منضبطاً كفاية ليعمل يومياً بشكل دوري على إنتاج لوحاته.
وتشير الصحيفة إلى أنه حتى الخبراء الفنيين يجدون صعوبة في تأكيد لوحات هتلر، لأنه لم يكن لديه أسلوب خاص في الرسم، وهو يوصف بأنه كان مجرد رسام «ناقل» لا يتمتع بموهبة كبيرة. كما أن لهتلر إمضاءات قليلة تم التأكيد من مصداقيتها وهي لا تشبه كثيراً التواقيع على اللوحات.
وفي السنوات الماضية، ظهر رجل أعمال من تكساس يدعى بيلي برايس يجمع لوحات هتلر ويبدو أن مجموعته وصل عددها إلى 750 لوحة. وعام 2015، بيعت لوحات لهتلر في المزاد العلني في مدينة نورمبورغ وجمعت نحو 40 ألف يورو. وكانت أغلى لوحة تباع له بسعر 100 ألف يورو عرضت في المزاد العلني في بافاريا.
ولا يمنع القانون الألماني بيع لوحات لهتلر شرط ألا تتضمن أي علامات أو إشارات نازية. ويعاقب بالقانون كل من يروج أو يرفع شعارات نازية في ألمانيا.
الشرطة الألمانية تصادر لوحتين لهتلر قبل عرضهما في مزاد علني
بحجة أنهما قد تكونان مزورتين
الشرطة الألمانية تصادر لوحتين لهتلر قبل عرضهما في مزاد علني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة