«الاستحواذ السلبي» يفضح العقم الهجومي لأخضر بيتزي

خبراء كرة رفضوا تحميله مسؤولية كاملة عن الخروج «الآسيوي»

الأخضر ودع البطولة الآسيوية مبكرا وترك أكثر من علامة استفهام على مستوياته (أ.ب)  -  بيتزي يوجه لاعبيه خلال إحدى مباريات البطولة (رويترز)
الأخضر ودع البطولة الآسيوية مبكرا وترك أكثر من علامة استفهام على مستوياته (أ.ب) - بيتزي يوجه لاعبيه خلال إحدى مباريات البطولة (رويترز)
TT

«الاستحواذ السلبي» يفضح العقم الهجومي لأخضر بيتزي

الأخضر ودع البطولة الآسيوية مبكرا وترك أكثر من علامة استفهام على مستوياته (أ.ب)  -  بيتزي يوجه لاعبيه خلال إحدى مباريات البطولة (رويترز)
الأخضر ودع البطولة الآسيوية مبكرا وترك أكثر من علامة استفهام على مستوياته (أ.ب) - بيتزي يوجه لاعبيه خلال إحدى مباريات البطولة (رويترز)

تباينت آراء الخبراء الفنيين حول الأسباب التي أدت إلى الخروج المبكر للمنتخب السعودي من نهائيات كأس آسيا السابعة عشرة المقامة حاليا في دولة الإمارات وعدم قدرته على تكرار آخر إنجاز له قبل «23» عاما وفي نفس المكان، بعد أن خرج من الدور الثاني من أمام المنتخب الياباني بهدف نظيف.
ومع توجيه الكثير من النقاد والمحللين الفنيين سهام النقد القاسية تجاه المدرب الأرجنتيني بيتزي وتحميله ما جرى إلا أن الخبراء الفنيين وخصوصا المدربين منهم كانت لهم وجهة نظر تحليلية أكثر عمقا مع عدم الاتفاق على تحميل المدرب وحده مسؤولية ما حصل واعتبار أن المسؤولية موزعة على عدة جهات وليس المدرب والذي عادة ما يتم تحميله كل المشكلات في عالم كرة القدم.
وتركز تحليل عمل المدرب ومقياس نجاحه وفشله في عدم القدرة على إيجاد مهاجم قادر على تتويج السيطرة السعودية في المباريات الصعبة والأكثر أهمية إلى أهداف، والاكتفاء بنهج المهاجم الوهمي الذي استخدمه في نهائيات كأس العالم الماضية بروسيا قبل 6 أشهر ولم يجد أي بدائل أخرى، خصوصا في ظل تباين المنافسة والطموح بين نهائيات كأس العالم وبطولة آسيا.
ومع أن هناك عامل الضغوط الذي يحصل تلقائيا من الشارع الرياضي على المنتخب السعودي قبل أي بطولة قارية أو إقليمية بما في ذلك دورة كأس الخليج حيث تتركز الضغوط على ضرورة تحقيقه البطولة مهما تكن الظروف على اعتبار أن المنتخب السعودي بطل وله منجزات كبيرة على كافة الأصعدة ومصنف بكونه من كبار المنتخبات في القارة الآسيوية، فإن هذا الضغط لا يكون موجودا في العادة قبل بطولات كأس العالم قياسا بما عليه الحال حتى في التصفيات المؤهلة لها.
ونهج بيتزي في مبارياته بكأس آسيا نفس طريقة اللعب التي كانت في نهائيات كاس العالم، وتحديدا أمام الأورغواي ومصر فخسر الأولى وفاز في الثانية وحصد من خلاله المركز الثالث في المجموعة، لكن المدرب لقي الكثير من الإشادة، ولم تبرز الكثير من الأصوات المنتقدة لعملة والمطالبة برحيله، إلا أن الوضع انقلب بشكل كبير تجاه المدرب من شريحة متزايدة باتت تنادي بضرورة عدم تجديد عقده الذي انتهى فعليا مع نهاية مشاركة الأخضر في البطولة القارية.
ورأي بعض الخبراء أن السبب الرئيسي وراء النقد الشديد تجاه المدرب هو «العاطفة» التي تحكم مشاعر الغالبية في الوسط الرياضي دون دراسة الوضع بهدوء وإنصاف ووضع الأمور في نصابها من خلال تحليل منطقي يعتمد معطيات ودراسات معتبرة في هذا الجانب.
وتظهر الأرقام والإحصائيات أن بيتزي قاد الأخضر في «22» مباراة من مباريات رسمية وودية وقاده للفوز «7» مباريات مقابل «10» خسائر وكانت النسبة المئوية للفوز «31» في المائة في الفترة التي بدأ فيها مشواره مع الأخضر قبل نهائيات مونديال روسيا وحتى نهائيات آسيا بالإمارات.
وقال فيصل البدين مدرب المنتخب السعودي السابق والذي كان ضمن الطاقم الفني الذي ترأسه المدرب الهولندي مارفيك الذي قاد الأخضر إلى نهائيات كأس العالم الماضية أن المدرب الأرجنتيني بيتزي لعب بالطريقة الأنسب للمنتخب السعودي في نهائيات كأس آسيا، حيث كانت خياراته موفقة في اللاعبين والنهج الفني الذي يراه أنسب وهو الأقرب والأكثر رغبة في أن يكون المنتخب السعودي الذي يقوده بأفضل صورة لأن ذلك يمثل إضافة جديدة لتاريخه وسجله التدريبي.
وأضاف البدين: «بيتزي لم يكن مدربا مغمورا حينما تم التعاقد معه، هو من أفضل المدربين في قارة أميركا اللاتينية والجميع مطلع على سجله وما قدمه مع منتخب تشيلي وقيادته لكوبا أميركا قبل أقل من 3 مواسم، ولذا لم يكن الكثير ينتقد التعاقد معه في الأصل».
وبين أنه بعد المشاركة في نهائيات كأس العالم كانت هناك إشادات تجاهه بعد التحسن في الأداء والنتائج التي أعقبت الخسارة من منتخب روسيا، بل إنه تلقى إشادة بعد البداية الموفقة ضد منتخبي كوريا الشمالية ولبنان في النهائيات الحالية.
وأوضح البدين: «أسلوب السيطرة على اللعب هو نهج فني ضمن الكثير من المناهج الفنية للمدربين على مستوى العالم، وهي طريقة لا يمكن التقليل من أهميتها، خصوصا أنها تصنع شخصية للمنتخب داخل أرض الملعب، وهناك مدربون يلعبون حسب إمكانات المنتخبات التي يقودونها».
وزاد بالقول: «هناك من يلعب بطريقة دفاعية ويعتمد على الهجمات المرتدة السريعة وهناك من يسعى للحفاظ عن مرماه أولا ومن ثم يسعى لاقتناص الفرص خصوصا إذا كان المقابل أفضل منه من حيث الإمكانات المتوافرة والأدوات، ومن هذا الجانب رأى بيتزي أن الأفضل أن يفرض شخصية المنتخب السعودي من خلال السيطرة والتحكم باللعب حسب الإمكانات المتوافرة لديه».
وعن فائدة السيطرة دون تسجيل أهداف قال البدين: «أستغرب ممن يصف ما حصل مع الأخضر على أنه سيطرة سلبية، إذا كان كذلك ماذا يمكن أن نقول عن تسجيل 6 أهداف في مباراتين بغض النظر عن الجانب الفني لكوريا الشمالية ولبنان، ولكن الأكيد أنه كانت مع السيطرة فرص للتسجيل وتحقق المراد منها وأخرى حصلت في مواجهتي قطر واليابان الأكثر قوة بالمقياس الفني ولم تتوج»، مبينا أن عدم وجود وفرة المهاجمين الأكفاء في الوقت الراهن من اللاعبين السعوديين كان له الأثر في عدم إيجاد الحلول الهجومية من خلال رأس الحربة التقليدي مشددا على أن الموجود نتاج الدوري والمنافسات السعودية.
وأيد البدين الأصوات التي تنادي بالإبقاء على بيتزي ومنحه مساحة أكبر من العمل في الفترة المقبلة بدلا من البحث عن بديل، لأن الاستقرار يأتي بالنتائج الإيجابية، ومستدلا بتجديد الاتحاد الألماني الثقة بمدرب المنتخب رغم الخروج المبكر والصادم من نهائيات كاس العالم الماضية، إلا أن الاتحاد الألماني كان يثق بقدرات المدرب وحمل اللاعبين الجزء الأكبر من المسؤولية.
من جانبه اتفق النجم السعودي السابق محمد عبد الجواد مع الكثير من النقاط التي ذكرها البدين، وأعلن تأييده بشدة بقاء المدرب بيتزي لحفظ الاستقرار، خصوصا أن المنتخب السعودي تناوب على قيادته نحو «12» مدربا خلال «12» عاما، وتحديدا في العام 2007 الذي شهد تأهل الأخضر للنهائي القاري، مشيرا إلى أن تحميل المدربين وحدهم وإعفاء الأطراف الرئيسية الأخرى وفي مقدمتهم اللاعبون ليس منطقيا.
وشدد على أن الاستحواذ على الكرة أمر إيجابي خصوصا في ظل تكتل بعض المنافسين كما حصل مع المنتخب الياباني الذي تراجع لعدم القدرة على مجاراة المنتخب السعودي في أرض الملعب في المباراة الأخيرة.
أما المدرب بندر الجعيثن فأكد أن ضعف الخيارات الهجومية لدى المدرب بيتزي أجبره على الطريقة الفنية التي خاض بها نهائيات كأس آسيا، حيث لا يتوافر مهاجمون متمكنون سعوديون في الوقت الراهن يمكن الاعتماد عليهم، وهذا من أهم السلبيات من رفع عدد اللاعبين الأجانب والذي ترك مساحات ضيقة للاعبين السعوديين بخوض المباريات والوصول للجاهزية المناسبة بما فيهم اللاعب محمد السهلاوي الذي لم يعد يجد له موقعا أساسيا دائما في فريقه النصر وهو الذي كان أبرز الهدافين في تصفيات الوصول للمونديال.
ورفض بشدة تحميل المدرب بيتزي المسؤولية لوحدة، بل إنه شدد على أن الجميع يتحمل ما حصل بنسب متفاوتة.
بينما اعتبر المدرب علي كميخ أن الأخضر فقد هويته بشكل واضح في النهائيات القارية الأخيرة من خلال التجارب الكثيرة التي قام بها المدرب بيتزي للاعبين، معتبرا أن المنتخب السعودي يضم عناصر مميزة ولكن لم يكن توظيفها بالشكل الأمثل داخل أرض الملعب عدا غياب المهاجم الهداف الذي يمكن أن يصنع الفارق.


مقالات ذات صلة

تتويج ربى ولميد وضي بذهبيات بطولة السعودية للمبارزة

رياضة سعودية أحمد الصبان رئيس الاتحاد السعودي للمبارزة يتوج اللاعبات الفائزات (الشرق الأوسط)

تتويج ربى ولميد وضي بذهبيات بطولة السعودية للمبارزة

تَوَّج أحمد الصبان رئيس الاتحاد السعودي للمبارزة الفائزات في بطولة السعودية للمبارزة للسيدات (الجولة الذهبية) - عمومي وتحت 14 عاماً، التي اختتمت السبت.

رياضة سعودية إقامة شوط للسيدات يأتي في إطار توسيع المشاركة بهذا الموروث العريق (واس)

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

شهد مهرجان الملك عبد العزيز للصقور 2024؛ الذي ينظمه نادي الصقور السعودي، الجمعة، بمقر النادي بمَلهم (شمال مدينة الرياض)، جوائز تتجاوز قيمتها 36 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (ملهم (الرياض))
رياضة سعودية التقرير يتزامن مع حصول السعودية على شرف تنظيم كأس العالم 2034

«الشرق للأخبار»: 450 مليون دولار يوفرها «فيفا» من استضافة البطولة التي يشارك فيها 48 منتخباً

أصدرت «الشرق» للأخبار ثامن تقاريرها المطولة، والتي ترصد البيانات المالية في قطاع الرياضة، وهو «مونديال الشرق - السعودية 2034».

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية جانب من منافسات مسابقة المزاين لفئة جمل سيف الملك للون «الشقح» (الشرق الأوسط)

«مهرجان الإبل»: موسى الموسى يتوج بسيف الملك للون «الشقح»

أعلنت لجنة التحكيم بمهرجان الملك عبد العزيز للإبل نتائج الفائزين في اليوم الثاني عشر من منافسات أشواط فعاليات مسابقة المزاين لفئة جمل سيف الملك للون «الشقح».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية المسؤولون السعوديون كانوا في قمة السعادة بعد إعلان الاستضافة (إ.ب.أ)

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

حققت المملكة العربية السعودية فوزاً كبيراً وعظيماً في حملتها لجذب الأحداث الرياضية الكبرى إلى البلاد عندما تم تعيينها رسمياً مستضيفاً لكأس العالم 2034، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.