Cold War
الفيلم البولندي المنافس
في الأوسكار
• إخراج: باڤيو باڤليكوڤسكي.
• تمثيل: أغاتا كيليشا، توماش كوت، يوانا كوليغ.
• تقييم:
يهدي المخرج البولندي باڤيو باڤليكوڤسكي فيلمه إلى والديه اللذين كانا، حسب قوله، «أكثر الشخصيات التي التقيتها في حياتي دراماتيكياً. كلاهما قوي، رائع لكنهما كانا كارثة كثنائي». لا يسرد المخرج قصة حياتهما بل يستوحي معالماً من تلك الحياة ويطويها تحت مسار درامي مختلف جاعلاً من الموسيقا جوهر لا العلاقة وحدها بل الفيلم بذاته.
هو يبدأ أساساً بالغناء والموسيقى الفولكلورية مقدما شخصيتين تقومان، سنة 1949. بتسجيل أصوات غنائية يمكن ضم أصحابها إلى حفل جوّال. إنهما إرينا (أغاتا كيوليشا) وڤكتور (توماش كوت). إحدى المغنيات هي شابة اسمها زولا (يوانا كوليغ) التي تأسر اهتمام ڤكتور فينتخبها رغم معارضة زميلته. زولا وڤكتور يتحوّلان إلى عاشقين قبل أن يقرر فكتور الهجرة مودعاً الحياة في بولندا الستالينية هاربا إلى فرنسا حيث الحرية والرقي الفردي الطموح. تلحق زولا به ويتحابان من جديد.
لكن في حين وجد ڤكتور نفسه مرتاحاً في موطنه الجديد تقرر زولا العودة إلى حيث تشعر بانتمائها. كانت سابقاً ما شغلت بالها بسؤال حول ماذا ستكون عليه هويتها الشخصية إذا ما تركت وطنها إلى آخر. يفتقدها فكتور ويلحق بها ويودع السجن مباشرة كونه كان تخلى عن وطنه الأول. هذا قبل أن يتدخل بعض معارفه لدى السلطات. حين خروجه يجد أن زولا ما زالت بانتظاره. يتزوّجان في كنيسة وينتهي الفيلم بهما وهو يأملان في حياة أفضل.
يسرد باڤليكوڤسكي حكايته هذه على مدى عقدين كافيين لتأسيس أواصر قصّة حب بين شخصيتين صعبتي المراس. كل منهما يحتاج للآخر والآخر يرفض أن يتم تطويعه. لكن الحب ينتصر في النهاية.
في الخلفية تكمن الفترة التي سميت بـ«الحرب الباردة» وبعض من برودتها هي في تلك العلاقة بين ڤكتور وزولا. برودة تسري من تحت أحداث ساخنة بالنسبة إليهما وإلى عواطفهما الملتاعة والمتناقضة. لكن هذا المرمى السياسي يبقى منضوياً تحت جناح الدراما المساقة بحدتها وجمالياتها.
صوّر المخرج فيلمه بالأبيض والأسود (كما فعل في فيلمه السابق Ida) ومنح بطليه فرصة كافية للتعبير عن مواهبهما كممثلين. لكن بينما يحافظ كوت على طبيعة شخصيته (حتى في انحدارها بعد مفارقة زولا له وعودتها إلى بولندا) كان على الممثلة كوليغ تجسيد مراحل قاسية في انتقالاتها العاطفية. الموسيقا تلعب كعنصر بالغ الأهمية. منذ بداية الفيلم كما في مختلف مراحله. وهناك مشهد لڤكتور وهو يعزف البيانو في حفلة جاز لكنه من التأثر بحيث ينفرد بعزفه مبتعداً عن النوع صوب ما لا ينتمي إلى ذلك النوع بينما يراقبه عازفان آخران إليه بصمت ممتعض.