تزايد نزيف الاستثمارات المحلية في تركيا

قرض من البنك الدولي لتحديث أنظمة الري

تزايد نزيف الاستثمارات المحلية في تركيا
TT

تزايد نزيف الاستثمارات المحلية في تركيا

تزايد نزيف الاستثمارات المحلية في تركيا

كشفت إحصاءات عن زيادة حجم رؤوس الأموال المحلية التي انسحبت من السوق التركية إلى 3.6 مليار دولار في 2018، بزيادة بلغت نسبتها نحو 33 في المائة.
وبحسب تقرير لوقف الأبحاث الاقتصادية السياسية التابع لاتحاد الغرف التجارية والبورصات في تركيا، حول التطورات التي شهدتها الاستثمارات المتدفقة إلى تركيا أو الهاربة منها بشكل مباشر خلال عام 2018، تسجيل رؤوس أموال أجنبية تدفقت على تركيا بقيمة 11 ملياراً و89 مليون دولار، بزيادة بلغت 167 مليون دولار عن العام 2017 بينما ارتفعت قيمة رؤوس الأموال المحلية المنسحبة من السوق التركية بنحو 897 مليون دولار، لتصل إلى 3 مليارات و598 مليون دولار.
وأشار التقرير إلى تدفق 10 مليارات و922 مليون دولار كاستثمارات على تركيا في نهاية العام 2017، بينما خرج من السوق التركية استثمارات محلية بقيمة 2.7 مليار دولار.
ولفت التقرير إلى اضطراب غير طبيعي في رؤوس الأموال المحلية والأجنبية المتدفقة إلى تركيا والمنسحبة منها، حيث ارتفعت قيمة الاستثمارات التي ينفذها المستثمرون الأتراك في الدول الأخرى، في فترة 11 شهراً من يناير (كانون الثاني) وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 بمقدار 745 مليون دولار مقارنة بالفترة نفسها من العام 2017، لتسجل 3 مليارات و585 مليون دولار.
وفيما يتعلق بالاستثمارات الأجنبية التي دخلت تركيا، فقد تراجعت خلال الفترة نفسها بواقع مليار دولار و135 مليون دولار لتسجل 65 مليارا و438 مليون دولار بعد أن كانت 66 مليارا و573 مليون دولار.
من ناحية أخرى، وافق البنك الدولي على تمويل مشروع لتحديث الري في تركيا بمبلغ 254 مليون دولار. ويتضمن المبلغ قرضا بقيمة 252 مليون دولار، بالإضافة إلى مليوني دولار ستقدم كمنح للمشروع، الذي ينفذ لتحديث البنية التحتية للري. وقال البنك إن المشروع سيوفر للمزارعين فرصة أفضل للحصول على المياه.
وقالت مريم شيرمان، مديرة قسم تركيا بالبنك إن قطاع الزراعة في تركيا يعمل به نحو 21 في المائة من السكان في عموم البلاد، و60 في المائة من القوى العاملة في الريف.
وأشار البنك إلى أن المشروع كان قد بدأ من قبل وزارة الخزانة والمالية وسلطة الري التركية، وكجزء من التحديث، سيتم إعادة بناء وتحسين أنظمة الري في مناطق مختارة بقيمة 249 مليون دولار، وفي الوقت نفسه، سيتم استخدام مبلغ 5 ملايين دولار أخرى للابتكار والدعم المؤسسي وإدارة المشاريع.
على صعيد آخر، قال وزير الخزانة والمالية التركي برات ألبيراق إن نشاط القطاع الخاص في تركيا وتطوره، يعد من أهم المزايا الإيجابية التي يتمتع بها الاقتصاد التركي.
وأضاف ألبيراق، في كلمة خلال مشاركته في جلسة بعنوان: «نظرة عامة على الأسواق الناشئة» عقدت على هامش أعمال الاجتماع السنوي الـ49 للمنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، أن كثرة الأيدي العاملة الشابة، تعد واحدة من المزايا الإيجابية التي يتمتع بها الاقتصاد التركي، مشيرا إلى أن اقتصاد بلاده ينمو رغم التهديدات والأوضاع الأمنية المتدهورة في البلدان المحيطة بتركيا.
وتابع ألبيراق أن حكومة بلاده تولي أهمية كبيرة لقطاع التعليم، قائلا في هذا الصدد: «في السابق كانت حصة وزارة الدفاع هي الأكبر في الميزانية، أما الآن فإننا نخصص الحصة الأكبر لقطاع التعليم».
وفيما يخص قطاع الصادرات قال ألبيراق: «نصدر حاليا نحو 20 ألف منتج إلى بلدان مختلفة، ورفعنا قيمة صادراتنا السنوية من 35 مليار دولار إلى ما يقرب من 170 مليار دولار».
وأشار إلى الاستثمارات التي قامت بها تركيا خلال السنوات الـ16 الماضية، مبينا أن تلك الاستثمارات شملت قطاعات المواصلات والطاقة والاتصالات.
وجدد ألبيراق تأكيده على التزام بلاده بالانضباط المالي، مشيرا في هذا السياق إلى أن صادرات تركيا خلال يناير الحالي يزداد مقارنة مع صادرات يناير العام الماضي.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).