الحكومة اليمنية تشدد على استمرار العمليات العسكرية وتحذر المخربين

جانب من جلسة مجلس الوزراء اليمني التي عقدت في عدن أمس (سبأ)
جانب من جلسة مجلس الوزراء اليمني التي عقدت في عدن أمس (سبأ)
TT

الحكومة اليمنية تشدد على استمرار العمليات العسكرية وتحذر المخربين

جانب من جلسة مجلس الوزراء اليمني التي عقدت في عدن أمس (سبأ)
جانب من جلسة مجلس الوزراء اليمني التي عقدت في عدن أمس (سبأ)

شددت الحكومة اليمنية، في اجتماع لمجلس الوزراء في عدن، على استمرار العمليات العسكرية بالتنسيق مع التحالف الداعم للشرعية في مختلف الجبهات ضد الميليشيات الحوثية، كما وجهت تحذيراً للمخربين الذين يحاولون عرقلة الأنشطة التنموية والاقتصادية في المناطق المحررة.
وذكرت المصادر الرسمية، أن مجلس الوزراء برئاسة الدكتور معين عبد الملك، ناقش في الاجتماع عدداً من القضايا السياسية والعسكرية والخدمية والتنموية، ومستوى الإنجاز العام للوزارات، ومتابعة مستوى إنجاز المشروعات الخدمية الجاري تنفيذها في عدد من القطاعات الحيوية في عدن والمحافظات المحررة. كما تدارس الاجتماع الحكومي مستجدات المشهد السياسي، والتطورات والمستجدات بشأن نتائج تنفيذ اتفاقيات استوكهولم التي تقضي بانسحاب الميليشيات الانقلابية الحوثية الموالية لإيران من مدينة الحديدة وموانئها ومرافقها الأساسية، واستمرار خرق الحوثيين كافة البنود، والتنصل من اتفاقيات السويد؛ وذلك لإفشال كافة جهود الأمم المتحدة للوصول إلى سلام حقيقي وشامل ودائم.
وذكرت وكالة «سبأ»، أن رئيس الوزراء اليمني «أكد أهمية مواصلة الجيش الوطني بالتنسيق مع التحالف العربي تحقيق الانتصارات على ميليشيات الحوثي الانقلابية»، وأنه أشاد بجهود القوات الحكومية في كافة الجبهات في سبيل القضاء على المشروع الانقلابي واستكمال تحرير ما تبقى من أراضي الجمهورية واستعادة مؤسسات الدولة وبناء اليمن الاتحادي المبني على أسس ومبادئ النظام والقانون والمواطنة المتساوية والتوزيع العادل للثروة والسلطة بين كافة أبناء الوطن.
وجدد رئيس الحكومة اليمنية استمرار عزم حكومته للعمل وفقاً لخطط وبرامج الإصلاحات الإدارية والمالية؛ وذلك انطلاقاً من مسؤوليتها الوطنية في الدفاع عن مؤسسات الدولة كافة، وقال: «إن الحكومة لن تسمح بالعبث أو التخريب الذي يضر بالمؤسسات والمصلحة العامة» في سياق إشارته إلى «ما حدث في منطقة العقلة في محافظة شبوة، حيث فشلت محاولة مجاميع مسلحة من إعاقة عمل الشركات النفطية»؛ وهو ما عده رئيس مجلس الوزراء اليمني «تهديداً لأي استثمارات وعائقاً أمام عودة الشركات الأجنبية للعمل بالقطاع النفطي».
وشدد عبد الملك «على ضرورة اتخاذ الجهات المعنية بالتنسيق مع التحالف العربي كافة الإجراءات الحازمة والصرامة تجاه مثل هذه القضايا من أجل تهيئة المناخات الملائمة لعودة الاستثمارات، وعودة نشاط القطاع النفطي، وبالتالي رفد الاقتصاد الوطني بالموارد لتمكين الحكومة الشرعية من القيام بواجباتها والإيفاء بالتزاماتها لتوفير الاحتياجات والخدمات الأساسية لمختلف فئات وشرائح المجتمع والشروع في إعادة الإعمار والنهوض بالتنمية.
إلى ذلك، أكد رئيس الحكومة اليمنية على «ضرورة استكمال إنجاز غرفة العمليات والسيطرة المشتركة من جانب وزارة الداخلية وبالتنسيق مع التحالف العربي من أجل السيطرة على كافة مجريات الأوضاع، والتصدي لأي تدخلات ومحاولات من شأنها المساس بالأمن والاستقرار والمصالح العامة والخاصة والمكتسبات الوطنية وإثارة القلق والفوضى بين أوساط المجتمع في كافة محافظات الجمهورية بمقدمتها العاصمة المؤقتة عدن».
في السياق نفسه، شدد على «أهمية تعزيز دور الحكومة في مراقبة الأداء المالي والإداري بكافة مؤسسات الدولة، وتعزيز مبدأ الشفافية في إعداد التقارير وتقديمها وفقاً للأطر الرسمية والقانونية لرئاسة الحكومة التي بدورها تتولى رفعها إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي، لاتخاذ القرارات المناسبة واللازمة بهدف إصلاح أي اختلالات لضمان إعادة الأمور إلى نصابها ووضعها الطبيعي».
وقال رئيس الوزراء اليمني، إن حكومته «حريصة على تعزيز إصلاح الجهاز الرسمي للدولة بكافة وزاراتها وهيئاتها ومؤسساتها ومراجعة التقارير السنوية بطريقة منهجية لإدارة مؤسسات الدولة على أكمل وجه وضمان إيجاد آلية ومسار واضح ومحدد للتعامل مع المانحين، وذلك بالاعتماد على الخطط والبرامج المتضمنة قطاعات التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار والنهوض بعملية التنمية الشاملة والاهتمام بتأهيل البنى التحتية والخدمات الأساسية والإغاثة الإنسانية والرعاية الاجتماعية.
من جانبه، قدم نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري، تقريراً موجزاً عن الحالة الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة، وتطرق إلى تواصل الترتيبات الخاصة بتنفيذ حملة منع حمل السلاح بعدن، مؤكداً استمرار الهدوء والاستقرار واستتباب الأمن في كافة المديريات والمناطق.
وأشار الميسري، إلى حيثيات الحادثة التي شهدها القطاع النفطي بالعقلة في محافظة شبوة، مشيداً بالموقف العسكري والأمني الحاسم الذي اتخذته الجهات الرسمية وتداركها للأمر، وقيامها بملاحقة الجُناة والخارجين عن النظام والقانون.
وفي الاجتماع نفسه، استعرض رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اليمني الفريق الركن عبد الله النخعي، الموقف العسكري العام في جميع جبهات القتال، مشيراً إلى قيام الجيش بتكبيد ميليشيات التمرد والانقلاب الحوثية خسائر كبيرة وفادحة في كل من صرواح والمخدرة وهيلان وقانية، وغيرها من الجبهات.
وكشف النخعي عن «استمرار الأعمال القتالية في مختلف جبهات المنطقة العسكرية الرابعة وفقاً للمهام المحددة للوحدات، بالإضافة إلى استمرار تبادل إطلاق النار بين اللواء الثاني مشاة حزم في محور العند والميليشيات الحوثية في جبهة كرش، وبشكل متقطع مع قنص من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والهاونات وتبادل القصف المدفعي».
وأكد الفريق النخعي «استمرار قصف الحوثيين للمناطق والأحياء السكنية في محافظة تعز، واستمرار المواجهات في جبهات المنطقة العسكرية الثالثة مع تواصل الجهود الكبيرة بعملية نزع الألغام».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.