محكمة تتهم مستوطناً بقتل فلسطينية بدوافع إرهابية

عثر على حمضه النووي بالحجر الذي أصاب عائشة الرابي في رأسها

أرض في القدس الشرقية تعود إلى الرئيس الراحل ياسر عرفات حجزت عليها إسرائيل بطلب من 8 إسرائيليين في قضية تعويضات (أ.ف.ب)
أرض في القدس الشرقية تعود إلى الرئيس الراحل ياسر عرفات حجزت عليها إسرائيل بطلب من 8 إسرائيليين في قضية تعويضات (أ.ف.ب)
TT

محكمة تتهم مستوطناً بقتل فلسطينية بدوافع إرهابية

أرض في القدس الشرقية تعود إلى الرئيس الراحل ياسر عرفات حجزت عليها إسرائيل بطلب من 8 إسرائيليين في قضية تعويضات (أ.ف.ب)
أرض في القدس الشرقية تعود إلى الرئيس الراحل ياسر عرفات حجزت عليها إسرائيل بطلب من 8 إسرائيليين في قضية تعويضات (أ.ف.ب)

اتهمت محكمة إسرائيلية مستوطنا يدرس في معهد ديني يهودي بقتل سيدة فلسطينية بدوافع إرهابية لكن بشكل غير متعمد، بعد أن رشق سيارتها بحجر قرب نابلس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وكان الفتى البالغ من العمر 16 عاما واحدا من بين 5 طلاب ألقي القبض عليهم في أعقاب الهجوم الذي أودى بحياة عائشة الرابي (47 عاما) وهي أم لـ8 أطفال. والمستوطن المتشدد مُتهم أيضا بتنفيذ أعمال إرهابية على طرق الضفة الغربية.
وقدمت النيابة العامة الإسرائيلية لائحة اتهام ضد المستوطن شملت تهم القتل غير العمد، إلقاء حجارة خطيرة على مركبة عابرة والتخريب المتعمد لمركبة. وتم اعتبار جميع هذه التهم بأنها نُفذت «في سياق عمل إرهابي». وبحسب لائحة الاتهام، «قام الفتى في وقت متأخر من ليلة 12 أكتوبر (تشرين أول) بمغادرة المعهد الديني «بري هآرتس» الواقع في مستوطنة رحاليم في شمال الضفة الغربية، رفقة عدد من الطلاب الآخرين ووصلوا إلى مفرق تبواح على الطريق رقم 60 – وهو الطريق الرئيسي الذي يربط بين شمال الضفة الغربية وجنوبها. وقام المشتبه به بحمل حجر كبير يبلغ وزنه نحو 2 كيلوغرام وجهز نفسه لإلقائه على مركبة فلسطينية بدوافع آيديولوجية عنصرية وعداء للعرب في كل مكان، وفي الوقت نفسه كانت الرابي وزوجها وابنتهما البالغة من العمر 9 سنوات يستقلون مركبة عند المفرق، وفي هذه اللحظة قام المشتبه به – الذي لاحظ وجود لوحة ترخيص فلسطينية على المركبة – بإلقاء الحجر الكبير على المركبة، التي كانت تسير بسرعة نحو 100 كيلومتر في الساعة. وحطم الحجر الزجاج الأمامي للمركبة بجانب السائق وأصاب الرابي في رأسها. ونجح زوج الرابي في السيطرة على المركبة وتهدئة ابنته التي أصيبت بحالة من الذعر والإسراع باتجاه عيادة قريبة في مدينة نابلس حيث تم الإعلان عن وفاة زوجته بعد وقت قصير».
ويواجه المتهم عقوبة بالسجن لمدة طويلة قد تصل إلى 20 عاما، لكن محاميه قلل من أهمية النتائج.
وقال محامي الفتى إنه ينكر تهمة القتل غير العمد بدافع الإرهاب. وهو محتجز انتظارا لجلسة أخرى ستعقدها المحكمة. وكانت النيابة العامة طلبت تمديد اعتقال المشتبه به حتى استكمال الإجراءات ضده. وقال محاميه، إنه لو كان للنيابة العامة ما يكفي من الأدلة ضد موكله، لكانت قامت بتوجيه لائحة الاتهام ضده فورا بدلا من طلب تمديد اعتقاله خمس مرات لاستكمال التحقيق.
واعتقل الطلبة الخمسة في نهاية ديسمبر (كانون الأول)، بعد نحو شهرين ونصف من وفاة الرابي. وفي 7 يناير (كانون الثاني) قام الشاباك برفع أمر حظر النشر على تفاصيل القضية بشكل جزئي وأعلن عن أن الفتية الخمسة الذين تم اعتقالهم مشتبهون بقتل الرابي، وكشف عن أنهم جميعا طلاب في المدرسة الدينية قرب طوباس.
ولاحقا أقرت المحكمة خطورة الأدلة ضد القاصر ووافقت على تمديد اعتقاله.
ويوم الأربعاء، كشف القاضي غاي أفنون، عن أن الأدلة تشمل عينة حمض نووي للمشتبه به تم العثور عليها على الحجر الذي أصاب الرابي في رأسها. ويتهم اليسار الإسرائيلي السلطات بالمماطلة في مثل هذه القضايا مقارنة بالتحقيقات المتعلقة بهجمات فلسطينية، في حين يتهم قادة الحركة الاستيطانية والمعسكر القومي المتدين الشاباك بتعذيب المشتبه بهم اليهود.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.