اتهام للميليشيات بقصف مخازن غذاء في الحديدة

مقتل 18 انقلابياً في صعدة وتعز

TT

اتهام للميليشيات بقصف مخازن غذاء في الحديدة

استبقت الجماعة الحوثية وصول وفد أممي إلى مدينة الحديدة أمس لتوزيع المساعدات الإنسانية والإغاثية بقصف مخازن مطاحن البحر الأحمر وصوامع الغلال، الأمر الذي أدى إلى نشوب حريق كبير في المخازن التي تضم كميات تكفي لإطعام 3 ملايين شخص.
وأدى القصف الذي استخدمت فيه الجماعة قذائف الهاون إلى نشوب الحريق في إحدى الصوامع قبل أن تتدخل القوات الحكومية بدعم من التحالف الداعم للشرعية لاحتواء الحريق والسيطرة عليه.
ودان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في سلسلة تغريدات على «تويتر» الجريمة الحوثية التي تسببت في الحريق الذي كاد أن يودي بكميات من القمح تكفي 3 ملايين شخص لمدة ثلاثة أشهر.
ووصف الإرياني القصف الحوثي بأنه تصعيد خطير من جانب الميليشيات الحوثية وذلك بعد يوم واحد فقط على مغادرة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث والجنرال الهولندي رئيس فريق المراقبين باتريك كومارت، صنعاء.
وقال الوزير اليمني «إن هذا القصف يؤكد انقلاب الميليشيات الكامل على اتفاق السويد ومخرجاته ومضيها في تحدي الإرادة الدولية وجر الأوضاع نحو التصعيد دون اكتراث بالمعاناة الإنسانية».
وأكد الإرياني أن هذا الاستهداف لمطاحن البحر الأحمر يهدف لمنع زيارة كانت مقررة غداً لهيئة الأمم المتحدة للموقع، وعرقلة اتفاق تسهيل توزيع المواد الإغاثية لصنعاء والشريط الساحلي وذلك بعد تعنت وفد الجماعة الحوثية في اللجنة المشتركة ورفضه فتح طرق آمنة وإزالة الألغام لتسيير الإمدادات الغذائية والإغاثية.
ويأتي هذا التصعيد الحوثي في الحديدة إلى جانب قيام الميليشيات الحوثية قبل أيام بنهب مكتبة زبيد التاريخية بما فيها من نفائس الكتب والمخطوطات التاريخية، وذلك بالتوازي مع نهب أرشيف 60 عاما من مواد إذاعة الحديدة، ونقلها إلى أماكن في مديرية باجل.
وتسود الأوساط السياسية اليمنية حالة من السخط إزاء التساهل الدولي والأممي جراء الخروق الحوثية المستمرة وإصرار الجماعة على عدم تنفيذ اتفاق السويد، في الوقت الذي تواصل الجماعة الموالية لإيران حشد مسلحيها إلى المحافظة الساحلية وتعزيز تحصيناتها وحفر الخنادق والأنفاق ما يرجح نيتها المسبقة على تفجير المعارك مجددا.
وفي ظل مواصلة ميليشيات الانقلاب خرقها لهدنة الحديدة من خلال القصف المستمر على مواقع القوات المشتركة من الجيش الوطني في مدينة الحديدة وجنوبها إضافة إلى القصف على القرى السكنية المأهولة بالسكان، قال مصدر محلي بأن معارك عنيفة اندلعت في مدينة الحديدة الساحلية، غرب اليمن. موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن «المعارك صاحبها القصف بمختلف الأسلحة على مواقع الجيش الوطني في مدينة الحديدة حيث تركزت تلك المعارك بمناطق التماس بمحيط بمنطقة سبعة يوليو وكيلو سبعة ومحيط مبنى جامعة الحديدة في ظل تكثيف ميليشيات لزراعة الألغام وحفر الخنادق في عدد من شوارع مدينة الحديدة».
وذكر أن «ميليشيات الحوثي شنت قصفها على مصنع ومخازن شمسان للكتب والدفاتر المدرسية في منطقة كيلو 16 (المنفذ الشرقي لمدينة الحديدة) بقذائف الهاون بشكل متعمد وهي على دراية كاملة أن المخازن تحوي آلاف الكتب والدفاتر ما أدى إلى احتراقها». مشيرا إلى «مقتل المواطن عبده محمد إبراهيم جنيد، جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الانقلابيين في الدريهمي، جنوبا، حيث انفجر أثناء ما كان يقود دراجته النارية في المنطقة».
إلى ذلك، قتل 18 انقلابيا وأصيب آخرون من صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية في معارك مع الجيش الوطني في صعدة وتعز، حيث قتل 13 انقلابيا بمواجهات مع الجيش الوطني بمديرية باقم، شمال صعدة، و5 آخرون في معارك مع الجيش الوطني في جبهة مقنبة، غرب تعز.
ففي صعدة، المعقل الرئيسي لميليشيات الحوثي الانقلابية، قال قائد لواء العاصفة العميد خالد معروف، بأن «المواجهات اندلعت أثناء محاولة عناصر من الميليشيات التسلل باتجاه مواقع شمالي غرب مركز المديرية».
ووفقا لما أكده العميد معروف لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، فقد تمكنت قوات الجيش الوطني من «إفشال محاولة تسلل هي الأعنف منذ بداية العام الجاري فيما أجبرت الميليشيا على التراجع والفرار»، وأن «المواجهات استمرت نحو ١٢ ساعة وأسفرت عن مصرع 13 من عناصر الميليشيا وإصابة آخرين».
وذكر أن «مدفعية الجيش الوطني استهدفت تجمعات لميلشيات الحوثي بالقرب من تبة الروافض».
وفي تعز، المحاصرة من قبل ميليشيات الانقلاب منذ أربعة أعوام وسط، سقط 16 انقلابيا بين قتيل وجريح في جبهة مقبنة، غربا، عقب تصدي قوات الجيش الوطني لهجوم عناصر انقلابية شنتها عليهم.
وأكد قائد جبهة مقبنة العقيد حميد الخليدي، بحسب «سبأ»، أن «قوات الجيش الوطني تمكنت من التصدي لهجوم الميليشيات على مواقعهم في جبل صبري وجبال العويد بعد اشتباكات استمرت 6 ساعات أسفرت عن مقتل 5 وإصابة 11 من الحوثيين».
وقال إن «الجيش الوطني يفرض حصارا على مجموعة من المتسللين في جبال العويد وتم أسر قائد الهجوم القيادي المتحوث أبو العز وكذلك القيادي للميليشيات محمد عبد الله الذي عينه الحوثيون مديرا لأمن مديرية جبل حبشي وأحد قادة الهجوم». لافتا إلى أن «الاشتباكات لا تزال مستمرة في العقام والعارضة وجواعة حيث تحاول الميليشيات فك الحصار عن مجموعة من عناصرها في جبال العويد في جبهة مقبنة غرب المدينة».
على صعيد متصل، شنت ميليشيات الحوثي الانقلابية، مساء الأربعاء، هجوما مكثفا على أبناء العبيسة التابع لمديرية كشر التابعة لمحافظة حجة، المحاذية للسعودية، وذلك عقب الخسائر البشرية والمادية في معارك مع الجيش الوطني، مساء الثلاثاء، أثناء تصدي أهالي المنطقة لمحاولة اقتحام الانقلابيين المنطقة وأسروا نحو 22 انقلابيا علاوة على تدمير طقمين عسكريين، بحسب ما أكده مصدر محلي لـ«الشرق الأوسط» الذي قال بأن «ميليشيات الانقلاب قصفت بشكل عشوائي قبائل العبيسة بمختلف الأسلحة وحشدت عناصرها من مختلف المديريات لاقتحام المنطقة التي رفض أبنائها وجود الانقلابيين».
وأوضح ذات المصدر أن «الانقلابيين تمكنوا من التمركز في منطقة بني درين جبل الطواية المطل على قبيلة بني النمشة في العبيسة بمساعدة عناصر من أبناء المنطقة».
ووفقا لموقع «العربية. نت» فقد «أطلقت قبائل حجور اليمنية شمال غربي محافظة حجة الحدودية اليمنية، نداء استغاثة لتحالف دعم الشرعية لدعمها في مواجهة هجوم شنته ميليشيات الحوثي الانقلابية ضد قبيلة العبيسة التابعة لحجور في مديرية كشر مستخدمة الصواريخ والمدفعية الثقيلة».
ونقلت عن فهد دهشوش، شيخ قبائل حجور، تأكيده أن «وساطة قبلية تدخلت مساء الثلاثاء ونجحت في إقناع قبيلة ذو يحيى بالإفراج عن أسرى الحوثيين، لكن الميليشيات عادت وهاجمت القبيلة من جهة أخرى في مسعى للتمركز في مناطقها».
ودعا الشيخ دهشوش «كافة قبائل حاشد وأبناء محافظة حجة لرفض الإجراءات التعسفية ضد قبائله وفك الحصار عنها».
وتفرض ميليشيات الحوثي حصاراً خانقاً على قبائل حجور منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، حسب ما أفادت مصادر محلية، في محاولة إخضاعها وتنتشر قبائل حجور، في أكثر من 10 مديريات بمحافظة حجة وتتكون من 200 ألف نسمة تقريبا.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».