التنفس السّائل ابتكار لإنقاذ بحّارة الغّواصات الغارقة

يعتمد على ملء الرئتين بسائل عوضاً عن الهواء

الأبحاث على التّنفس السائل أطلقها العلماء الروس عام 2016
الأبحاث على التّنفس السائل أطلقها العلماء الروس عام 2016
TT

التنفس السّائل ابتكار لإنقاذ بحّارة الغّواصات الغارقة

الأبحاث على التّنفس السائل أطلقها العلماء الروس عام 2016
الأبحاث على التّنفس السائل أطلقها العلماء الروس عام 2016

أعلنت مؤسسة «صندوق الدراسات الواعدة» الروسية للأبحاث العلمية، عن تجارب تجريها على ما يعرف بـ«التنفس السّائل» على حيوانات في المختبرات، وتستعد على ما يبدو لاختبار هذه الأسلوب في التنفس على الإنسان، إذ أكّدت أن أعداداً كبيرة من المتطوعين أبدوا استعدادهم ورغبتهم في اختبار هذه الطريقة المبتكرة في التنفس، التي تقوم على ملء الرئتين بسائل مشبع بذرات الأكسجين الذائب، الذي يمكّنه الدّخول إلى الدم عبر الرئتين، أي أنّه يقوم بعبارة أخرى بعملية التنفس وتزويد الجسد بحاجته من الأكسجين، من دون الحاجة لاستنشاق الهواء.
الأبحاث على التنفس السائل أطلقها العلماء الروس عام 2016 بهدف التوصل إلى آلية للتنفس تساعد في تجاوز العقبات التي تعترض عمليات إنقاذ البحارة على متن الغواصات حين تتعرض لحوادث تؤدي لغرقها. ويشير القائمون على المشروع إلى أنّ البحارة، في حالات الحوادث في الأعماق، يعجزون عن مغادرة الغواصة للعوم حتى السّطح، لأنّهم سيتعرضون لحالة مرضية نتيجة الضغط وسيموتون. وفي حالة التنفس السائل لن يواجه الإنسان مثل هذه المشكلة، وفق ما يقول العلماء الروس، ويؤكدون أنّه في حال نجحت التجارب، سيساعد هذا الأسلوب في التنفس على إنقاذ حياة كثيرين. وإلى جانب البحارة في الغواصات يمكن أن يستفيد من «سائل التنفس» الطيارون ورواد الفضاء، أي كل من يعمل ضمن ظروف ضغط عالٍ أو منخفض.
وقال العاملون في «صندوق الدراسات الواعدة» إنّهم أجروا العام الماضي اختبارات تضمّنت عملية غوص ناجحة لـ«كائنات بيولوجية» حتى عمق لم يكن بوسعهما بلوغه سابقا من دون آثار جانبية. وأكد أحدهم: «أظهرت التجارب أن التقنية التي نعمل عليها تساعد في الغوص والصّعود مجددا من عمق قياسي من دون أي آثار جانبية». وكانت بعض وسائل الإعلام قد تحدّثت في وقت سابق عن تجارب على التنفس السّائل، شارك فيها «كلب اختبارات»، تمكّن من الغوص حتى عمق يزيد على 1000 متر، من دون أن يتعرّض لأي أذى. إلا أنّ القرار النّهائي بشأن هذه التقنية سيُتّخذ بعد مشاركة الإنسان في الاختبارات، وهو ما يستعد له العلماء الروس.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.